إنجاز جديد يضاف إلى جهود التنمية الشاملة على أرض مصر، وهو مطار العاصمة الدولى بالقطامية، الذي تم تصميمه وإنشاؤه لخدمة العاصمة الإدارية الجديدة، ودعم حركة السياحة، وفقًا لأعلى المواصفات العالمية، بالاعتماد على خبرات مصرية فقط، وشركات وطنية، وبإشراف من الهيئة الهندسية للقوات المسلحة. ينقسم المطار إلى قسمين، هما منطقة حقل الطيران، والمنطقة الإدارية، وتتكون الإنشاءات من 45 مبنى إداريًا، ومنطقة حقل الطيران هي عبارة عن ممر رئيسى بطول 3650 مترًا وعرض 60 مترًا، إضافة إلى أجناب الممر التي تصل إلى 15 مترًا من الجانبين، إلى جانب ممر آخر يسع 8 طائرات، وهناك وصلة ربط بين حقل الطائرات المدنى وحقل الطائرات العسكري لحالات الطوارئ، إضافة إلى 3 وصلات ربط أخرى بين حقل الطائرات والممر. وعن الموقف التنفيذى لحقل الطائرات، فقد تم الانتهاء من تنفيذه بنسبة 100% بتركيب الإنارة الثابتة على الممر، كما تم الانتهاء من تنفيذ العلامات الملاحية، والمطار مجهز للحصول على علامة 4E مما يتيح له استقبال الطائرات ذات الطرازات الكبيرة، وقابل للتوسعة فيما بعد للحصول على علامة 4F كمطار القاهرة الدولى. يشتمل المطار على 45 مبنى وبرج مراقبة جوى بطول 50 مترًا لخدمة المطارين المدنى والعسكري، ومن ضمن تلك المبانى صالة الركاب التي تسع 300 راكب في الساعة وهى قابلة للتوسعة، بحيث تستقبل عددًا أكبر فيما بعد، كما تم تنفيذ أعمال بناء ال45 مبنى بنسبة 95%، وربط مطار العاصمة الدولى بطريق "القاهرة - السويس" عن طريق تقاطع حر للكوبرى ليحقق الدخول والخروج للمطار بتقاطعات حرة آمنة، وتجرى حاليًا الاستعدادات النهائية للافتتاح باستكمال الأرصفة وأعمال الزراعات والتشجير حول المبانى. وهناك شركتان اشتركتا في أعمال مطار العاصمة الدولى، هما شركة حسن علام للمقاولات التي اختصت بالإنشاءات الإدارية، وشركة المقاولون العرب التي قامت بإنشاء حقل الطيران والطرق الداخلية، وبالنسبة للطرق الداخلية للمطار فهناك شبكة طرق للربط بين المنشآت الإدارية في حدود 12 كيلو مترًا، إضافة إلى منطقة انتظار سيارات تسع 500 سيارة و20 أتوبيسًا، وهناك مخطط تشغيل مبدئى للمطار ب5 رحلات في اليوم. وبالنسبة لمدة التنفيذ الفعلية للمشروع فكانت 12 شهرًا سبقتها أعمال الدراسات والتجهيزات والمجسات ودراسات التعامل مع السيول، وهناك خطط لتوسعة المطار مستقبليًا، كما تم مراعاة حدود الممر، بحيث يستوعب ممرًا آخر للطائرات، إضافة إلى أن الصالة الموجودة حاليًا قابلة لأي تطويرات لزيادة الطاقة الاستيعابية، فالبنية التحتية للمطار تسمح بتطويره من 4E إلى 4F. وقد سمى مطار العاصمة الدولى بهذا الاسم لأنه سيكون في قلب العاصمة الإدارية الجديدة، ولخدمتها وخدمة سكان المدن الجديدة ومدن القناة ودعم حركة السياحة وتخفيف العبء عن مطار القاهرة الدولى. من جانبه، يقول ثروت عبدالفتاح، المهندس الاستشارى لمشروع مطار العاصمة الدولى، إنه منذ تكليف المكتب الاستشارى ECG "جماعة المهندسين الاستشاريين" من الهيئة الهندسية للقوات المسلحة في مايو 2015، تمت أعمال التصميم لمبنى الركاب وإعداد المستندات والتصميمات والرسومات والمواصفات الفنية للأعمال المعمارية والإنشائية والكهروميكانيكية وأعمال الديكور الداخلى وأنظمة المطار المتخصصة. وأكد أنه تم إعداد المستندات والتصميمات الفنية للمبانى الخدمية، إضافة إلى شبكات البنية التحتية التي تشمل أنظمة الحريق والمياه والرى والصرف وإنارة الطرق والاتصالات، فتم إعداد التكلفة التقديرية لجميع أعمال المشروع وإعداد وإصدار التقارير بشكل دوري لعرضها على الجهات المختصة. أشار المهندس الاستشارى إلى أن أعمال الإشراف على التنفيذ شملت المراجعة على خطة مراقبة الجودة المقدمة من المقاول وإنشاء هيكل تنظيمى لطلبات الفحص بالموقع ومراجعة الرسومات التنفيذية المقدمة من المقاول من خلال طاقم المكتب الفنى ومتابعة أعمال إدارة المشروع والتنسيق مع الجهات المنوط بها تشغيل المطارات، كالشركة المصرية للمطارات ومصلحة أمن الموانئ، والجمارك، والأرصاد، والشركة الوطنية للملاحة الجوية وغيرها من الجهات المنوط بها تشغيل المطارات. وأكد أن مدة تنفيذ المشروع كانت قصيرة، وأنه تم إنجازه في زمن قياسى، وأن الأعمال تمت طبقًا لأعلى معايير الجودة والأمان وأن الهيئة الهندسية للقوات المسلحة قامت بتوفير متطلبات العمل كافةوتذليل العقبات كافة. وأوضح المشرف الاستشارى أن المطار تم فيه مراعاة جميع الاشتراطات الدولية في تصميمه، بحيث يكون مناسبًا للمعايير العالمية للمطارات الدولية، وتم التأكد من تنفيذ جميع المواصفات بدقة، موضحًا أن المطار لن يعمل مباشرة عقب افتتاح الرئيس السيسي له خلال شهر أكتوبر، ولكن سيتم الانتظار حتى يتم وضعه في الأجندة الدولية للمطارات، ويتم ذلك بصفة دورية مرة كل ثلاثة أشهر، وتقوم وزارة الطيران المدنى بإرسال مواصفات المطار إلى منظمة الطيران الدولية، المعروفة باسم "الايكاو"، وتضم هذه المواصفات مساحة المطار، ومواصفات مهبط الطائرات الموجود بالمطار، وحجم الطائرات المسموح لها بالهبوط عليه، وقدرة المطار الاستيعابية للركاب، ونوع أنظمة التأمين ضد حرائق، ودرجة التأمين الطبى وأنواع الصيانة المتوفرة، وبعد التأكد منها ومراجعتها يضم تصنيف المطار، ووضعه في الأجندة الدولية للمطارات، وعلى خرائط الطيران العالمية، التي يستطيع من خلالها أي طيار تحديد ومعرفة المطار الذى سيهبط عليه، خصوصًا في حالات الطوارئ. قال المشرف الاستشاري إن مطار العاصمة الدولى تم تصميمه بحيث يمكن زيادة عدد ممرات الهبوط والإقلاع فيه مستقبلًا لتحمل أي زيادة مستقبلية بهدف القفز بسعة المطارات المصرية خلال الحاجة وهو ما يمهد لأى نمو في حركة السياحة مستقبلًا. من جانبه، قال المهندس حازم سامى مدير المشروع المكلف من شركة حسن علام للمقاولات، أن المطار تم إنشاؤه على مسطح 16 كيلو مترًا مربعًا لخدمة العاصمة الإدارية، ودعم حركة التجارة والسياحة، وأن المشروع تم تنفيذه بأيادٍ مصرية 100%، وهو أول مطار دولى يتم إنشاؤه بأيادٍ مصرية خالصة، وقد تم تنفيذ المطار وتزويده بأحدث الأنظمة التكنولوجية لتأمين وإدارة وتشغيل المطارات، كما تم الانتهاء منه في زمن قياسى هو 12 شهرًا فقط بدلًا من عامين، موضحًا أن المهندسين والعمال بالمشروع عملوا 3 ورديات ليلًا ونهارًا لمدة 24 ساعة طوال 12 شهرًا، حيث تم إلغاء الإجازات والعطلات الرسمية لكافة القائمين على المشروع. وأشار إلى أنه يوجد ما بين 2000 و3 آلاف عامل منذ بداية المشروع، وأن سبب إنجازه في هذا الوقت هو روح الفريق بين العمال ومهندسيهم. وأوضح أن المشروع يتكون من مبنى الصالة الرئيسى، وبرج للمراقبة، و45 مبنى خدميًا، ومحطات كهرباء فرعية، ومبنى للأرصاد الجوية، ومسجد وجراج يستوعب مئات السيارات، ويتكون المبنى الرئيسى من صالة للسفر، وأخرى للوصول، وصالة لكبار الزوار، ومكاتب إدارية للجوازات، ومنطقة جمارك، وأمن موانئ، مكاتب خدمية للمواطنين. وأضاف المهندس حازم سامى أن المبنى الرئيسى تمت إقامته على 5 آلاف متر مربع يسع 300 راكب في الساعة، لافتًا إلى أن المطار تم تزويده بأحدث كاميرات المراقبة الحرارية في العالم، كما تم تزويده بأنظمة للمراقبة وكشف اللح بالاكس راى وتركيب نظام للإنذار الآلى ضد الحريق، ونظام للتحكم بالدخول وأنظمة مراقبة بالكاميرات ترصد أدق التفاصيل، وأنظمة لكشف الحقائب بالأشعة، وتم إنشاء برج للمراقبة بارتفاع 50 مترًا، وتم تزويده بأحدث أنظمة المراقبة والرادارات ومبنى خزان مياه لخدمة عمليات الإطفاء، مشيرًا إلى أنه تم إنشاء منطقة انتظار سيارات بسعة 500 سيارة و20 أتوبيسًا. ومن جانبه، قال مصطفى محمد عبدالعال، المشرف المعمارى على إنشاء مسجد المطار، إن المسجد مقام على طراز إسلامى على مساحة إجمالية 850 مترًا مربعًا ومساحة داخلية 450 مترًا مربعًا، ويتكون من بهو المسجد وسلم داخلى للمنبر ومئذنة بارتفاع 24 مترًا، ومصلى للرجال وآخر للسيدات، وسلمين لكل منهما من بهو المسجد، والقبة تحتوى على تحف معمارية، كما أن النجف الخاص بالمسجد تم تصنيعه خصيصًا لهذا الغرض بشركة كريستال عصفور، والمسجد مكيف مركزيًا. وقال محمد محمد، رئيس العمال بالمشروع: إن أعداد العمال بالمشروع تتراوح ما بين 2000 و3 آلاف عامل، وأن العمل في المشروع بدأ منذ 11 شهرًا، مشيرًا إلى أن العمل بدأ بنحو 30 عاملًا فقط، ثم بدأت الأعداد تتوالى في الزيادة، حتى تم إنجاز المشروع في زمن قياسى طبقًا للموعد المحدد له، مشيرًا إلى أن جميع العمال بالمشروع من محافظات الصعيد، وأنهم كانوا يعملون على مدى 24 ساعة بورديات منفصلة، حتى تم إنجاز المشروع في زمن قياسى.