بالرغم من التقدم الملموس فى مجال التطعيمات ، مازال مرض الحصبة يعد واحداً من الأمراض التي تتسبب بشكل كبير فى وفيات الأطفال الأقل من خمس سنوات ، حيث أودى بحياة أكثر من 134 ألفا و 200 طفل حول العالم خلال العام الماضى ، بواقع ما يتراوح ما بين 350 إلى 400 طفل فى اليوم، يأتى ذلك فى الوقت الذى يحتل فيه مرض " الحصبة" مرتبة متأخرة بعد الالتهاب الرئوى ، أمراض الإسهال والملاريا والإلتهاب السحائى . فقد كشفت دراسة دولية تعاون فى إعدادها 4 منظمات دولية من بينها منظمتا " الصحة العالمية"و" اليونيسيف" النقاب عن إنخفاض معدلات وفيات الأطفال من 2.5 مليون طفل سنوياً فى حقبة الثمانينات إلى أقل من 150 ألف طفل ، إلا ان هذا الانخفاض لم يكن كافيا لتحقيق الهدف الذى وضعته " منظمة الصحة العالمية" فى 2012 ، فى ست مناطق حددتها المنظمة العالمية فى كل من إفريقيا ، أمريكا، أسيا ، فيما تم استئصال المرض فى أربع مناطق فقط خلال العام الماضى. وأكدت " منظمة الصحة العالمية"أن الولاياتالمتحدةوأمريكا الجنوبية تعد من المناطق الوحيدة التى نجحت فى تحقيق أهدافها الموضوعة ، فيما عبرت عن أملها في أن تحقق أوروبا نفس الأهداف المرجوة . وقال " كامل سونوسى" ، المتخصص فى سياسة التطعيمات المشارك فى الدراسة الدولية، إن نسبة تغطية التطعيمات بلغت 85% بين الأطفال حول العالم العام الماضى ، مقابل 72% خلال ال 15 الماضية، وقد ارتفعت النسب التحصينية من 15% عام 2000 إلى 61% حاليا ، مما ساهم فى إنقاذ حياة أكثر من 20,3 مليون طفل خلال ال 15 عاما الماضية، حيث تبدأ الجرعات التحصينية للطفل مع الشهر التاسع ، فيما يعد سوء التغذية فى بعض الدول من أهم الأسباب المهددة للتحصينات و ضعف الجهاز المناعى بين الأطفال . وتزداد الإصابة بمرض الحصبة فى الدول والمناطق التى تعانى من الظروف الصحية والإجتماعية الصعبة فى مقدمتها : إثيوبيا ، الكونجو ، الهند ، أندونيسيا ، نيجيريا وباكستان، ففى عام 2015 ، شهدت هذه البلدان معاناة أكثر من نصف تعداد الأطفال بواقع 20 مليون طفل مريض بالحصبة ، فيما لقى ثلاثة أرباعهم حتفه متأثرا بالمرض فى الفترة من 2014 – 2015 ، لترتفع أعداد الضحايا إلي الثلث فى إفريقيا ، ونحو 18% فى منطقة حوض البحر المتوسط ، و 83% فى أوروبا . و أرجعت الدراسة الدولية هذا الارتفاع إلي موجة الوباء التى ضربت ألمانيا ، لتسجل الحالات الجديدة 2,464 حالة فى عام 2015 ، مقابل 433 فى عاما 2014 ، وذلك بسبب تراجع معدل التطعيمات لتسجل 91% بالنسبة للجرعة الأولى و 77% للثانية . وشددت الدراسة الدولية على ضرورة أن تصل معدلات التطعيمات إلى 95% بغية استئصال المرض ، فضلا عن ضرورة الوصول إلى الفئات المهمشة والمهاجرين والأشخاص الذين لا يشملهم التأمين الصحى والبدو الرحالة الذين يرفضون التطعيم .