الجماعة الأحمدية حركة تجديدية نشأت في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي في شبه القارة الهندية، مؤسسها هو ميرزا غلام أحمد القادياني (1835-1908)، نسبة إلى بلدة قاديان، في إقليم البنجاب في الهند، ويعتبر الأحمديون أنفسهم مسلمين، يؤمنون بالقرآن وبأركان الإيمان جميعها ولكنهم يعتقدون بأن النبوة لم تختم بالرسول محمد صلى الله عليه وسلم، والله يرسل الرسول حسب الضرورة، وأن غلام أحمد هو أفضل الأنبياء جميعاً، ومبعوث من الله سبحانه وتعالى، مثيلاً لعيسى عليه السلام مستنكراً سفك الدماء، معيداً أسس الأخلاق والعدالة والسلام إلى العالم، كما يعتقدون أن جبريل عليه السلام كان ينزل على غلام أحمد، وأنه كان يوحى إليه، وأن إلهاماته كالقرآن. وتؤمن هذه الجماعة بأن الله يصوم ويصلي وينام ويصحو ويكتب ويخطئ تعالى الله عما يقولون- ويزعمون أنه لا قرآن إلا الذي قدمه المسيح الموعود (الغلام)، ولا حديث إلا ما يكون في ضوء تعليماته، ولا نبي إلا تحت سيادة غلام أحمد. ويعتقدون أن كتابهم منزل واسمه الكتاب المبين وهو غير القرآن الكريم ويؤمنون بأنهم أصحاب دين جديد مستقل وشريعة مستقلة وأن رفاق الغلام كالصحابة. ويعتقد الأحمديون، أن قاديان كالمدينة المنورة ومكة المكرمة بل وأفضل منهما وأرضها حرم وهي قبلتهم وإليها حجهم. نادوا بإلغاء عقيدة الجهاد كما طالبوا بالطاعة العمياء للحكومة الإنجليزية لأنها حسب زعمهم ولي الأمر بنص القرآن!!!. كل مسلم عندهم كافر حتى يدخل القاديانية، كما أن من تزوج أو زوج من غير القاديانيين فهو كافر ويبيحون الخمر والأفيون والمخدرات والمسكرات. في أواخر العشرينيات من القرن الماضي بدأ مبعوثو الأحمديين بالوصول إلى قرية تُدعى الكبابير، شمال إسرائيل. وصل المبشّر جلال الدين شمس، إلى حيفا عام 1928، التقى هناك ممثّلين عن القرية وشبابها. في تلك الفترة كان أبناء القرية ينتمون إلى تيار الشاذلية وبعد الزيازة بدأت الأسر في الانضمام إلى الطائفة الأحمدية رويدا رويدا. واليوم يتركّز معظم الأحمديين في إسرائيل بالكبابير، حيث تم تأسيس المسجد الأول عام 1934 وبجانبه مركز ثقافي لنشر المعتقد الأحمدي. ويقدر عدد أتباع الطائفة الأحمدية في اسرائيل بنحو خمسة آلاف شخص، يعيش منهم في بلدة الكبابير قرابة ال3000 نسمة، فيما يتوزع الآخرون على مدن عكا وحيفا وطولكرم ونابلس وغيرها.. وتعيش الطائفة نوعا من العزلة العقائدية، حيث لم تتمكن الأحمدية من الانتشار وسط الفلسطينيين، على الرغم من تاريخ وجودها في البلاد والذي يناهز الثمانين عاما، مع أن زعماء الاحمدية يأملون في أن يكون أتباعهم في فلسطين الجسر الذي تعبر عليه الأحمدية إلى العالم العربي. وتُدار شئون الجالية الأحمدية في إسرائيل من قبل مجلس إدارة منتخب، بالإضافة إلى مجلس الإدارة الذى ينظّم أبناء الطائفة تنظيمات فرعية مثل تنظيم الشباب، المجلس النسائي ومجلس كبار السنّ. ويترأس تلك التنظيمات الأمير المنتخب، ممثّل الطائفة المسئول أيضًا عن الصلوات في المسجد والخطب يوم الجمعة والأعياد (يتولى هذا المنصب اليوم الشيخ محمد شريف). ومن الجدير بالذكر أن جميع نشاطات الحركة مموّلة من قبل أبناء الطائفة الذين يساهمون شهريّا بمبلغ يتراوح بين 6.25% و 10% من دخلهم لخزينة الحركة. وبعد تقسيم الهند إلى دولة ذات غالبية هندية ودولة مسلمة، انتقل الأحمديون من الهند إلى باكستان وانتقل المركز الديني إلى مدينة جديدة أسسها الأحمديون وهي ربوة. واضطر أتباع الحركة في باكستان على مدى سنوات وانتقل نشاطها الديني إلى لندن. وتتوزّع مراكز الحركة الأحمدية اليوم في دول عديدة. وبعد وفاة مؤسس الحركة الأحمدية (1908)، بدأت سلسلة الخلفاء في الإسلام من جديد. اختار أبناء الطائفة كبير الحكماء، مولانا نور الدين، الذي تولّى هذا المنصب حتى وفاته عام 1914. وهكذا استمرّت مؤسّسة الخلافة حتى يومنا هذا. ويتولّى المنصب في هذه الأيام الخليفة الخامس في العدد وهو ميرزا مسرور أحمد. يؤمن الأحمديون على سبيل المثال أنّ المسيح لم يمت على الصليب ولم يصعد إلى السماء على النحو المبيّن في المعتقد المسيحي التقليدي. يدعي الأحمديون بأنّه بعد شنقه، أنزله تلاميذه عن الصليب وعالجوا جروحه على مدى ثلاثة أيام، ثم بعد ذلك تم تهريبه مع أبناء أسرته من فلسطين (أرض إسرائيل) باتجاه الهند، وعاش هناك وتوفي في سنّ 120، بحسب ادعائهم، يمكن العثور على قبره في مدينة سريناجار في كشمير.