«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



النظام‮ يتخبط‮.. ويحتمي‮ بقبضة الأمن وقضايا‮ "‬الدولاب‮"
نشر في الوفد يوم 26 - 01 - 2011

اتهم منتصر الزيات المعروف بمحامي‮ الجماعات الإسلامية أجهزة الأمن بأنها سبب رئيسي لقضايا التطرف،‮ وقال الزيات الذي‮ تحدث ل‮ »‬الوفد‮« حول ما‮ يحدث في‮ مصر الآن من إرهاب وعنف طائفي‮:
»‬إنه علي‮ مدار السنوات العشر الأخيرة لفقت‮ »‬الداخلية‮« التهم جزافاً‮ لأشخاص أبرياء في‮ قضايا إلكترونية،‮ وبحكم ترافعه وتخصصه في‮ قضايا العنف الديني‮ أكد الزيات أن النظام‮ يتخبط،‮ داعياً‮ الأجهزة الأمنية إلي‮ حماية الشعب وليس النظام‮.‬
لفت محامي‮ الجماعات الإسلامية إلي‮ أنه لا‮ يوجد أصلاً‮ ما‮ يسمي‮ بجيش الإسلام الفلسطيني‮ المتهم بتدبير وتنفيذ تفجير كنيسة القديسين بالإسكندرية،‮ مشيراً‮ هنا إلي حادث اغتيال اللواء حسن أبو باشا وزير الداخلية السابق عندما اعتقلت الجهات الأمنية ثلاثة من المتهمين قبل أن‮ يبرئهم القضاء العادل‮.‬
‮ ما تقييمك لبيان وزارة الداخلية واتهامها لجيش الإسلام الفلسطيني‮ بأنه وراء حادث تفجير كنيسة القديسين؟
‮- يهمني‮ في‮ الموضوع أمن وسلامة مصر كمواطن مصري‮ ولكن مع الأخذ في‮ الاعتبار ألا‮ يكون ذلك علي‮ حساب القانون،‮ فلا‮ يجوز أن أتذرع بأمن وسلامة مصر وأقوم بحرق القانون باسم أمن وسلامة مصر،‮ ولأن الحادث بشع ومؤلم وإجرامي‮ فيجب أن نعطي‮ فرصة للجهات الأمنية أن ترصد وتتابع وتراقب وتستخدم كل الوسائل المتاحة في‮ الوصول للمجرمين الحقيقيين‮.‬
‮ ولكنك لم ترد علي‮ سؤالي‮ ما تقييمك لبيان الداخلية؟
‮- كنت أتمني‮ أن‮ يكون نشاط الداخلية هو منع وقوع الجريمة وليس الكشف عن المجرمين بعد وقوع الجريمة،‮ وإذا ثبت بيان الداخلية فإن ذلك سيكون شيئاً‮ خطيراً‮.‬
‮ ولماذا؟
‮- لأن هناك تهديداً‮ من تنظيم القاعدة في‮ بلاد الرافدين منذ شهرين بتفجير عدد من الكنائس المصرية ومنها كنيسة القديسين،‮ ولذلك فالأمر‮ يدل علي‮ أن هناك ارتخاء أمنياً،‮ ولذلك‮ يجب علي‮ الجهات الأمنية أن تقدم المعلومات الكافية ويكشف جميع المتهمين وليس أحمد لطفي‮ فقط،‮ ووقتها فقط نستطيع أن نحاسب الجهات الأمنية ونقيمها‮.‬
‮ بيان الداخلية أكد أن المتهم أحمد لطفي‮ كان‮ يقوم بالمراسلات الإلكترونية عبر شبكة الإنترنت مع تنظيم جيش الإسلام فكيف لم تستطع الجهات الأمنية مراقبة تلك الرسائل قبل وقوع الجريمة؟
‮- جميع القضايا خلال العشر سنوات الأخيرة كان المتهمون فيها من رواد الإنترنت،‮ وأنا علي‮ مدي‮ العشر السنوات التي‮ ترافعت فيها في‮ قضايا العنف الديني‮ كل القضايا كانت قضايا إنترنت،‮ والمتهمون فيها‮ يقبض عليهم من مقاهي‮ الإنترنت‮.‬
‮ وما مدلول ذلك من وجهة نظرك؟
‮- أعتقد أن الجهات الأمنية تخلق بهذه القضايا الملفقة متطرفين جدداً،‮ لأن جميع المتهمين في‮ قضايا الإنترنت لم‮ يسبق اعتقالهم،‮ وكان من الممكن أن‮ يتم التعامل معهم بطريقة أفضل من تلفيق التهمة،‮ وكان من الممكن أن‮ يقوموا بعمل مراجعات،‮ ونخلق منهم مواطنين صالحين،‮ بدلاً‮ من أن نعذبهم ونضربهم ونموتهم مثلما حدث مع سيد بلال لأنه بذلك تخلق الجهات الأمنية متطرفين جاهزين لعمليات إرهابية‮.‬
‮ وما ردك علي‮ اتهام الداخلية لأحمد لطفي‮ بأنه كان‮ يراسل جيش الإسلام عبر الإنترنت رغم وجود رقابة أمنية مشددة علي‮ الإنترنت؟
‮- إذا كانت الجهات الأمنية تراقب النت وترصده كما تدعي‮ فكيف استطاع أحمد لطفي‮ أن‮ يراسل تنظيم جيش الإسلام كما تدعي‮ الأجهزة الأمنية،‮ هذه ملاحظات أولية،‮ كما أن الجهات الأمنية نفسها طوال العشر السنوات الأخيرة أكدت عدم وجود عناصر تابعة لتنظيم القاعدة في‮ مصر،‮ وفي‮ حادثة طابا وشرم الشيخ قالت الجهات الأمنية إن تنظيم القاعدة لم‮ يثبت تورطه في‮ التفجيرات،‮ واتهمت شباباً‮ ذا فكر سلفي‮ جهادي‮ بذلك‮.‬
‮ تؤكد الداخلية أنها أحبطت محاولات لعمليات إرهابية كان سيقوم بها جيش الإسلام الفلسطيني،‮ فهل تعتقد صحة هذا الكلام؟
‮- أعتقد أن هذه قضية من قضايا‮ »‬الدولاب‮«‬،‮ وإذا ثبت عدم صحة المعلومات الواردة في‮ بيان الداخلية فإن الداخلية ستكون قد ارتكبت جريمة تضليل الرأي‮ العام‮.‬
‮ وماذا ستستفاد الداخلية من تضليل الرأي‮ العام علي‮ حد وصفك؟
‮- ستستفيد الكثير،‮ أولها تفعيل أوراق القضية وثانيها التغطية علي‮ الفشل في‮ الوصول للجناة الحقيقيين وثالثها عدم تشويه‮ يوم الاحتفال بعيد الشرطة في‮ 25‮ يناير دون ضبط مرتكبي‮ حادث القديسين‮.‬
‮ هل تعتقد أن أحمد لطفي‮ ليس الجاني‮ الحقيقي‮ وأن الجناة الحقيقيين سيتم الكشف عنهم بعد ذلك؟
‮- أريد أن أذكر الرأي‮ العامة بجريمة اغتيال اللواء حسن أبو باشا عام‮ 1987‮ وزير الداخلية آنذاك،‮ حيث تم الإعلان عن جناة حقيقيين وقالت الداخلية إنها ضبطت زجاجات الكوكاكولا وعليها بصمات الجناة،‮ وأكدت الداخلية أيضاً‮ أنها وجدت السلاح المستخدم في‮ الجريمة بترعة الزمر وتم ضبط ثلاثة جناة منهم مجدي‮ غريب الذي‮ نشرت في‮ جريدة الوفد صورته ورأسه ملفوف وبعد ثلاثة أشهر أعلنت وزارة الداخلية أنها قبضت علي‮ الجناة الحقيقيين وذلك عندما ارتكب الجناة الذين حاولوا اغتيال اللواء حسن أبو باشا عملية اغتيال الصحفي‮ مكرم محمد أحمد واللواء النبوي‮ إسماعيل،‮ ولذلك فإن واقعة سيد بلال وإعلان القبض علي‮ أحمد لطفي‮ يذكرني‮ بهذه الواقعة التي‮ حدثت منذ أكثر من عشرين عاماً‮.‬
‮ بحكم أنك ترافعت في‮ قضايا العنف علي‮ مدي‮ أكثر من ثلاثين عاماً‮ هل تعتقد أن جيش الإسلام الفلسطيني‮ متورط بالفعل في‮ تفجير كنيسة القديسين كما أعلنت الداخلية؟
‮- أنا الذي‮ أريد أن أسأل وهيعمل كده ليه،‮ ومصلحته إيه،‮ أعتقد أن جيش الإسلام‮ يوجه ضرباته ضد الاحتلال الإسرائيلي‮ وينحصر نشاطه داخل‮ غزة،‮ وغير معقول أن‮ يكون وراء حادث تفجير كنيسة القديسين‮.‬
‮ يتردد أن جيش الإسلام الذي‮ خرج من رحم حركة حماس التابع لجماعة الإخوان في‮ مصر قام بتفجير كنيسة القديسين رداً‮ علي‮ استبعاد الإخوان من الانتخابات البرلمانية وإرضاء للحركة الأم وهي‮ الإخوان في‮ مصر؟
‮ أؤكد أنني‮ خائف أن‮ يكون الإعلان عن تورط جيش الإسلام في‮ الحادث كنوع من التغطية علي‮ حاجات كثيرة بتحصل،‮ منها مظاهرة‮ 25‮ يناير وثانياً‮ أحداث تونس ولذلك فإن الجهات الأمنية تريد تكميم الأفواه تحت اسم شعار مكافحة الإرهاب،‮ وأنا خائف استغلال هذا الموضوع لدحض أي‮ محاولات للإصلاح السياسي‮ وللخروج للشارع ووأد أي‮ حركة إصلاح سياسي‮ تحت شعار مكافحة الإرهاب‮.‬
‮ يبدو من تصريحات وزير الداخلية والرئيس مبارك عقب الإعلان عن المتهمين أن النظام سيدخل في‮ مواجهة عنيفة مع الإخوان والسلفيين خاصة بعد اعتقال المئات من الجماعتين‮.. ما رأيك؟
‮- أؤكد أنني‮ أتفق مع الرئيس مبارك فيما قاله بأنه ضد أي‮ محاولات تستهدف المساس بالوحدة الوطنية،‮ ولكني‮ أؤكد أن المهم أن تكون المعلومات حقيقية،‮ ولا تكون ستاراً‮ لتغطية فشل الحزب الوطني،‮ ولعودة استمرار قانون الطوارئ،‮ ومحاولة لتخويف المصريين بعد أن بدأت الناس تتخلص من خوفها بعد ثورة تونس‮.‬
‮ لماذا وجه النظام عداءه ضد السلفيين وقام بالقبض علي‮ العديد منهم رغم أن رموز السلفية أمثال الدكتور‮ ياسر برهاني‮ وإنما ما‮ يدعو للتهدئة ويعتبر الحاكم أميراً‮ للمؤمنين؟
‮- النظام‮ يتخبط ودائماً‮ يشعر النظام أن الجماعات الإسلامية بشكل عام وأولهم الإخوان باعتبارهم أقوي‮ فصيل سياسي‮ ولذلك‮ يستعديهم خشية منافسته،‮ أما الغريب فهو موقف النظام من السلفية خصوصاً‮ أن المدرسة السلفية العلمية تقوم علي‮ التهدئة،‮ وهم عبارة عن مجموعة من العلماء،‮ والعلم‮ يكسبهم الهدوء وحسن التصرف وأخشي‮ مع هذه الضغوط والاحتقان أن تستيقظ مرة أخري‮ السلفية الجهادية،‮ ونعطي‮ فرصة للذي‮ يقتنع بأفكار السلفية الجهادية أن‮ يترجمها علي‮ أرض الواقع،‮ ولذلك فإن النظام تجاوز ونحن مع الوصول للجناة الحقيقيين ولكن في‮ إطار قانوني‮.‬
‮ وهل تشك في‮ أن أحمد لطفي‮ هو من وراء الحادث؟
‮- الهواجس التي‮ لدينا ولدي‮ النخب أن الجهات الأمنية تستخدم هذه القضايا لترهيب الشارع السياسي‮ وتخويف المواطنين،‮ خاصة بعد تزوير الانتخابات البرلمانية،‮ كما أن مصر مقبلة علي‮ انتقال السلطة ومش عارفين كيف ستتم،‮ ولذلك أخشي‮ استغلال هذه الحوادث للتعتيم علي‮ أمور أخري‮.‬
‮ هل تعتقد أن شاباً‮ مثل أحمد لطفي‮ 24‮ عاماً‮ من الحركة أن‮ يكون وراء حادث القديسين؟
‮- أنا اكتسبت مصداقيتي‮ من أنني‮ أقوم بالتحليل من خلال معلومات كاملة،‮ وأنا لم أنف أن‮ يكون أحمد لطفي‮ قد ارتكب جرماً،‮ فقد‮ يكون وقد لا‮ يكون،‮ والغريب أن الجهات الأمنية لم تكن لديها معلومات عن الحادث رغم وجود تهديدات‮.‬
‮ ولكني‮ أسألك عن التقدير الأولي‮ بحكم خبرتك في‮ هذا المجال؟
‮- يجب أن‮ يكون دور أجهزة الأمن هو منع الجريمة قبل وقوعها وليس التحقيق فيها والكشف عن الجناة بعد وقوعها وتنتهك الحريات في‮ سبيل الكشف عن الجناة الحقيقيين،‮ ولذلك سوف ننتظر ونري‮ هل أحمد لطفي‮ اعترف أم لا،‮ وهل حضر معه محام أم لا وهل المحامي‮ الذي‮ يترافع عنه محام من محامين المباحث أم لا،‮ لأن جهاز أمن الدولة ومن ورائه نيابة أمن الدولة طوارئ‮ يجعلون محامين مباحث وعلاقتهم جيدة بأجهزة الأمن ويجعلوهم‮ يحضرن في‮ مثل هذه القضايا التي‮ يغلق فيها الطريق أمام المحامين المحترمين الذين ممكن أن‮ يتم توكيلهم عن طريق أسر المقبوض عليهم،‮ ولكن أجهزة الأمن تحرص علي‮ حضور محامي‮ المباحث ليقنن مشروعية التحقيقات‮.‬
‮ وماذا لو حدث ذلك بالفعل وكان محامي‮ أحمد لطفي‮ محامي‮ المباحث التابع للجهات الأمنية؟
‮- في‮ هذه الحالة أقول لهم‮: »‬القانون مش كده حرام عليكم مستقبل مصر أهم من أي‮ كرسي‮« وانتو مش أمن حراسة للكرسي،‮ والمفترض أيتها الجهات الأمنية أنكم أمن مصر،‮ والأمن مطلوب منه أن‮ يراعي‮ أمن المواطن نفسه،‮ وليس فقط كرسي‮ الحكم،‮ ولذلك‮ يجب أن نري‮ هل اتصلت أسرة أحمد لطفي‮ به أم لا وهل تعذب أم لا وهل الاعترافات صحيحة أم لا‮.‬
‮ هل تري‮ أنه من الممكن أن تحدث حالة من التوتر بين حركة حماس والنظام المصري‮ بعد اتهام جيش الإسلام الفلسطيني‮ بارتكاب الحادث والذي‮ نشأ من رحم حماس؟
‮- علي‮ مدي‮ اشتغالي في‮ قضايا العنف الديني‮ خلال العشر السنوات الأخيرة أؤكد لك أنه لا‮ يوجد شيء اسمه جيش الإسلام الفلسطيني،‮ حتي‮ في‮ حادثة تفجيرات الحسين قالت الأجهزة الأمنية إن المتهم اسمه القائد خالد وكان‮ يذهب إلي‮ غزة وقالت الأجهزة الأمنية إنه كان‮ يذهب ويلتقي‮ مع فصائل لا تنتمي‮ لحركة حماس ولا تنتمي‮ لتنظيم الجهاد ولكنها تعتنق أفكار تنظيم القاعدة،‮ ولكن جيش الإسلام الفلسطيني‮ ملوش دعوة بمصر،‮ وحركة حماس نفت وجود أي‮ علاقة تجمعها بجيش الإسلام،‮ كما أن المتهمين الذين قبضوا عليهم في‮ تفجيرات الحسين كانوا‮ يشتمون حركة حماس واتهموها أنها فرطت في‮ القضية الفلسطينية،‮ ولكنني‮ أخشي‮ من محاولة استغلال الموقف للضغط علي‮ حماس لتحقيق مصالح إسرائيلية‮.‬
‮ مبادرة وقف العنف للجماعة الإسلامية عام‮ 1997‮ ومبادرة ترشيد العمل الجهادي‮ للدكتور فضل ألا تري‮ أنهما لم‮ يساهما في‮ وأد الخلايا القائمة الجهادية بشكل جذري؟
‮- لا المشكلة في‮ المراجعات التي‮ قام بها شيوخ الجماعة الإسلامية أو التي‮ تابعها الدكتور سيد إمام عبدالعزيز،‮ فهذه المراجعات تركت أشر لا‮ يُنكر فيها تحجيم العنف المنظم الذي‮ تمارسه تنظيمات محترفة،‮ ولو استعدنا تاريخ الصراع الدامي‮ طوال فترة التسعينيات لوجدنا فارقاً‮ هائلاً،‮ ولوجدنا المسألة اختلفت وتحجمت حالات العنف وتحولت في‮ بعض الأحيان لحالات فردية ولم تتحول حتي‮ الآن الي‮ ظاهرة نستطيع أن نقول معها إن هناك تنظيمات جديدة قد نشأت تماثل التنظيمات التاريخية التي‮ مارست العنف عقودا طويلة مثل الجماعة الإسلامية أو جماعة الجهاد والعنف الذي‮ مارسه الأفراد كان موجها إلي‮ الخارج حتي‮ لو كان داخل البلاد نتيجة عواطف مرتبطة بقضايا أممية مثل فلسطين أو احتلال العراق‮.‬
‮ وهل تعاملت الأجهزة الأمنية بشكل‮ يعطي‮ الحرية الحركية لقيادات الجماعة الإسلامية والجهاد بعد مبادرات وقف العنف؟
‮- للأسف إن أجهزة الأمن وظفت عملية المراجعات توظيفا أمنيا لحسابها ولم تتح لأصحاب المراجعات الظهور الطبيعي‮ أمام وسائل الإعلام أو حتي‮ بالمساجد لتدور حوارات حقيقية بينهم وبين الشباب بل قامت الأجهزة الأمنية بحجب أصحاب المراجعات وتضييق حركة تحركاتهم الأمر الذي‮ صنع فراغا واسعا للأجيال الجديدة والذين لم‮ يجدوا أمامهم قدوة فلجأوا إلي‮ الإنترنت واستطلعوا خلالها فقه العنف وكيفية صناعة المتفجرات وتوفرت أمامهم موديل القاعدة في‮ عملياتها ولذلك فإن بعض الشباب‮ يقومون بالعمليات بعيدا عن إشراف علمي سواء الذي‮ تقوم به المؤسسة الدينية الرسمية أو شيوخ المراجعات‮.‬
‮ وما الحل من وجهة نظرك للتعاطي‮ مع هذا الملف خاصة الشباب المقتنعين بالفكر السلفي‮ الجهادي؟
‮- أول خطوة هي‮ فتح الأبواب أمام المعتدلين وشيوخ المراجعات دون وصاية من أجهزة الأمن ليديروا حوارا موسعا مع كل دوائر السلفية الجهادية‮.‬


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.