الفقر.. البطالة.. الهجرة غير الشرعية، مثلث للشر يواجهه الصحفي ابن الكهربائي، لقيادة أكبر دولة ورثت كل ما تبقى من الإمبراطورية الرومانية المقدسة والسير بها إلى بر الأمان، من أجل أن تحتفظ بلاده بمكانتها الأوروبية المتميزة كدولة من أغنى دول الاتحاد الأوروبى، وأكثرها جذبا للسياحة لجمالها الخلاب وجبالها الخضراء، أنه «كريستيان كيرن» مستشار النمسا، والرجل الثانى فى الدولة بعد رئيس الوزراء، وقد تولى منصبه فى ظروف صعبة تمر بها البلاد جعلت مجيئه محل مراقبة من الشعب وايضا باقى الدول الأوروبية، فمهمة المستشار إدارة شئون الحكم مع نائبه والوزراء الاتحاديين، وهى الشئون التى لا تندرج ضمن مسئوليات رئيس النمسا الاتحادى. ولد كريستيان كيرن فى 4 يناير 1966 فى فيينا، ونشأ فى سيميرينغ، والده كان يعمل كهربائيا، درس كريستيان الصحافة والاتصال فى جامعة فيينا، ثم حصل على دراسات فى مجال الإدارة 1989، بدأ حياته العملية كصحفى اقتصادى، واقترب من الدوائر السياسية حتى تم اختياره كمساعد لوكيل وزارة الدولة لشئون الخدمة المدنية عام 1991، ثم رئيسا للهيئة الوطنية للسكك الحديدية، وفى عام 1994 أصبح كيرن رئيسا لمكتب الحزب الديمقراطي الاجتماعي الذى كان عضوا فيه، كما اصبح متحدثا باسم الحزب، وفى عام 2010 تم اختياره لتولى منصب الرئيس التنفيذى لشركة السكك الحديدية الاتحادية النمساوية، وبعد استقالة فيرنر فايمان مستشار النمسا السابق ورئيس الحزب الديمقراطى الاجتماعى النمساوى فى 9 مايو 2016 ردًا على خسارة مرشح الحزب فى الانتخابات الرئاسية، أصبح كيرن رئيسا للحزب الديمقراطى الاشتراكي فى 25 يونيه 2016، وتم إعلانه فى منصب المستشار فى اليوم نفسه بموجب قرار تعيين من الرئيس النمساوى هاينز فيشر. أما حياته الشخصية، فقد تزوج كيرن فى عام 1985 من الحسناء كارين ويسلى، وانجبت له ثلاثة أبناء، وانتهى زواجهما بطلاق فى عام 2001 تم تزوج من أخرى وهى إيفلين ستاينبرغر، ولديهما ابنة. ومن أكبر التحديات التى واجهت وتواجه المستشار النمساوى كيرن، ملفات مكافحة الفقر، والبطالة، والهجرة غير الشرعية، وقد أعلن منذ اللحظة الأولى له فى المستشارية انه سيتبع سياسة سلفه فيرنر فايمن فى ملف اللاجئين، وانه سيسعى إلى تشديد إجراءات الحصول على حق اللجوء، ووضع حد أقصى لعدد اللاجئين الجدد فى النمسا بواقع 37.500 خلال العام الجارى، ومنح اللجوء محدد المدة وتشديد آليات الرقابة على حدود النمسا، كما يواجه تحديًا خطيرًا ايضا، يتمثل فى موقفه من الإصلاحات التى يضغط شريكه فى الائتلاف الحكومى- حزب الشعب المحافظ- لتنفيذها لإصلاح نظام المعاشات وتقليص حجم المساعدات الاجتماعية، ويتخوف المراقبون السياسيون من فشل الائتلاف وإجراء انتخابات برلمانية مبكرة، وذلك قبل حلول الموعد المقرر لإجراء الانتخابات البرلمانية المقبلة فى عام 2018 بسبب الخلافات المتصاعدة بين الحزب الديمقراطى الاشتراكى الذى يقوده المستشار كيرن وحزب الائتلاف الحكومى معه، بسبب احتدام تضاد الآراء حول أزمة تدفق اللاجئين إلى النمسا، وزيادة المخاطر الإرهابية خاصة بعد هجمات باريس وبروكسل، وتهديدات تنظيم داعش والمنظمات الإرهابية الأخرى للنمسا على غرار التهديدات لباقى دول الاتحاد الأوروبى.