تسعى مصر جاهدة لإستعادة دورها الريادي في المنطقة العربية، وعلى الصعيد العالمي أيضًا، من خلال إيجاد موطىء قدم لها في المنظمات العالمية التي يشارك فيها دول العالم بأدوار فعالة، ومن شأنها بحث القضايا والأزمات التي تعج بها البلاد، لتمثل بذلك صوت العرب في الاجتماعات والمؤتمرات العالمية. "حقوق الإنسان" عج عام 2016 بالانتصارات المصرية في الخارج، كان آخرها الفوز بمقعد في مجلس حقوق الإنسان بمنظمة الأممالمتحدة، للفترة 2017-2019، وذلك في الانتخابات التي أجريت خلال الدورة الحادية والسبعين للجمعية العامة في نيويورك. وحظى ترشح مصر من البداية، لعضوية مجلس حقوق الإنسان بتأييد الدول الأفريقية والمجموعة العربية والمجلس الوزاري التابع لمجلس التعاون الخليجي، وجاء فوزها بالمقعد في المجلس الحقوقي بتأييد 173 دولة. وتعتبر هذه من بين أعلى نسب التأييد في الانتخابات التي أجريت لاختيار شاغلي 14 مقعدًا في مجلس حقوق الإنسان، واعتبرت الخارجية المصرية أن الفوز بالمقعد يعكس المكانة الرفيعة والثقة المتزايدة الذي تحظي بها مصر على الصعيد الدولي، ودورها الرائد في تعزيز الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط وإفريقيا. كما انتخب العراق وتونس لأول مرة عضوين في المجلس المؤلف من 47 دولة عضوًا، وخسرت روسيا مقعدها الذي تشغله بالمجلس منذ إنشائه، بعد حصولها على 112 صوتًا فقط، وانتخبت المجر وكرواتيا بتأييد 144 و114 صوتًا على التوالي لتحلا محل روسيا. "مجلس السلم والأمن" ومن أبرز الانتصارات المصرية في الخارج أيضًا، ما حققته خلال عام 2016، حين فازت بعضوية مجلس السلم والأمن بالاتحاد الإفريقي لثلاثة أعوام، بتأييد 47 دولة من دول الاتحاد الإفريقي، خلال اجتماع المجلس التنفيذي الوزاري للاتحاد الإفريقي الذي انعقد وقتها في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا. وأعلنت الخارجية وقتها أن عضوية مصر في مجلس السلم والأمن تأتي في إطار مساعيها وجهودها للقيام بدور فعال في دعم وتعزيز بنية السلم والأمن في القارة الإفريقية، خلال المرحلة التاريخية الهامة التي تمر بها القارة. وسبق وشغلت مصر المقعد لمدة عامين خلال السنوات من 2006 – 2008، ومن 2012 إلى 2013، وتم خلال تلك الفترة إطلاق مبادرة إنشاء آلية التشاور بين مجلس السلم والأمن ومجلس الأمن الدولي، وهي المبادرة التي تم البناء عليها لاحقًا لتأسيس آلية التشاور السنوية بين المجلسين ولا تزال قائمة حتى الآن. "مكافحة الإرهاب" وبعدها بقليل، تم اختيار مصر بإجماع آراء الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي في الجمعية العامة للأمم المتحدة، لرئاسة لجنة مكافحة الإرهاب بمجلس الأمن، وذلك اعتبارًا من بدء عضوية مصر في المجلس خلال يناير 2016. تعتبر تلك اللجنة التي تم إنشاؤها عقب أحداث 11 سبتمبر عام 2001، أهم لجنة في الأممالمتحدة لمكافحة الإرهاب، وأعلنت الجميعة وقتها أن اختيار مصر جاء في ضوء وزنها وثقلها وخبراتها العريضة في مجال مكافحة الإرهاب، وكان الاختيار وقتها بالإجماع ودون اعتراض أي دولة من الدول الأعضاء الدائمين. وتولت مصر رئاستها من جمهورية ليتوانيا، ومن ضمن مهامها وضع سياسات مكافحة الإرهاب على المستوى الدولي والإشراف على تنفيذ قرارات مجلس الأمن ذات الصلة. "لجنتان" ولا ننسى الانتصاران اللذان حققتهما مصر دفعة واحدة، حين فازت برئاسة اللجنة المعنية بمتابعة نظام العقوبات الخاص بالعراق، واللجنة المعنية بمتابعة نظام العقوبات الخاص بالكونغو الديمقراطية، وهو ما عكس ثقة أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة، في قدرة مصر على تولي المسؤولية. "الإيكاو" وعلى صعيد التخصصات، فقد فازت مصر خلال يونيو الماضي، بالمركز الأول عربيًا والثانى أفريقيًا فى انتخابات الجمعية العمومية للإيكاو (المنظمة الدولية للطيران المدني)، فى دورتها التاسعة والثلاثين، التي انعقدت فى مقر المنظمة الدائم بمدينة "مونتريال" بكندا، وأصبحت عضوًا رئيسيًا بالمجلس التنفيذي لها، وهو ما أكد تقدير الطيران العالمي لمصر. "رابطة تطوير التعليم" وفي ديسمبر، استطاعت وزارة البحث العلمي، في تحقيق انتصارًا جديدًا على المستوى الإفريقى، بحصولها على رئاسة رابطة تطوير التعليم فى إفريقيا (adea)، وذلك بعد شهر واحد من رئاسة المكتب الفنى للتعليم والعلوم والتكنولوجيا التابعة للاتحاد الإفريقي، في أديس ابابا خلال العامين القادمين . "الوكالة المتجددة" وفي نفس التوقيت، فازت مصر برئاسة الجمعية العمومية للوكالة الدولية للطاقة المتجددة "إيرينا"، خلال فعاليات القمة السادسة للوكالة العالمية للطاقة المتجددة، الذي انعقدت مطلع العام الحالي في الإمارات العربية المتحدة.