الأفلام الدينية متوقفة منذ 45 عامًا

حينما تستعرض تاريخ السينما المصرية، نجد أن الفيلم الدينى كان موجودًا حتى أوائل السبعينيات فى عصر المنتجين الذين كانوا يبحثون عن العمل الجيد قبل أن يفكروا فى المكاسب المالية، تعددت الأفلام الدينية والتاريخية فى زمن السينما الحقيقى.
نحاول فى هذا التقرير إلقاء الضوء على أبرز الأفلام الدينية والتاريخية فى عام 1950 قام الفنان الكبير الراحل يحيى شاهين ببطولة فيلم «بلال مؤذن الرسول» الذى جسد من خلاله شخصية بلال مؤذن الرسول وإلقاء الضوء على عصور الجاهلية مثل ظهور الإسلام.
كما قام الفنان الراحل حسين صدقى فى حقبة الخمسينات ببطولة فيلم «خالد بن الوليد» الذى جسد من خلاله شخصية سيف الله المسلول، وهو الفيلم الوحيد الذى أوصى الفنان الراحل بعدم مسحه من أرشيفه.
شهدت حقبة الستينيات إنتاج مجموعة كبيرة من الأفلام الدينية والتاريخية بفضل وجود منتجين يمتلكون جرأة شديدة لإنتاج فن حقيقى نذكر منها.
فيلم «هجرة الرسول» بطولة: ماجدة وإيهاب نافع وعدلى كاسب وإخراج إبراهيم عمارة.
واستعرض هذا الفيلم معاناة المسلمين الأوائل وكفاحهم لنشر الدعوى، ولا ننسى فيلم «الناصر صلاح الدين» للمنتجة آسيا ويعد هذا الفيلم أضخم إنتاج فى تاريخ السينما المصرية، بطولة أحمد مظهر ونادية لطفى وليلى فوزى وصلاح ذوالفقار ومحمود المليجى وحسين راضى وعدد كبير من النجوم، إخراج يوسف شاهين، وفيلم «وا إسلاماه» بطولة أحمد مظهر ولبنى عبدالعزيز وحسين رياض وعباس فارس ورشدى أباظة وعماد حمادى وتحية كاريوكا والفيلمان إنتاج 1962 ورغم الخسارة الإنتاجية، لكن بعث القيمة العظيمة.
ومن فرط التنوع تم إنتاج فيلم عن الراهبات المسيحيات من خلال فيلم «الراهبة» التى قامت ببطولته الراحلة هند رستم مع شمس البارودى ونور الشريف 1968.
وفى أوائل السبعينيات أنتجت مؤسسة السينما فيلمين، وهى «الشيماء» بطولة سميرة أحمد وأحمد مظهر وأمينة رزق وإخراج حسام الدين مصطفى و«فجر الإسلام» بطولة محمود مرسى وسميحة أيوب ونجوى إبراهيم وعبدالرحمن على.
ولا ننسى فيلم «عظماء الإسلام»، بطولة كريمة مختار وإسلام فارس فى نفس الفترة.
لم تستطع السينما المصرية إنتاج فيلم دينى بعد ذلك حتى عام 1977 تصدى مصطفى العقاد لإخراج وإنتاج فيلم «الرسالة»، وتم منع عرضه فى مصر لسنوات طويلة بسبب تجسيد شخصية حمزة بن عبدالمطلب عم الرسول، ولا أمل فى عودة الأفلام الدينية فى ظل ارتفاع التكلفة الإنتاجية، وكذلك انقلاب حال السينما المصرية تمامًا وأصبح المكسب المادى هو الأساس قبل إنتاج أى فيلم، لذلك توارت تمامًا الأفلام الدينية والتاريخية، ولن تعود إلا فى حالة حدوث معجزة.