اعتبرت صحيفة نيويورك تايمز الامريكية اليوم الاربعاء أن مشاهد الحزن والاسى على وفاة الزعيم الكورى الشمالى كيم يونج ايل التى بثتها وتداولتها محطات التلفاز فى كوريا الشمالية تبدو وكأنها جزء من حملة رسمية تقودها بيونج يانج من أجل حشد الدعم لوريثه ونجله الثالث -كيم جونج ان. وأشارت الصحيفة الى أنه فى أول ظهور علنى له بعد وفاة والده، ظهر يونج بصحبة مجموعة من كبار المسئولين البرلمانيين والعسكريين فى مشهد يبعث برسالة الى العالم توضح على من سيعتمد ان فى مساعيه لتعزيز همينة أسرته على مقاليد الحكم فى البلاد منذ أسسها جده الاكبر كيم ال سانج . وأوضحت الصحيفة أن الحكومة فى كوريا الشمالية حريصة كل الحرص على تدبير عملية انتقال السلطة فى البلاد الى نجل الزعيم الراحل كيم يونج ايل وإن امتلك سجلا أقل من حيث الانجازات عن اسلافه، مشيرة فى هذا الصدد الى قول أحد المسئولين فى المخابرات الكورية الجنوبية رفض الكشف عن هويته "أن الهيئة التى ظهر عليها "يونج ان" فى أول ظهور علنى له على شاشات التلفاز أعادت للاذهان صورة الجد الاكبر "كيم ال سانج" اذ سرعان ما أفرط الكوريون الشماليون فى البكاء وكانه خليفة "كيم ال سانج" القادم". وقالت الصحيفة إنه على مدار 6 عقود أو أكثر تولت عائلة "كيم" مقاليد الحكم فى البلاد اعتاد خلالها المواطنون تعريف حكامهم من تلك الاسرة "بالاب" و"الوالد" بالاضافة الى الرابط أبوى استشعره الجنود فى الجيش الكورى الشمالى تجاههم . ونقلت الصحيفة عن بارك جونج شول محلل فى المعهد الكوري الحكومي لبحوث الوحدة الوطنية فى مقره بالعاصمة الكورية الجنوبية سول " أن مظاهر الحزن والاسى ممزوجة بشعور بالخوف والضبابية حول مصير بلادهم فى الاغلب مشاعر صادقة الا أنه لا يمكننا استبعاد احتمالية انه تم اجبار بعضهم للظهور على هذا النحو ". وأشارت الصحيفة الى ما جاء على لسان براين ار مايرز خبير فى الشان الشمالى بجامعة دانجسيو بكوريا الجنوبية "أن الغرب قد اقترف خطأ جسيما حين قلل من شان هوس الشماليين بشخصية الحاكم والولاء له فى محاولته لفهم طبيعة المجتمع الكورى الشمالى. وأوضح الخبير: " فى الشمال ، يعد الحس الوطنى والولاء للدولة عوامل متعاضدة فحتى وإن تواجد الشعور بعدم الرضا حول السياسات المتبعة فى بلادهم الا ذلك لا يثنى الشماليين عن تعريف أنفسهم بشكل وثيق مع دولتهم.