كل عام يحتفل الشعب المصري والقوات المسلحة المصرية بعيد انتصارات حرب أكتوبر المجيدة، وتحرص وسائل الإعلام المسموعة والمرئية والمقروءة علي ذكر أبطال حرب أكتوبر وكم التضحيات التي قدمت للوطن. وتغفل وسائل الإعلام احد أبطال حرب أكتوبر ، و أول اسم في قائمة شهداء حرب العزة و الكرامة، هو النقيب طيار مقاتل عاطف السادات ، الشقيق الأصغر للرئيس الراحل أنور السادات، الذي أهدر الإعلام حقه بعدم الحديث عن الدور البطولي الذي قام به في ملحمة العزة والكرامة واسترداد الأرض والحفاظ علي العرض في السادس من أكتوبر . النشأة ولد عاطف السادات في 13 مارس عام 1948 م وتخرج في الكلية الجوية عام 1966 ، وقضى عامين في الاتحاد السوفيتي تطبيقا لبرنامج تدريبي على المقاتلات الجوية ثم القاذفات المقاتلة السوخوى. وفي عامي 1969 م و 1970 شارك في عمليات هجومية مصرية ضد طائرات إسرائلية باتجاه سيناء ويصفه زملاؤه بأن خبرته في حرب الاستنزاف جعلته معلما على الطائرات السوفيتية في تلك الفترة. أول شهيد في حرب أكتوبر في يوم السادس من أكتوبر طلب النقيب طيار مقاتل عاطف السادات، من قائد تشكيله الشهيد زكريا كمال، أن يشارك في الضربة الأولى بدلا من الانتظار إلى ضربة ثانية ، واستجاب قائده لذلك واشتركا معا في مهمة جسورة كللت باستشهادهما بعد أن قاما بعملية قصف قوات العدو في منطقة "أم مرجم" ثم قصف الطائرات الإسرائيلية الرابضة في "المليز" ، ليصبح أول اسم في قائمة شهداء أكتوبر. انطلق البطل الطيار عاطف السادات مع 36 طائرة أخرى من طائرات لواء السوخوي 7، وكانت المهمة ضرب موقع صواريخ الهوك الإسرائيلي للدفاع الجوي ومطار المليز وكان من قادة التشكيلات في هذه الضربة الرائد طيار زكريا كمال والطيار مصطفى بلابل. ولم تكن تعنيه العودة بقدر ما اهتم بإتمام المهمة على أكمل وجه، وفى شهادة سابقة لقائده العميد فاروق أبو النصر عليش، وصف عاطف السادات بكلمات ثلاث "شجاع وشهم وملتزم"، لافتا إلى أنه لم يكن يتكلم عن شقيقه رئيس الجمهورية ولم يحاول استغلال سلطة أخيه أبدا. قصة استشهاده في اليوم الموعود، السادس من أكتوبر 1973، أستقل النقيب طيار عاطف السادات طائرته ضمن طلعة الطيران الأولى لتحرير الأرض واسترداد الكرامة المهدرة. شارك عاطف السادات في تشكيل، ضم كل من، قائد اللواء الجوي 205 لواء المقاتلات السوخوي7 العميد فاروق أبو النصر عليش والطيار إبراهيم المخزنجي وأثناء تحرك الطيارين لدشم الطائرات؛ ركض الطيار عاطف السادات الي قائده فاروق عليش، وطلب منه قبل أن يضغط على زر إلقاء القنابل من الطائرة ان يقرأ القران ويقول الآية (وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى). وانطلق النقيب طيار لأول مرة محلقاً بطائرته التي استقلها فوق سيناءالمحتلة حيث أطلق صواريخ طائرته مفجرًا رادار ومركز قيادة صورايخ الهوك اليهودية للدفاع الجوي المحيطة بالمطار لحرمان العدو الإسرائيلي من استخدامها ضد قواتنا الجوية طيلة فترة الحرب وستكمل باقي التشكيل عملية ضرب وتدمير مطار المليز، وبعد ذلك قام النقيب طيار بعمل دورتين كاملتين للتأكد من تدمير الهدف المنوط به، وحتى لا يترك أي فرصة لاستخدام تلك البطاريات ضد الطائرات المصرية. قالوا عنه في إسرائيل قال أحد الجنود الإسرائيليين الذين شهدوا اللحظات الأخيرة فى حياة الشهيد "عاطف السادات" ، ويدعى "بن شتاين"، في تمام الساعة الثانية والربع ظهرا فوجئنا بطائرتين مصريتين حربيتين ربما سوخوي أو ميج فالطيار الأول أخذ يدمر ممرات المطار ويطلق صواريخه على حظائر الطائرات، أما الطيار الثاني فأخذ يصوب صواريخه على صواريخ الدفاع الجوي سكاي هوك التي شلت تماما. وتابع شتاين ، أتم الطيار الأول مهمته وانسحب على الفور أما الطيار الثاني لم ينسحب لصعوبة مهمته ،ولأننا في إسرائيل مدربين على كافة أنواع الأسلحة صعدت مع زميل لي علي مدفع أوتوماتيكي مضاد للطائرات لإرغامه للعلو بطائرته إلى المدى الذي يمكن لصواريخنا المتبقية إصابته قبل أن يجهز عليها، وإذا بهذا الطيار المصري يطير باتجاهنا وجها لوجه ويطلق علينا رصاصات من مدفع طائرته أصابت زميلي إصابات بالغة لكن ما أدهشني قدرته غير العادية على المناورة وتلافي رصاصات مدفعنا. تكريمه حصل البطل عاطف السادات على نجمة سيناء عندما أقيم الاحتفال بتكريم أبطال أكتوبر في مجلس الشعب، و تسلم الرئيس أنور السادات وسام نجمة سيناء تكريما لاسم شقيقه البطل وقام بتسليمه الوسام وزير الحربية احمد إسماعيل على. وتم إطلاق اسمه على مسجد وجمعية خيرية في شارع طومانباي بحي الزيتون بالقاهرة .