ظلت (همت) تحلم طوال سنوات عمرها بالفارس الذى يخطفها وينتشلها من حياة القرية وكانت تردد دائمًا لنفسها أنها ليست أقل من بنات البندر، فهى تمتلك الجمال الذى لا يستحقه أبناء قريتها بأبوالمطامير الذين توافدوا على منزلها من أجل الزواج منها وكان ردها الدائم هو الرفض والانتظار حتى يأتى الذي تنتظره في أحلامها ولكن لم يأتِ، ومع مرور الشهور والسنوات ضاقت أسرتها وأصرت على تزويجها من أول شاب يطرق باب المنزل. وبالفعل تزوجت همت من أحد شباب القرية حتى تريح أسرتها وانتقلت إلى منزل عريسها، وبعد شهور قليلة من الزواج ومع مرور الأسابيع الأولى بدأت تشعر بالملل وسرعان ما عادت أحلامها القديمة تسيطر عليها، وبالفعل ارتبطت بعلاقة عاطفية مع أحد الشباب وتمادت معه فى علاقتها ولم تعبأ بزوجها الذى ترامت إلى أذنيه بعض العبارات الهامسة بعلاقة زوجته العاطفية مع أحد الشباب، وهو ما لم يتحمله وعلى الفور قام بتطليقها. وعادت إلى منزل أسرتها مرة أخرى، وبدأت المعاناة من جديد وقام أفراد أسرتها بمنعها من الخروج من المنزل نهائيًا وهو ما لم تتحمله ووضعت خطة للهروب من المنزل. وفى ساعات الفجر خرجت من منزلها دون أن تبلغ أفراد أسرتها عن وجهتها وفى الصباح فوجئت العائلة بعدم وجود ابنتهم، وقاموا بالبحث عنها لدى الأقارب وفى المستشفيات دون جدوى. وبعد أسابيع عدة فوجئت الأسرة بعودتها فى حالة من الضعف الشديد وذهبوا بها إلى أحد الأطباء اعتقادًا منهم أنها تعانى من مرض عضال، وكانت الصاعقة التى زلزلت الأرض تحت أقدام أشقائها عندما أبلغهم الطبيب قائلاً: مبروك المدام حامل. واصطحبها الأشقاء الثلاثة عائدين إلى منزلهم وسط ذهول وصمت وحيرة وتساؤلات لا تنتهى. وفى المساء اجتمع الأشقاء الثلاثة وكان الشيطان رابعهم ومع المشاورات وتبادل الآراء حول البحث عن حل سريع للتخلص من العار الذى جلبته شقيقتهم واتفق الجميع على الخطة. ومع ساعات الفجر أيقظ الأشقاء الثلاثة شقيقتهم من نومها، وقاموا بتقييد قدميها وخنقها حتى لفظت أنفاسها الأخيرة وتحولت إلى جثة هامدة. ثم أحضروا ماسورة خرسانية ووثقوا الجثة بها ثم حملوها على عربة وسط جنح الظلام وألقوها بمصرف الصرف الصحى الخاص بالقرية، وعادوا إلى منزلهم وفى اعتقادهم أن جريمتهم لن تكتشف. وبعد عدة أيام قليلة تآكلت الأحبال وطفت الجثة على سطح المصرف. ويتعرف الأهالى على صاحبة الجثة ويسرعون إلى أسرتها لإبلاغهم على ما عثروا عليه، إنها شقيقتكم قتيلة داخل المصرف، ابحثوا عن مرتكب الجريمة طأطأ الأشقاء الثلاثة رؤوسهم.. وانصرف الأهالى وتصل المعلومة إلى رجال الأمن ويكشف المستور ويعترف الأشقاء بجريمتهم دفاعاً عن شرفهم.. حبس وراء القضبان.. سمعة تتلوث.. وانتصار للمجهول.