استبعد النشطاء السابقون في التنظيمات المتطرفة فكرة اختراق تنظيم القاعدة لمصر مرجعين ذلك لعدة عوامل أبرزها سيطرة الأجهزة الأمنية المصرية علي الوضع في مصر فضلا عن غياب الطبيعة القبلية عن المجتمع المصري وهي التي تعد الحاضن الرئيسي للقاعدة في مناطق مختلفة من العالم العربي والاسلامي مثل اليمن والسعودية والصومال وأفغانستان ولم يستبعد المحللون اختراق أجهزة المخابرات الغربية والاسرائيلية لتنظيم القاعدة وتكوين خلايا تنفذ عمليات لصالح أجندات هذه الدول في مناطق مختلفة حتي تبقي مجتمعات هذه المناطق تحت ضغط الاضطراب والقلق. بداية قال ارهابي سابق كان من إحدي الجماعات التي تبنت فكر الجهاد المسلح في التسعينيات ورفض ذكر اسمه لعقيدتي: الحركات الاسلامية في مصر لم يسبق لها أن استخدمت التفجيرات كذلك لابد أن نتذكر ان كل الجماعات التي تبنت العمل المسلح في السابق لم تتبني ولو عملية واحدة تجاه الأقباط المصريين لأن كل تلك الجماعات كانت تدرك جيدا انه من الصعب الفصل بين المسيحي والمسلم وان الاقباط جزء لا يتجزأ من نسيج الجماعة المصرية وبالتالي فلا يمكن أن يكون منفذ تلك العملية مصرياً من الأساس وحتي لو كان مصرياً فإنه لا ينتمي للتيار الديني المصري. ويضيف الارهابي السابق: كذلك لابد أن نضع نصب أعيننا ما قاله وزير الداخلية اللواء حبيب العادلي الذي أكد ان العملية ناتجة عن تفجير انتحاري وهو أمر لم تقدم عليه أي جماعة مصرية مسلحة من قبل وتتبني فكر الجهاد المسلح وهذا الاسلوب لم يعرف الا علي يد الارهابيين المدعومين من تنظيم القاعدة كذلك لم يحدث أن تعرضت دار عبادة سواء مسجد أو كنيسة لهجوم بهذا الحجم ولم يسقط ذلك العدد الكبير من الضحايا الذي بلغ 23 قتيلا و79 مصابا باستثناء حادث الأقصر الذي وقع في العام 1997 لكنه كان موجها للسياح الأجانب وليس للمسيحيين. وينهي الارهابي السابق حديثه قائلاً: أنا استبعد تكرار هذا العمل خاصة بعدما قوبل بهذا الرفض من كل فئات المجتمع المصري وهو ما يعني ان المفكرين والمنفذين له لن يجدوا أي نوع من أنواع الدعم لتنفيذ عملية أخري بل قد يفاجأون بأن المصريين هم من يطاردونهم ويسلمونهم للجهات الأمنية. من جانبه عدد منتصر الزيات محامي الجماعات الاسلامية والقيادي السابق في الجماعات الاسلامية الاسباب التي تجعل تواجد تنظيم للقاعدة في مصر أمرا شبه مستحيل علي حد قوله وأولها الحزام الأمني المحكم الذي يفرضه جهاز الأمن علي جميع المنافذ الداخلية والخارجية والتي يمكن من خلالها تسلل أي أفراد ويضيف: يجب ألا ننسي ان هذه الأجهزة لديها خبرة واسعة في التعامل مع ملف الجماعات الدينية. العامل الثاني وفق ما يشير الزيات يتمثل في سيطرة الأجهزة بصورة كاملة علي مواقع الانترنت وغيرها من وسائل الاتصال الحديثة مما يجعل التواصل بين افراد هذه التنظيمات أمرا في غاية الصعوبة ودلل علي ذلك برصد الأمن علي مدار السنوات السبع الماضية عددا كبيرا من الشباب وتقديمهم للمحاكمة لتواصلهم مع تيارات أصولية خارجية. أما السبب الثالث برأي القيادي الجهادي السابق فهو المراجعات الفقهية والفكرية التي قدمتها التنظيمات الجهادية الحركية خلال الفترة الأخيرة مما ادي الي تفكيك بنية فكر العنف في عقول الكثيرين. اختراق التنظيم في نفس السياق لفت الزيات الي ان كثيرا مما يطلق عليها تنظيمات القاعدة في الخارج تم اختراقها من قبل أجهزة مخابرات غربية واسرائيلية وتستخدم من أجل زعزعة الاستقرار في البلدان العربية والاسلامية بما يتنافي مع فكر القاعدة الذي يجعل مواجهة الاحتلال الأمريكي علي رأس أولوياته. اضاف الزيات: ما يتعرض له الأقباط في مصر من حوادث أمر يهم الموساد وليس القاعدة مذكرا بما حدث في ابريل 2009 علي هامش زيارة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو لمصر حيث تم الكشف عن وجود قنبلتين أمام كنيسة العذراء وقام الأمن بإبطال مفعولهما وهو ما يعني برأيه انها كانت رسالة من الموساد الاسرائيلي مفادها اننا لدينا القدرة علي تحريك الملف الديني في مصر. احتمال ضعيف جدا لكنه وارد هذا ما قاله الزيات عن امكانية تأثر جيل جديد من الشباب بأفكار السلفية الجهادية لكن يظل هذا التأثير محدودا وفي إطار فكري وليس حركيا نافيا امكانية تحول السلفية العلمية المنتشرة في مصر حاليا الي سلفية جهادية لوجود هوة سحيقة بين الفكرتين علي حد وصفه. ومن جانبه قال ضياء رشوان الخبير في شئون الجماعات الاسلامية ان حادثة تفجير كنيسة القديسين ليست مصرية الاسلوب وانها حدثت باسلوب يرجح انه اسلوب مستورد من العراق. وأكد رشوان ان هذه العمليات خارج سياق الحالة الارهابية المصرية ولا تتشابه باستثناء تفجيرات سيناء إلا مع حادث آخر في خان الخليلي. اضاف ان الفكر الانتحاري لم يوجد في مصر من قبل مؤكدا اننا علي مدي طويل جدا كنا دولة تصدر أفكارا ولا تستورد وان الفكر الانتحاري لم يجد أرضا خصبة في مصر لأسباب عديدة أحدها وجود طبقة عازلة هي الجماعة الاسلامية بعد تخليها عن العنف والتي تنتشر في أوساط فقيرة عادة ما تعتنق هي هذا الفكر.