تحدث الفنان الكبير سمير صبري عن علاقته الإنسانية مع جميلة السينما المصرية "زبيدة ثروت" التي رحلت عن عالمنا مساء أمس الثلاثاء عن عمر يناهز ال"76 عاما" بعد معركة شرسة مع سرطان الرئة، كاشفًا ملامح شخصيتها بعيدا عن الأضواء. وقال "صبري" ل"بوابة الوفد" متأثرا بخبر وفاتها :"زبيدة ست جميلة، وبلدياتي من الإسكندرية، تنتمي لواحدة من أعرق عائلات الإسكندرية، فهي حفيدة الخديوي إسماعيل، تمتلك أجمل عيون في الشرق الأوسط، وكانت من أقرب صديقاتي". وتابع :"أول من تبناها وآمن بموهبتها الفنية الفنان الراحل يحيي شاهين، حيثُ أسند لها دورا في فيلمه "الملاك الصغير"، فهو صاحب فضل كبير عليها". وأكد سمير أن علاقة الصداقه القوية جمعته بقطة السينيما المصرية "زبيدة ثروت" في فيلم "الأحضان الدافئة"، الذي يعتبره من أفضل ما قدّم ليس لأن بطلته الفنانة الجميلة زبيدة ثروت فحسب، وإنما للقضية الشائكة التي كان يتناولها الفيلم ألا وهي "نظرة المجتمع الدونية للمطلقة وحرمانها من العيش والزواج مرة أخرى". وكشف عن كواليس عمل "الأحضان الدافئة" قائلا :"رجعتيني بالعمر للوراء ولذكريات جميلة طواها النسيان، فهي أيام لا يمكن أن تعوض، صورنا الفيلم على مدار عام وتم تصويره في لندن، وكنا بنصور بملابس صيفية والطقس في لندن كان صقيع جدا". واستكمل حديثه قائلاً :"أتذكر مشهد أعدنا تصويره أكثر من مرة بسبب الضحك، وهو عندما كنت أنا وزبيدة نطعم الحمام في لندن فكان يحلق حولنا مجسدا صورة مروحة السقف، وبالتالي كان يزيد من شعورنا بالبرد، فطالبنا مخرج العمل مجدي حافظ بإلغاء المشهد لكنه رفض". وتابع ضاحكا :"كنا بنصور في رمضان والفيلم ملىء بالمشاهد الساخنة، والمفروض نكون صائمين، فكنا بنمثل إننا صائمون"، لافتا إلى أن كواليس العمل كانت تعكس علاقة الحب والاحترام المتبادل التي كان يتسم بها جيلنا. وكشف عن أسماء الأفلام القريبة من قلبها، والتي تعتبرها من أجمل ما قدّمت قائلا :" كثيرا لما نجتمع سويا كانت تقولي لي أنا فخورة أني قدمت أفلام للسينما مثل"في بيتنا رجل" و"يوم من عمري" و"زمان يا حب" و"نساء في حياتي"، وكنت أشاركها الرأي في ذلك". وعن اعتزالها للفن قال :"كثيرا من جميلات السينما يحرصن على الظهور بإطلالة ساحرة وجميلة أمام الكاميرا، فعندما يشعرن أن جمالهن يبدأ يذهب مع العمر رويدا رويدا يفضلن الابتعاد للاحتفاظ بالصورة الجميلة التي عُلقت في أذهان جمهورهن". وأضاف صبري: "بعيدا عن الفن، زبيدة أم حنونة جدا فكان لديها أربع بنات تتعامل معهن برفق ولين، كما كانت تعتبرهن حياتها كلها، ولكن شاء القدر أن يعصف بقلبها أعاصير شديدة من الحزن والشجن برحيل ابنتها رشا التي تحتل الترتيب الثالث بين أشقائها بعد صراع طويل مع السرطان". وقال "صبري" إنه قام بتكريمها منذ خمس سنوات في احتفالية خاصة بنادي "ليونز نيل القاهرة" الذي يرأسه بحضور بناتها الأربعة عن أعمالها الفنية، لأنه من الفنانين الذين يقدروا قيمة "التكريم" ودوره في حياة فنان يكبر به العمر وتنال التجاعيد من ملامحه. وأعرب "صبري" عن استيائه من لقائها الأخير مع الإعلامي عمرو الليثي قائلا :"كنت لا أحب أن يراها جمهورها ومعجبيها بهذا الشكل، وكنت أحب أن تظل عالقة في أذهانهم بالصورة التي كانوا يتذكرونها بها". وأضاف :"يبدو أن زبيدة كانت في حاجة إلى المال لأنها كانت مريضة وكانت تنفق على مرضها". وكشف "صبري" عن تفاصيل آخر حوار جمعه بها قائلا :"كانت توصيني بحفيدها من ابنتها الكبري، وكانت تقولي لي هو فنان وبيحب الفن اهتم به وقف بجانبه فهو حفيد الأديب إحسان عبد القدوس وزبيدة ثروت يعني بالتأكيد هيكون فنان كويس". وقرر الفنان سمير صبري أن يختتم حديثه الذي كان يقاوم فيه البكاء بتقديم التعازي لشعب مصر في وفاة الجميلة "زبيدة ثروت".