كشفت تحقيقات نيابة أمن الدولة العليا، فى حادث التفجير الإرهابى بالكنيسة البطرسية، أن الانتحارى محمود شفيق دخل الكنيسة بخطوات سريعة أثارت ريبة أحد أفراد الأمن الإدارى الذى تعقبه حتى دخل من باب القاعة الخلفى المخصصة لصلاة السيدات، وفجر الانتحارى نفسه بعد أقل من نصف دقيقة من دخوله على مسافة نحو 5 أمتار من باب الدخول. وأشارت تحقيقات فريق النيابة برئاسة المستشار محمد وجيه المحامى العام بالنيابة، إلى أن تفريغ كاميرات المراقبة أوضح أن الانتحارى كان يرتدى بنطلون جينز أزرق وتى شيرت رمادى وجاكيت طويل أسود اللون، وأن اللقطات المصورة أظهرت تضخم الجاكيت بشكل غير طبيعى، على نحو يقطع بارتدائه حزامًا ناسفًا. وأكدت معاينة النيابة لجثامين القتلى، وجود 25 جثمانا، بينها جثمان فرد الأمن الإدارى، وأن جثة الانتحارى تحولت إلى أشلاء، تم تجميعها بمعاونة الأطباء الشرعيين، وتركيب الرأس وباقى أجزاء الجسم، وأسفرت نتائج البصمة الوراثية «DNA» للانتحارى عن تطابقها مع أسرته. وأوضحت معاينة النيابة عدم وجود كاميرات مراقبة داخل قاعة الصلاة، وأن الكاميرات موجودة خارج القاعة، كما أظهرت المعاينة تحطم محتويات القاعة بالكامل وانتشار آثار الدماء والمواد المتفجرة المستخدمة فى صناعة الحزام الناسف. وأشارت التحقيقات إلى أن الانتحارى محمود شفيق شارك فى عدد من العمليات الإرهابية التى نفذتها جماعة الإخوان المسلمين، وأنه عضو فى الخلية الإرهابية التى خططت لتفجير الكنيسة البطرسية، والتى تتخذ من إحدى الشقق السكنية فى حى الزيتون وكرا لها. وحمل الانتحارى الاسم الحركى «أبودجانة الكنانى». وتبين أن المجموعة يقودها مهاب مصطفى السيد قاسم، «طبيب» واسمه الحركى «الدكتور» وأنه مقيم فى الزيتون، ويعتنق الأفكار التفكيرية لسيد قطب، وسافر إلى قطر عام 2015، وتوطدت علاقته ببعض قيادات جماعة الإخوان الهاربة، وتمكنوا من إقناعه بتنفيذ مخططاتهم الإرهابية، وتمت إعادته إلى مصر بدعم مالى ولوجستى كامل من الجماعة، بهدف زعزعة استقرار البلاد وإثارة الفتن وشق الصف الوطنى، وتردد على محافظة شمال سيناء للتواصل مع بعض الكوادر الإرهابية الهاربة وتلقى دورات تدريبية على استخدام السلاح وتصنيع العبوات التفجيرية. وعقب مقتل القيادى الإخوانى محمد كمال، تم تكليف «مهاب» بالإعداد والتخطيط لعمليات إرهابية تستهدف الأقباط لإثارة أزمة طائفية. وشكل «مهاب» مجموعة من العناصر المتوافقة معه فكرياً، وأعد لهم دورات تدريبية فى وكر الزيتون، وتبين أنه العقل المدبر لحادث الكنيسة البطرسية، وتم استهداف وكر الزيتون وضبط فيه حزامان ناسفان معدان للتفجير وكمية من الأدوات والمواد المستخدمة فى تصنيع العبوات المتفجرة، وتم القبض على عدد من عناصر المجموعة وهم: رامى محمد عبدالحميد عبدالغنى «بكالوريوس تجارة» المسئول عن إيواء الانتحارى محمود شفيق وإخفاء المواد المتفجرة والأحزمة الناسفة ومحمد حمدى عبدالحميد عبدالغنى «حلاق» ودوره الدعم اللوجيستى وتوفير أماكن للقاءات التنظيمية ومحسن مصطفى السيد قاسم شفيق قائد المجموعة وله دور بارز فى نقل التكليفات التنظيمية وعلا حسين محمد على «زوجة القيادي» ودورها الترويج للأفكار التكفيرية من خلال وسائل التواصل الاجتماعى ومساعدة زوجها فى تغطية تواصلاته على الإنترنت.