* قبل ساعات من حسم مصير مصر بخصوص مقعد "السلم والأمن" الأفريقي.. خبراء: * الترشيح تتويج لجهودها في القارة السمراء * القاهرة تواصل دعمها ل"السلم والأمن" * الفوز سيمكنها لتكون حلقة وصل بين القارة السمراء والمجلس الدولي * محاربة الإرهاب أهلت مصر للمنافسة على عضوية "الأمن والسلم" الأفريقي بدأت في العاشرة من صباح اليوم الخميس، 28 يناير 2016 انتخابات مجلس السلم والامن الأفريقي الذي تترشح مصر على واحد من مقاعده لمدة 3 أعوام تبدأ من أبريل المقبل، وفقا لتصريحات أمجد عبد الغفار مساعد وزير الخارجية لشئون المنظمات الإفريقية. هذه الانتخابات تجرى على هامش أعمال الدورة العادية ال28 للمجلس التنفيذي للاتحاد الإفريقي المنعقد في أديس أبابا. تعرف على المجلس "السلم و الأمن الإفريقي"، إحدى المنظمات والهيئات الرسمية المنبثقة من الاتحاد الإفريقي الكبير، تم اقتراحه في مؤتمر قمة لوساكا عام 2001 وتأسس عام 2004 بموجب بروتوكول القانون التأسيسي الذي اعتمدته الجمعية العامة للاتحاد الأفريقي في يوليو 2002. ويعرف البروتوكول المجلس على أنه المحقق للأمن الجماعي للشعوب، والباعث للإنذارات المبكرة في الوقت الفعال والمناسب للأزمات والصراعات على أرض أفريقيا. ويسند البروتوكول مسؤوليات إخرى إلى المجلس، تشتمل منع وإدارة وتسوية الصراعات، وضع سياسيات للدفاع المشترك، وإعادة بناء وتأسيس السلام بعد انتهاء الصراعات. يضم مجلس السلم والأمن خمسة عشر عضواً ينتخبون على أساس إقليمي من قبل الجمعية العامة، ويتشابة عمل وغرض المجلس مع مجلس الأمن في الأممالمتحدة. "جهود مصر" أما عن ترشح مصر الذي ننتظر نتيجته خلال ساعات، أكد السفير محمد رضا فرحات، عضو المجلس المصري للشئون الخارجية، أن مصر عادت بقوة إلى الساحة الإفريقية، وترشيحها لتولي مقعد السلم والأمن الإفريقي التابع للاتحاد الإفريقي خير دليل على تواجدها القوي في إفريقيا، ويكلل المجهودات المبذولة خلال الفترة الماضية. وقال "فرحات": الفترة القادمة ستحاول مصر التسويق لنفسها من خلال سفاراتها في الدول الإفريقية، لتحديد الداعمين لها في هذه الانتخابات وضمان أكبر كتلة تصويتية، رغم أنه لم ينافسها عليه أحد، إلا أنها تود إدراك حجم مؤيديها في الاتحاد الإفريقي. وأضاف أن فرص مصر بالفوز كبيرة بحكم أنها الوحيدة المرشحة لهذا المنصب، إلى جانب أنها الراعي الذهبي للسلم والأمن في المنطقة والقارة السمراء بصفة عامة. فيما، أكد السفير حسين هريدي، مساعد وزير الخاريجة الأسبق، أن مصر تحاول مواصلة جهودها في دعم الأمن والسلم الدوليين بصفة عامة والإفريقيين بصفة خاصة، وبدأت إسهاماتها بتولي مقعدها في مجلس الأمن، والفوز برئاسة لجنة مكافحة الإرهاب بمجلس الأمن. وقال هريدي: مصر قوة إفريقية مؤثرة على ساحة القارة السوداء ودولة مؤسسة لمنظمة الوحدة الإفريقية، وستحاول أن تجري اتصالاتها بالدول الأعضاء لشرح برنامجها وأهدافها من الترشح، وكيف ستسهم في إقرار الأمن والسلم في أراضي الدول الأعضاء. "الشمال الإفريقي" وفي السياق ذاته، أكد الدكتور أيمن شبانة، أستاذ العلوم السياسية بمعهد الدراسات الإفريقية، أن مصر مطالبة بحشد جهودها الدبلوماسية للفوز بعضوية مجلس السلم والأمن بالاتحاد الإفريقي؛ لأنها تحتاج إلى موافقة دول الشمال الإفريقي، وهو ما حصلت عليه. وقال "شبانة": مصر كانت عضوا بالفعل في الاتحاد الإفريقي، والترشح للجنة السلم يخضع للاقتراع الأمني للاتحاد الإفريقي الذي يقوم به 15 دولة، مقسمة على 5 أقاليم، 3 دول لكل إقليم، ومصر تنتمي للإقليم الشمالي الإفريقي، ومصر تسعى للحصول على عضوية مجلس السلم لأنه مهم بالنسبة لها في المرحلة الحالية لأنه يتزامن مع فوزها بعضوية مجلس الأمن الدولي. وأضاف أن مصر بجمعها بين عضوية مجلس الأمن الدولي ومجلس الأمن والسلم الإفريقي، تستطيع أن تكون همزة وصل حقيقية بين القارة الإفريقية ومجلس الأمن الدولي فيما يتعلق بالتقضايا التي تهدد السلم والأمن الإفريقيين. وأوضح أن هذه الترشيحات تتم بشكل دوري، لذلك ففوز مصر مرهون بموافقة دول الشمال الإفريقي وهو الحادث بالفعل، كما أنها تحتاج إلى تأييد الدول الأعضاء في مؤتمر الاتحاد الإفريقي المزمع عقده 30-31 يناير، وهو الذي يملك قرار الموافقة على هذه الترشيحات أو رفضها، لذلك فعلى مصر حشد جهودها الدبلوماسية لضمان فوزها. كما أكد الدكتور حسن سلامة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن مصر كانت عضواً بالاتحاد، وهي الآن مؤهلة للفوز بعضوية الاتحاد الإفريقي، لعدة أسباب على رأسها فوزها بالعضوية غير الدائمة بمجلس الأمن الدولي مع يعني أن فوزها بعضوية مجلس السلم والأمن الإفريقي يحقق تكاملا بين دوري المجلسين. وعدَّد "سلامة" مؤشرات اقتراب مصر من عضوية مجلس السلم والأمن الإفريقي واستحقاقها لهذه العضوية، أنها تسير بخطى متسارعة على طريق بناء دولة مدنية ديمقراطية حديثة من خلال بناء المؤسسات، بالإضافة إلى جهودها الحثيثة في محاربة الإرهاب والخبرة التي اكتسبتها في هذا المجال، ما يعني أنها تستطيع إفادة الدول الأخرى وإمكانية تطوير تجربتها وتعميمها. وأضاف أن مصر لديها موارد اقتصادية كبيرة متكاملة مع الموارد الإفريقية، فمصر ودول إفريقيا سوقان متوازيان لكل منهما، فهما مصدر مهم للسلع والصادرات للسوق الإقليمية.