إثيوبيا ترد على تصريحات الرئيس السيسي: مستعدون للانخراط في مفاوضات مسئولة    موعد الإجازة الرسمية المقبلة في مصر للقطاع العام والخاص (5 أيام بأكتوبر عطلة أسبوعية)    بحضور وزير الزراعة السوري.. «سويلم» يفتتح الاجتماع ال38 للشبكة الإسلامية لتنمية وإدارة مصادر المياه    موعد صرف مرتبات شهر أكتوبر 2025 لموظفي الحكومة في مصر    قمة شرم الشيخ للسلام.. شهادة دولية على ريادة مصر وصوتها العاقل في الشرق الأوسط    تصفيات كأس العالم - رأسية فولتماده تمنح ألمانيا الفوز على إيرلندا الشمالية وصدارة المجموعة    من البيت.. رابط استخراج الفيش الجنائي مستعجل من الإنترنت (الأسعار والخطوات)    «شغلوا الكشافات».. بيان مهم بشأن حالة الطقس في القاهرة والمحافظات    أسعار العملات الأجنبية والعربية أمام الجنيه المصري اليوم الثلاثاء 14 أكتوبر 2025    ارتفاع جديد في أسعار الذهب اليوم في مصر مع تحركات الأسواق العالمية    ترامب يعلن عزمه لقاء زيلينسكي في البيت الأبيض الجمعة المقبلة    طقس خريفي معتدل يسيطر على أجواء مصر اليوم.. وأجواء مائلة للبرودة ليلًا    النادي المصري يُثمن جهود الرئيس عبد الفتاح السيسي لإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني    عاكف المصري: قمة شرم الشيخ أكدت أن مصر الحارس الأمين للقضية الفلسطينية وخط الدفاع الأخير    رئيس مدغشقر يغادر البلاد دون الكشف عن مكانه    عماد النحاس يكشف عن رأيه في حسين الشحات وعمر الساعي    شادي محمد: حسام غالي خالف مبادئ الأهلي وأصول النادي تمنعني من الحديث    بريطانيا توجه رسالة شكر إلى مصر بعد قمة شرم الشيخ للسلام    سمير عمر: البوصلة لحل الدولتين عربية وإسلامية.. ومن الخطأ اعتبار أمريكا وحدها اللاعب الرئيسي    وزير الاتصالات: الذكاء الاصطناعي التوليدي يعيد تشكيل العملية التعليمية    جولة داخل متحف الأقصر.. الأكثر إعجابًا بين متاحف الشرق الأوسط    وفاة شقيق عبد المنعم إبراهيم .. تعرف على موعد ومكان العزاء    أسعار الطماطم والبطاطس والخضار بالأسواق اليوم الثلاثاء 14 أكتوبر 2025    «اختياراته تدل على كدة».. رضا عبدالعال ينتقد حسام حسن: يحلم بتدريب الأهلي    «بين الأخضر وأسود الرافدين».. حسابات التأهل لكأس العالم في مجموعة العراق والسعودية    هبة أبوجامع أول محللة أداء تتحدث ل «المصري اليوم»: حبي لكرة القدم جعلني أتحدى كل الصعاب.. وحلم التدريب يراودني    ترامب: لا أعلم شيئًا عن «ريفييرا غزة».. ووقف إطلاق النار «سيصمد»    مدير منظمة الصحة العالمية يعلن دخول 8 شاحنات إمدادات طبية إلى غزة    «الإسكان»: 54 ألف حساب لأصحاب «الإيجار القديم» في أول يوم تقديم    «التعليم» توضح موعد بداية ونهاية إجازة نصف العام 2025-2026 لجميع المراحل التعليمية    شاهد سقوط مفاجئ لشجرة ضخمة على سيارة بمنطقة الكيت كات    توفير أكثر من 16 ألف يومية عمل ضمن اتفاقية تحسين مستوى المعيشة بالإسكندرية    «شرم الشيخ» تتصدر مواقع التواصل ب«2 مليار و800 ألف» مشاهدة عبر 18 ألف منشور    «زي النهارده».. وفاة الشاعر والإعلامي واللغوي فاروق شوشة 14 أكتوبر 2016    لا تدع لسانك يسبقك.. حظ برج العقرب اليوم 14 أكتوبر    إسعاد يونس: خايفة من الذكاء الاصطناعي.. والعنصر البشري لا غنى عنه    بعد استبعاد أسماء جلال، هنا الزاهد مفاجأة "شمس الزناتي 2"    أحمد التايب للتليفزيون المصرى: مصر تحشد العالم لدعم القضية الفلسطينية    دولة التلاوة.. تاريخ ينطق بالقرآن    4 طرق لتعزيز قوة العقل والوقاية من الزهايمر    هتشوف فرق كبير.. 6 مشروبات واظب عليها لتقليل الكوليسترول بالدم    التفاح والقرنبيط.. أطعمة فعالة في دعم صحة الكلى    علماء يحذرون: عمر الأب يحدد صحة الجنين وهذا ما يحدث للطفرات الجينية في سن 75 عاما    قرار جديد للشيخ سمير مصطفى وتجديد حبس صفاء الكوربيجي.. ونيجيريا تُخفي علي ونيس للشهر الثاني    مصرع شاب غرقًا في حوض زراعي بقرية القايات في المنيا    اعرف مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 14-10-2025 في بني سويف    تخصيص 20 مليون دولار لتأمين الغذاء والمياه والمأوى بغزة    أسعار السمك البلطي والبوري اليوم الثلاثاء 14-10-2025 في محافظة قنا    ضبط 10 آلاف قطعة باتيه بتاريخ صلاحية مزيف داخل مخزن ببني سويف    د.حماد عبدالله يكتب: القدرة على الإحتمال "محددة" !!!    أردوغان لميلوني في قمة شرم الشيخ: تبدين رائعة (فيديو)    قلادة النيل لترامب.. تكريم رئاسي يعكس متانة العلاقات المصرية الأمريكية    محافظ قنا يشهد احتفالية قصور الثقافة بذكرى انتصارات أكتوبر    قرار من النيابة ضد رجل أعمال نصب على راغبي السفر بشركات سياحة وهمية    جامعة بنها: إعفاء الطلاب ذوي الهمم من مصروفات الإقامة بالمدن الجامعية    دار الإفتاء تؤكد جواز إخراج مال الزكاة لأسر الشهداء في غزة    هتافات وتكبير فى تشييع جنازة الصحفى الفلسطيني صالح الجعفراوى.. فيديو    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاثنين 13-10-2025 في محافظة قنا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



النظام‮ يتخبط‮.. ويحتمي‮ بقبضة الأمن وقضايا‮ "‬الدولاب‮"
نشر في الوفد يوم 26 - 01 - 2011

اتهم منتصر الزيات المعروف بمحامي‮ الجماعات الإسلامية أجهزة الأمن بأنها سبب رئيسي لقضايا التطرف،‮ وقال الزيات الذي‮ تحدث ل‮ »‬الوفد‮« حول ما‮ يحدث في‮ مصر الآن من إرهاب وعنف طائفي‮:
»‬إنه علي‮ مدار السنوات العشر الأخيرة لفقت‮ »‬الداخلية‮« التهم جزافاً‮ لأشخاص أبرياء في‮ قضايا إلكترونية،‮ وبحكم ترافعه وتخصصه في‮ قضايا العنف الديني‮ أكد الزيات أن النظام‮ يتخبط،‮ داعياً‮ الأجهزة الأمنية إلي‮ حماية الشعب وليس النظام‮.‬
لفت محامي‮ الجماعات الإسلامية إلي‮ أنه لا‮ يوجد أصلاً‮ ما‮ يسمي‮ بجيش الإسلام الفلسطيني‮ المتهم بتدبير وتنفيذ تفجير كنيسة القديسين بالإسكندرية،‮ مشيراً‮ هنا إلي حادث اغتيال اللواء حسن أبو باشا وزير الداخلية السابق عندما اعتقلت الجهات الأمنية ثلاثة من المتهمين قبل أن‮ يبرئهم القضاء العادل‮.‬
‮ ما تقييمك لبيان وزارة الداخلية واتهامها لجيش الإسلام الفلسطيني‮ بأنه وراء حادث تفجير كنيسة القديسين؟
‮- يهمني‮ في‮ الموضوع أمن وسلامة مصر كمواطن مصري‮ ولكن مع الأخذ في‮ الاعتبار ألا‮ يكون ذلك علي‮ حساب القانون،‮ فلا‮ يجوز أن أتذرع بأمن وسلامة مصر وأقوم بحرق القانون باسم أمن وسلامة مصر،‮ ولأن الحادث بشع ومؤلم وإجرامي‮ فيجب أن نعطي‮ فرصة للجهات الأمنية أن ترصد وتتابع وتراقب وتستخدم كل الوسائل المتاحة في‮ الوصول للمجرمين الحقيقيين‮.‬
‮ ولكنك لم ترد علي‮ سؤالي‮ ما تقييمك لبيان الداخلية؟
‮- كنت أتمني‮ أن‮ يكون نشاط الداخلية هو منع وقوع الجريمة وليس الكشف عن المجرمين بعد وقوع الجريمة،‮ وإذا ثبت بيان الداخلية فإن ذلك سيكون شيئاً‮ خطيراً‮.‬
‮ ولماذا؟
‮- لأن هناك تهديداً‮ من تنظيم القاعدة في‮ بلاد الرافدين منذ شهرين بتفجير عدد من الكنائس المصرية ومنها كنيسة القديسين،‮ ولذلك فالأمر‮ يدل علي‮ أن هناك ارتخاء أمنياً،‮ ولذلك‮ يجب علي‮ الجهات الأمنية أن تقدم المعلومات الكافية ويكشف جميع المتهمين وليس أحمد لطفي‮ فقط،‮ ووقتها فقط نستطيع أن نحاسب الجهات الأمنية ونقيمها‮.‬
‮ بيان الداخلية أكد أن المتهم أحمد لطفي‮ كان‮ يقوم بالمراسلات الإلكترونية عبر شبكة الإنترنت مع تنظيم جيش الإسلام فكيف لم تستطع الجهات الأمنية مراقبة تلك الرسائل قبل وقوع الجريمة؟
‮- جميع القضايا خلال العشر سنوات الأخيرة كان المتهمون فيها من رواد الإنترنت،‮ وأنا علي‮ مدي‮ العشر السنوات التي‮ ترافعت فيها في‮ قضايا العنف الديني‮ كل القضايا كانت قضايا إنترنت،‮ والمتهمون فيها‮ يقبض عليهم من مقاهي‮ الإنترنت‮.‬
‮ وما مدلول ذلك من وجهة نظرك؟
‮- أعتقد أن الجهات الأمنية تخلق بهذه القضايا الملفقة متطرفين جدداً،‮ لأن جميع المتهمين في‮ قضايا الإنترنت لم‮ يسبق اعتقالهم،‮ وكان من الممكن أن‮ يتم التعامل معهم بطريقة أفضل من تلفيق التهمة،‮ وكان من الممكن أن‮ يقوموا بعمل مراجعات،‮ ونخلق منهم مواطنين صالحين،‮ بدلاً‮ من أن نعذبهم ونضربهم ونموتهم مثلما حدث مع سيد بلال لأنه بذلك تخلق الجهات الأمنية متطرفين جاهزين لعمليات إرهابية‮.‬
‮ وما ردك علي‮ اتهام الداخلية لأحمد لطفي‮ بأنه كان‮ يراسل جيش الإسلام عبر الإنترنت رغم وجود رقابة أمنية مشددة علي‮ الإنترنت؟
‮- إذا كانت الجهات الأمنية تراقب النت وترصده كما تدعي‮ فكيف استطاع أحمد لطفي‮ أن‮ يراسل تنظيم جيش الإسلام كما تدعي‮ الأجهزة الأمنية،‮ هذه ملاحظات أولية،‮ كما أن الجهات الأمنية نفسها طوال العشر السنوات الأخيرة أكدت عدم وجود عناصر تابعة لتنظيم القاعدة في‮ مصر،‮ وفي‮ حادثة طابا وشرم الشيخ قالت الجهات الأمنية إن تنظيم القاعدة لم‮ يثبت تورطه في‮ التفجيرات،‮ واتهمت شباباً‮ ذا فكر سلفي‮ جهادي‮ بذلك‮.‬
‮ تؤكد الداخلية أنها أحبطت محاولات لعمليات إرهابية كان سيقوم بها جيش الإسلام الفلسطيني،‮ فهل تعتقد صحة هذا الكلام؟
‮- أعتقد أن هذه قضية من قضايا‮ »‬الدولاب‮«‬،‮ وإذا ثبت عدم صحة المعلومات الواردة في‮ بيان الداخلية فإن الداخلية ستكون قد ارتكبت جريمة تضليل الرأي‮ العام‮.‬
‮ وماذا ستستفاد الداخلية من تضليل الرأي‮ العام علي‮ حد وصفك؟
‮- ستستفيد الكثير،‮ أولها تفعيل أوراق القضية وثانيها التغطية علي‮ الفشل في‮ الوصول للجناة الحقيقيين وثالثها عدم تشويه‮ يوم الاحتفال بعيد الشرطة في‮ 25‮ يناير دون ضبط مرتكبي‮ حادث القديسين‮.‬
‮ هل تعتقد أن أحمد لطفي‮ ليس الجاني‮ الحقيقي‮ وأن الجناة الحقيقيين سيتم الكشف عنهم بعد ذلك؟
‮- أريد أن أذكر الرأي‮ العامة بجريمة اغتيال اللواء حسن أبو باشا عام‮ 1987‮ وزير الداخلية آنذاك،‮ حيث تم الإعلان عن جناة حقيقيين وقالت الداخلية إنها ضبطت زجاجات الكوكاكولا وعليها بصمات الجناة،‮ وأكدت الداخلية أيضاً‮ أنها وجدت السلاح المستخدم في‮ الجريمة بترعة الزمر وتم ضبط ثلاثة جناة منهم مجدي‮ غريب الذي‮ نشرت في‮ جريدة الوفد صورته ورأسه ملفوف وبعد ثلاثة أشهر أعلنت وزارة الداخلية أنها قبضت علي‮ الجناة الحقيقيين وذلك عندما ارتكب الجناة الذين حاولوا اغتيال اللواء حسن أبو باشا عملية اغتيال الصحفي‮ مكرم محمد أحمد واللواء النبوي‮ إسماعيل،‮ ولذلك فإن واقعة سيد بلال وإعلان القبض علي‮ أحمد لطفي‮ يذكرني‮ بهذه الواقعة التي‮ حدثت منذ أكثر من عشرين عاماً‮.‬
‮ بحكم أنك ترافعت في‮ قضايا العنف علي‮ مدي‮ أكثر من ثلاثين عاماً‮ هل تعتقد أن جيش الإسلام الفلسطيني‮ متورط بالفعل في‮ تفجير كنيسة القديسين كما أعلنت الداخلية؟
‮- أنا الذي‮ أريد أن أسأل وهيعمل كده ليه،‮ ومصلحته إيه،‮ أعتقد أن جيش الإسلام‮ يوجه ضرباته ضد الاحتلال الإسرائيلي‮ وينحصر نشاطه داخل‮ غزة،‮ وغير معقول أن‮ يكون وراء حادث تفجير كنيسة القديسين‮.‬
‮ يتردد أن جيش الإسلام الذي‮ خرج من رحم حركة حماس التابع لجماعة الإخوان في‮ مصر قام بتفجير كنيسة القديسين رداً‮ علي‮ استبعاد الإخوان من الانتخابات البرلمانية وإرضاء للحركة الأم وهي‮ الإخوان في‮ مصر؟
‮ أؤكد أنني‮ خائف أن‮ يكون الإعلان عن تورط جيش الإسلام في‮ الحادث كنوع من التغطية علي‮ حاجات كثيرة بتحصل،‮ منها مظاهرة‮ 25‮ يناير وثانياً‮ أحداث تونس ولذلك فإن الجهات الأمنية تريد تكميم الأفواه تحت اسم شعار مكافحة الإرهاب،‮ وأنا خائف استغلال هذا الموضوع لدحض أي‮ محاولات للإصلاح السياسي‮ وللخروج للشارع ووأد أي‮ حركة إصلاح سياسي‮ تحت شعار مكافحة الإرهاب‮.‬
‮ يبدو من تصريحات وزير الداخلية والرئيس مبارك عقب الإعلان عن المتهمين أن النظام سيدخل في‮ مواجهة عنيفة مع الإخوان والسلفيين خاصة بعد اعتقال المئات من الجماعتين‮.. ما رأيك؟
‮- أؤكد أنني‮ أتفق مع الرئيس مبارك فيما قاله بأنه ضد أي‮ محاولات تستهدف المساس بالوحدة الوطنية،‮ ولكني‮ أؤكد أن المهم أن تكون المعلومات حقيقية،‮ ولا تكون ستاراً‮ لتغطية فشل الحزب الوطني،‮ ولعودة استمرار قانون الطوارئ،‮ ومحاولة لتخويف المصريين بعد أن بدأت الناس تتخلص من خوفها بعد ثورة تونس‮.‬
‮ لماذا وجه النظام عداءه ضد السلفيين وقام بالقبض علي‮ العديد منهم رغم أن رموز السلفية أمثال الدكتور‮ ياسر برهاني‮ وإنما ما‮ يدعو للتهدئة ويعتبر الحاكم أميراً‮ للمؤمنين؟
‮- النظام‮ يتخبط ودائماً‮ يشعر النظام أن الجماعات الإسلامية بشكل عام وأولهم الإخوان باعتبارهم أقوي‮ فصيل سياسي‮ ولذلك‮ يستعديهم خشية منافسته،‮ أما الغريب فهو موقف النظام من السلفية خصوصاً‮ أن المدرسة السلفية العلمية تقوم علي‮ التهدئة،‮ وهم عبارة عن مجموعة من العلماء،‮ والعلم‮ يكسبهم الهدوء وحسن التصرف وأخشي‮ مع هذه الضغوط والاحتقان أن تستيقظ مرة أخري‮ السلفية الجهادية،‮ ونعطي‮ فرصة للذي‮ يقتنع بأفكار السلفية الجهادية أن‮ يترجمها علي‮ أرض الواقع،‮ ولذلك فإن النظام تجاوز ونحن مع الوصول للجناة الحقيقيين ولكن في‮ إطار قانوني‮.‬
‮ وهل تشك في‮ أن أحمد لطفي‮ هو من وراء الحادث؟
‮- الهواجس التي‮ لدينا ولدي‮ النخب أن الجهات الأمنية تستخدم هذه القضايا لترهيب الشارع السياسي‮ وتخويف المواطنين،‮ خاصة بعد تزوير الانتخابات البرلمانية،‮ كما أن مصر مقبلة علي‮ انتقال السلطة ومش عارفين كيف ستتم،‮ ولذلك أخشي‮ استغلال هذه الحوادث للتعتيم علي‮ أمور أخري‮.‬
‮ هل تعتقد أن شاباً‮ مثل أحمد لطفي‮ 24‮ عاماً‮ من الحركة أن‮ يكون وراء حادث القديسين؟
‮- أنا اكتسبت مصداقيتي‮ من أنني‮ أقوم بالتحليل من خلال معلومات كاملة،‮ وأنا لم أنف أن‮ يكون أحمد لطفي‮ قد ارتكب جرماً،‮ فقد‮ يكون وقد لا‮ يكون،‮ والغريب أن الجهات الأمنية لم تكن لديها معلومات عن الحادث رغم وجود تهديدات‮.‬
‮ ولكني‮ أسألك عن التقدير الأولي‮ بحكم خبرتك في‮ هذا المجال؟
‮- يجب أن‮ يكون دور أجهزة الأمن هو منع الجريمة قبل وقوعها وليس التحقيق فيها والكشف عن الجناة بعد وقوعها وتنتهك الحريات في‮ سبيل الكشف عن الجناة الحقيقيين،‮ ولذلك سوف ننتظر ونري‮ هل أحمد لطفي‮ اعترف أم لا،‮ وهل حضر معه محام أم لا وهل المحامي‮ الذي‮ يترافع عنه محام من محامين المباحث أم لا،‮ لأن جهاز أمن الدولة ومن ورائه نيابة أمن الدولة طوارئ‮ يجعلون محامين مباحث وعلاقتهم جيدة بأجهزة الأمن ويجعلوهم‮ يحضرن في‮ مثل هذه القضايا التي‮ يغلق فيها الطريق أمام المحامين المحترمين الذين ممكن أن‮ يتم توكيلهم عن طريق أسر المقبوض عليهم،‮ ولكن أجهزة الأمن تحرص علي‮ حضور محامي‮ المباحث ليقنن مشروعية التحقيقات‮.‬
‮ وماذا لو حدث ذلك بالفعل وكان محامي‮ أحمد لطفي‮ محامي‮ المباحث التابع للجهات الأمنية؟
‮- في‮ هذه الحالة أقول لهم‮: »‬القانون مش كده حرام عليكم مستقبل مصر أهم من أي‮ كرسي‮« وانتو مش أمن حراسة للكرسي،‮ والمفترض أيتها الجهات الأمنية أنكم أمن مصر،‮ والأمن مطلوب منه أن‮ يراعي‮ أمن المواطن نفسه،‮ وليس فقط كرسي‮ الحكم،‮ ولذلك‮ يجب أن نري‮ هل اتصلت أسرة أحمد لطفي‮ به أم لا وهل تعذب أم لا وهل الاعترافات صحيحة أم لا‮.‬
‮ هل تري‮ أنه من الممكن أن تحدث حالة من التوتر بين حركة حماس والنظام المصري‮ بعد اتهام جيش الإسلام الفلسطيني‮ بارتكاب الحادث والذي‮ نشأ من رحم حماس؟
‮- علي‮ مدي‮ اشتغالي في‮ قضايا العنف الديني‮ خلال العشر السنوات الأخيرة أؤكد لك أنه لا‮ يوجد شيء اسمه جيش الإسلام الفلسطيني،‮ حتي‮ في‮ حادثة تفجيرات الحسين قالت الأجهزة الأمنية إن المتهم اسمه القائد خالد وكان‮ يذهب إلي‮ غزة وقالت الأجهزة الأمنية إنه كان‮ يذهب ويلتقي‮ مع فصائل لا تنتمي‮ لحركة حماس ولا تنتمي‮ لتنظيم الجهاد ولكنها تعتنق أفكار تنظيم القاعدة،‮ ولكن جيش الإسلام الفلسطيني‮ ملوش دعوة بمصر،‮ وحركة حماس نفت وجود أي‮ علاقة تجمعها بجيش الإسلام،‮ كما أن المتهمين الذين قبضوا عليهم في‮ تفجيرات الحسين كانوا‮ يشتمون حركة حماس واتهموها أنها فرطت في‮ القضية الفلسطينية،‮ ولكنني‮ أخشي‮ من محاولة استغلال الموقف للضغط علي‮ حماس لتحقيق مصالح إسرائيلية‮.‬
‮ مبادرة وقف العنف للجماعة الإسلامية عام‮ 1997‮ ومبادرة ترشيد العمل الجهادي‮ للدكتور فضل ألا تري‮ أنهما لم‮ يساهما في‮ وأد الخلايا القائمة الجهادية بشكل جذري؟
‮- لا المشكلة في‮ المراجعات التي‮ قام بها شيوخ الجماعة الإسلامية أو التي‮ تابعها الدكتور سيد إمام عبدالعزيز،‮ فهذه المراجعات تركت أشر لا‮ يُنكر فيها تحجيم العنف المنظم الذي‮ تمارسه تنظيمات محترفة،‮ ولو استعدنا تاريخ الصراع الدامي‮ طوال فترة التسعينيات لوجدنا فارقاً‮ هائلاً،‮ ولوجدنا المسألة اختلفت وتحجمت حالات العنف وتحولت في‮ بعض الأحيان لحالات فردية ولم تتحول حتي‮ الآن الي‮ ظاهرة نستطيع أن نقول معها إن هناك تنظيمات جديدة قد نشأت تماثل التنظيمات التاريخية التي‮ مارست العنف عقودا طويلة مثل الجماعة الإسلامية أو جماعة الجهاد والعنف الذي‮ مارسه الأفراد كان موجها إلي‮ الخارج حتي‮ لو كان داخل البلاد نتيجة عواطف مرتبطة بقضايا أممية مثل فلسطين أو احتلال العراق‮.‬
‮ وهل تعاملت الأجهزة الأمنية بشكل‮ يعطي‮ الحرية الحركية لقيادات الجماعة الإسلامية والجهاد بعد مبادرات وقف العنف؟
‮- للأسف إن أجهزة الأمن وظفت عملية المراجعات توظيفا أمنيا لحسابها ولم تتح لأصحاب المراجعات الظهور الطبيعي‮ أمام وسائل الإعلام أو حتي‮ بالمساجد لتدور حوارات حقيقية بينهم وبين الشباب بل قامت الأجهزة الأمنية بحجب أصحاب المراجعات وتضييق حركة تحركاتهم الأمر الذي‮ صنع فراغا واسعا للأجيال الجديدة والذين لم‮ يجدوا أمامهم قدوة فلجأوا إلي‮ الإنترنت واستطلعوا خلالها فقه العنف وكيفية صناعة المتفجرات وتوفرت أمامهم موديل القاعدة في‮ عملياتها ولذلك فإن بعض الشباب‮ يقومون بالعمليات بعيدا عن إشراف علمي سواء الذي‮ تقوم به المؤسسة الدينية الرسمية أو شيوخ المراجعات‮.‬
‮ وما الحل من وجهة نظرك للتعاطي‮ مع هذا الملف خاصة الشباب المقتنعين بالفكر السلفي‮ الجهادي؟
‮- أول خطوة هي‮ فتح الأبواب أمام المعتدلين وشيوخ المراجعات دون وصاية من أجهزة الأمن ليديروا حوارا موسعا مع كل دوائر السلفية الجهادية‮.‬


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.