أكد الكاتب التركي البارز مصطفى أكيول أن مواطني الشرق الاوسط يكرهون العيش تحت حكم الطغيان، وأسقطوا الطغاة رغم الرهان الخاطئ للغرب الذي ساند لعقود طويلة حكم الديكتاتوريات في المنطقة العربية. وأوضح الكاتب في مقاله بصحيفة "حريت" التركية اليوم اختياره للشاب التونسي محمد بوعزيزي "شخصية العام"، على خلفية تفجيره شرارة الثورات العربية في بلده والدول العربية المجاورة. وأشار إلى أنه رغم تدافع الناس للادلاء بأصواتهم لاختيار شخصية العام الى التصويت لصالح أو لعدم اختيار أردوغان كشخصية العام كما ذكرت مجلة "تايم" الامريكية، ورغم كل التقدير للسيد أردوغان، فأن صوته الخاص سيتجه إلى شخصية تاريخية ظل حتى عام مضى محبوبا لافراد أسرته وأصدقائه المقربين فقط، بيد أنه أصبح بين عشية وضحاها "أيقونة الحرية" في قلوب الملايين، وهو محمد بوعزيزي. وأضاف:"أن بوعزيزى ذا ال"27" عاما البائع المتجول في تونس، اعتاد على الفساد وسطوة الطغيان وقبضته الوحشية، من جانب شخصية كريهة هي زين العابدين بن علي، الديكتاتور العلماني الذي قمع مظاهر التدين، وخنق الاقتصاد وجعل الحياة لا تحتمل بالنسبة لكل المواطنين التونسيين باستثناء النخبة المحظوظة". وأردف "كل ما فعله محمد في ظل سطوة الطاغية هو بيع السلع في شوارع بلدته "سيدي بوزيد" ليعول أسرته المكونة من أمه وخاله وشقيقتيه الاصغر منه، بعد أن ذاق مرارة اليتم في سن الثالثة، بيد أن هذا لم يعجب النظام الحاكم، وفي صباح 17 ديسمبر 2010، بدأ محمد عمله اليومي المعتاد، ليتعرض لمضايقات الشرطة المحلية التى تتمثل مهمتها في ابتزاز الرشاوي من الناس. وتابع "بوفاة بوعزيزي بعد صراع مع المرض طوال 18 يوما، انطلقت مسيرة الربيع العربي، وحشدت روح بوعزيزي الملايين من الشباب العربي ضد الطغيان في تونس ومصر وليبيا وسوريا وفي كل مكان، ليخرج "جني الحرية" من القمقم إلى كل مكان في ربوع المنطقة.