أكد سياسيون، أن التحديات التى تواجهها مصر من ظروف اقتصادية صعبة، ووضع غير مستقر فى سيناء، وتحديات خارجية سواء على الصعيد العربى الملتهب بالنزاعات والصرعات المسحلة أو مؤامرات من دول غربية، لن تؤدى بالبلاد إلى مخطط سقوطها. وأشار الساسة، فى حديثهم ل«الوفد»، إلى مخططات غربية تسعى لإسقاط مصر لتكرار سيناريوهات دول عربية شقيقة تقف على حافة التقسيم الطائفى والمذهبى، مشيرين إلى أن الشعب المصرى هو القادر على مواجهة كل ما يحاك لوطنه سواء من الداخل أو الخارج. من جهته، قال حسين عبدالرازق، القيادى بحزب التجمع، إن محاولة إسقاط الدولة المصرية جرت منذ تولى جماعة الإخوان المسلمين حكم البلاد، مشيراً إلى إجهاضها، أى المحاولة، فى 30 يونيه 2013. وأضاف أن القوى الداخلية والخارجية تحاول إعادة محاولة إسقاط مصر هذه الأيام، مؤكداً عدم نجاحها بالرهان على الشعب المصرى الذى يعد الفيصل فى أى تطور سياسى أو اقتصادى أو اجتماعى. وأردف «عبدالرازق»: «تتجمع المشاريع المعادية لمصر مثل مشروع تركيا فى إعادة الخلافة الإسلامية، والمشروع الإيرانى لاستعادة الإمبراطورية الفارسية، والمشروع السعودي للهيمنة على الوطن العربى»، مشيراً إلى أن جميعها لن يكتب لها النجاح. أما الكاتب الصحفى نبيل زكى، فأكد أن المخطط الأمريكى هو الأكبر لإسقاط مصر، مدللاً بحالة العداء الواضحة للقاهرة من الولاياتالمتحدةالأمريكية والدول الغربية. وتابع: «لا يريدون لمصر الاستقلال بقرارها خاصة بعد تخلصها من حكم الإخوان الذى كان على أتم استعداد لتنفيذ أى مخطط غربى لتفتيت مصر»، مؤكداً فشل كل المخططات. وأوضح الكاتب الصحفى، أن القاهرة تلتزم بعدم التدخل فى الشئون الداخلية لأى بلد، وهو ما يجب أن يعيه الأشقاء العرب قبل الغرب، وتساءل: «هل طالبنا السعودية بقطع علاقاتها مع إيران عندما قطعناها فى ثمانينيات القرن الماضي؟». أما فيما يخص الوضع الاقتصادى السيئ الذى تعانيه البلاد، فيتحمل مسئوليته الحكومة التى أخفقت فى ردع احتكار وجشع التجار، ومحاربة غلاء أسعار السلع خاصة الاستراتيجى منها، لذا لا يمكن اعتباره مخططاً خارجياً، وفق رؤية «زكى». وبدوره، قال البدرى فرغلى، رئيس اتحاد أصحاب المعاشات والبرلمانى السابق، إن السياسات الخاطئة للنظام الحالى هى المسئولة عما يجرى، مشيراً إلى إقصاء رموز الحركة الوطنية والأحزاب والنقابات المهنية. وفى الوقت نفسه، أكد «فرغلى» وجود مخطط أمريكى يستند إلى خلفاء العم سام فى الغرب والشرق الأوسط لإسقاط الدولة المصرية، وألمح إلى أن تعسف صندوق النقد الدولى فى منح مصر قرضاً جراء طلب من واشنطن. والشعب وحده هو القادر على مواجهة تلك المخططات، حسب قول النائب السابق، داعياً إلى سرعة تدارك أخطاء الداخل بالمشاركة السياسية والتوافق الوطنى ومحاربة فساد المسئولين بالحكومة باعتباره أحد أخطر الأسلحة لهدم مصر. وما يحدث هو عقاب لمصر بعد وقوفها ودفاعها ضد مخطط الشرق الأوسط الجديد الذى أعدته الولاياتالمتحدةالأمريكية والقوى المعارضة لمصر والذى يتركز على تفتيت المنطقة إلى دويلات عرقية وطائفية لضمان أمن إسرائيل، وفق قول فريدة الشوباشى، الكاتب الصحفية رئيس جمعية حقوق المواطن. وقالت إن مصر نجحت فى وقف المخططات الخارجية فى 30 يونيه، «ولكن السعى لإسقاط مصر صاحبة أقوى جيش فى المنطقة العربية ما زال مستمراً، ولكن للأسف من أعداء فى الداخل غير ظاهرين» حسب تأكيدها. ولا تحمل «الشوباشى» الفشل الاقتصادى إلى النظام الحالى، بل تراه نتيجة تراكمات و«خراب» بدأ منذ أكثر من أربعين عاماً وقت إعلان سياسة الانفتاح الاقتصادى التى أفرزت دائرة من رجال الأعمال الفاسدين. طالبت الكاتبة الصحفية بضرورة وجود خطط مستقبلية لمواجهة كل التحديات التى تواجه مصر، وتابعت: «على الشعب أيضاً ألا يفكر فى الطعام على حساب حدوده وأمن واستقرار بلده، وعلينا أن نتعلم جميعاً من أنفسنا خلال الستينيات، حيث كانت كرامة المواطن أهم من بطنه».