قبل البدء في العام الدراسي الحالي، كانت وزارة التربية والتعليم بقيادة الهلالي الشربيني، تتحدث عن استعدادها التام لاستقبال العام الجديد، إلا أنه عقب مرور شهر واحد من هذا العام انفجرت الأزمات في وجه الوزارة الواحدة تلو الأخرى. من ضرب قاسي للطلاب وتحرش بهم، إلى حوادث عارضة تنتج من إهمال بينّ في معظم مدارس المحافظات، تنوعت كوارث التعليم للعام الحالي، رغم إعلان مديريات التعليم في كل المحافظات تباعًا أن الوضع آمن ومستتب لاستقبال الطلاب. "تعذيب جديد" صورة كارثية، تداولها رواد مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك وتويتر"، منذ قليل، كشفت عن واقعة ضرب جديدة ابتدعتها مُدرسة لعقاب التلاميذ، جاءت في إطار الكوارث التعليمية التي يشهدها العام الحالي. الصورة وضحت الوسيلة التي اتبعتها مُدرسة إعدادية لعقاب تلميذ في الصف الثاني الإعدادي، بوضع قدمها فوق رقبته وهو مُلقى على الأرض، بعدما ظنت الأولى أن الطالب أطلق صفارة أثناء الحصة، فقامت بجذبه من قميصه وإلقاءه أرضًا ويده فوق رقبته، ثم وضعت قدمها فوق رقبته عقابًا له. وحسبما ذكر النشطاء، فإن الطالب كلما حاول التملص، تقوم المعلمة بضربه بالعصا، حتى رفض الذهاب إليها مرة أخرى، بعد أن عايره زملاءه في الفصل بأنه كان "عامل زي الصرصار" تحت قدم المدرسة. وعقب الواقعة ذهبت والدة الطالب إلى المدرسة، وطالبت المعلمة بتفسير السبب الذي دفعها لهذه الفعلة، خاصة أن طلبة الفصل قاموا بتصوير الواقعة، فردت المعلمة: "ده كان واقع وأنا بحاول أقومه من على الأرض". "معلمة البصق" من التعذيب إلى الإهانة، توالت كوارث التعليم، حيث سبق واستغاث أحد أولياء أمور مدرسة "الوسام الرسمية للغات"، التابعة لإدارة الجيزة التعليمية، بوزارة التعليم، للتدخل بشأن واقعة بصق أحد الطلاب على زميله بأمر من المُعلمة. وقال وقتها ولي الأمر في مداخلة هاتفية ببرنامج "من الآخر"، إن إحدى معلمات مادة اللغة العربية، أمرت طلاب فصلها بالبصق على طالب لديها في الصف الثاني الابتدائي، وذلك لمعاقبته على سوء خطه، وقالت المعلمة للطلاب: "تفوا عليه وعلى كراسته". "مواد بناء" ومن أغرب وقائع تعذيب المعلمين للطلاب، ما تداوله رواد مواقع التواصل الاجتماي مؤخرًا، من صور تكشف إجبار إحدى المدارس بمحافظة السويس، للتلاميذ على حمل مواد البناء من الرمال والطوب، وسط غياب تام للرقابة، وعلل وقتها مسئولي المدرسة أن ذلك يعتبر نشاط مدرسي. "خناقة جماعية" ونتيجة لذلك، أصبحت المدارس في عهد "الشربيني"، ساحات للمعارك الجماعية، بين الطلاب والمدرسين وأولياء الأمور، وهو ما شهدته مدرسة "عبدالمجيد سليم" الابتدائية التابعة لإدارة شرق المحلة الكبرى بمحافظة الغربية. وقام وقتها ولى أمر تلميذ بالتعدي على مُدرسة داخل المدرسة وأمام الطلاب الذين أصيبوا بحالة من الفزع، بعدما وجد ولي أمر الطالب "حازم" آثار ضرب علي وجهه دماء علي ملابسه، وبسؤال نجله أفاد بأن مُدرسة تدعى "رباب" اعتدت عليه بالضرب في أثناء الحصة، فقرر والد الطفل الانتقام لنجله، وانتقل إلى المدرسة، وظل يبحث عن المُدرسة حتي وجدها وحدث بينهما مشادة كلامية واعتدى عليها بالضرب وتدخل عدد من المدرسين المتواجدين واتصلوا بالشرطة. علي الفور انتقلت قوات الأمن وضباط البحث الجنائي، وتم اصطحاب ولي أمر التليمذ والمُدرسة إلى ديوان القسم وإحالتهما إلى النيابة العامة، أثناء التحقيق معهما تم الاتفاق علي الصلح وتحرر محضر بالواقعة. وفي بورسعيد، أحيل ولى أمر طالب بمدرسة بورسعيد الإعدادية للبنين إلى النيابة، فى واقعة تعديه على مدير المدرسة بالضرب خلال مشادة كلامية بينها، بعدما آراد السؤال على المستوى التعليمي لنجله. وبعد أيام قليلة، شهدت مدرسة الشهيد محمد بكر التابعة لإدارة غرب طنطا التعليمية اعتداء ولي أمر لطالب على العاملين بها بسبب عدم جلوس نجله بالمقعد الأول وتم السيطرة عليه وإخطار الشرطة . "سقوط مروحة" وكان الإهمال هو سيد الموقف في معظم المدارس أيضًا، فقد شهد الشهر الأول من العام الحالي، إصابة تلميذة بالصف الثاني الابتدائي بمدرسة يوسف السباعي التجريبية بإدارة النزهة التعليمية، بمحافظة القاهرة بجرح قاطع بالوجه نتيجة سقوط مروحة سقف عليها أثناء الفسحة المدرسية. وسقطت مروحة سقف على رأس التلميذ "عبدالرحمن محمد بركات"، 10 سنوات وأصابته بجروح قطعية فى الرأس، وعلى الفور قررت المدرسة التحقيق في الواقعة ومحاسبة مسؤول الصيانة بالمدرسة، والتي كشفت أن المراوح التي تم تركيبها إبان امتحانات الثانوية العامة لم يتم عمل صيانة عليها. "بئر مياه" وإلى هنا لم ينته مسلسل الإهمال، فقد تلاها واقعة سقوط تلميذ بالصف الثاني الابتدائي بمدرسة سيف النصر الابتدائية بإدارة مركز كفر الدوار التعليمية بمحافظة البحيرة في بئر مياه خلف المبنى التعليمي، والذي لم تقم المدرسة بغلقه قبل بدء العام الدراسي الجديد. "لوح زجاجي" ولم يمر سوى يومين، حتى أعلن عن حادث إهمال آخر، سقط فيه لوح زجاجي من إحد الأدوار العليا بمدرسة خطاب الثانوية المشتركة التابعة لإدارة أجا التعليمية بمحافظة الدقهلية، على طالب بالصف الثاني الثانوي، وأصابته ببعض الجروح بالوجه، كما أصيب 9 طلاب بمدرسة المحلاوي الابتدائية التابعة لإدارة الجمالية التعليمية بمحافظة الدقهلية، بحالات قيء شديد ومغص معوي على أثر تناولهم وجبة أكياس فيشار من مقصف المدرسة. "تطعيم سام" وفي مدرسة الاعدادية بمركز اطسا بالفيوم، أصيب 30 طالبًا وطالبة بحالات إغماء وتسمم نتيجة إعطائهم تطعيمات من الإدارة الصحية باطسا، وظلت أكثر من 10 سيارات إسعاف تنقل المصابين الى مستشفى مركز المحافظة. "تعليم على واحدة ونص" ومن الكوراث التي ظهرت خلال العام الحالي، تحويل مدرسة "فارسكور" بمحافظة دمياط إلى صالة مناسبات ليلًا، بعدما تداول فيديو يظهر استخدام المدرسة كأنها صالة أفراح أو دار مناسبات في الساعات المتأخرة من الليل. وأحيلت الواقعة للتحقيق، وتبين أن مدير الإدارة التعليمة ومجمع المدارس والشباب والرياضة بمدينة فارسكور، هم المتورطين فيها.