استغلت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية حرق المجمع العلمي في القاهرة لمهاجمة مصر وخاصة بعد صعود الإسلاميين لسدة الحكم وتشبيهها بأفغانستان التي حكمتها حركة طالبان، والتي بزعمها هدمت التاريخ مثلما يفعل المصريين الآن ويحرقون تاريخهم، مدعية أنهم سوف يفجرون الأهرام في يوما ما. وقالت الصحيفة في مقالها الافتتاحي إن حرق المجمع العلمي لم يكن يُذكر في الإعلام الإسرائيلي والعالمي، لكنه يتعلق بالحضارة الغربية كلها، فقد أحرق المجمع العلمي الشهير الذي أنشأه نابليون في مصر، وهناك مؤرخون يحسبون العصر الحديث في الشرق الأوسط بدءا من وصول الحملة الفرنسية، وقد أشتمل المعهد على نحو 200 ألف كتاب أصلي نادر، ومعروضات وخرائط وأشياء أثرية وبحوث طبيعية نادرة هي ثمرة عمل أجيال من الباحثين الغربيين، وقد ضاع أكثر المعروضات إلى الأبد أو أُحرقت أو سُلبت. وأضافت يصعب أن نفهم الشرق الأوسط الحديث بغير هذه الأبحاث التي التهمتها النار، وقد كان المبنى الكبير يقع في وسط القاهرة وتم إحراقه متعمدا، فمن أحرق المبنى ومعروضاته قصد إحراق عصر المنطق والتنور والبحث، هذا تهييج شديد على الحضارة الغربية كلها، ورغبة في الانفصال عن العلم والبحث والحداثة، مع استعمال ساخر لوسيلة غربية هي الديمقراطية لتولي مقاليد الحكم. وتابعت لا يجب أن نستبعد حتى تفجير الأهرام كما يريد أن يفعل فريق من السلفيين المصريين بعد أن نالوا 25%من مقاعد مجلس الشعب الجديد بجانب 40 %ل "الاخوان المسلمين"، ولا يجب أن نستُبعد أنهم يسيروا على نهج طالبان في أفغانستان الذين دمروا تماثيل بوذا الضخمة، زاعمة أن هدفها القضاء على ماضي مصر غير الإسلامي، وكل ما هو فرعوني أو قديم أو غربي سوف يدمر.