أكد عدد من الخبراء فى مجال الموارد المائية والرى، أن تقرير برنامج الأممالمتحدة الإنمائى عن نفاذ المياه المتجددة فى العديد من الدول العربية يشير بالفعل إلى أن هناك ندرة فى المياه ستعانى منها الدول العربية وذلك بسبب التغيرات المناخية وقلة الأمطار نتيجة الاحتباس الحرارى، مما سيتسبب فى حدوث أزمة نقص فى المياه. وأشاروا فى تصريحات خاصة ل"بوابة الوفد"، إلى أنه لابد من اتخاذ حلول عاجلة لمواجهة تلك الأزمة منها ترشيد استهلاك المياه، والبحث عن مصادر مائية جديدة سواء بإعادة الاستخدام أو التحلية. وقد كشف تقرير برنامج الأممالمتحدة الانمائى، أن المياه المتجددة أوشكت على النفاذ فى العديد من الدول العربية، وأن إمدادات المياه فى الدول العربية ستصل فى عام 2025 م إلى 15 % مما كانت عليه عام 1960، بسبب تغيرات المناخ والنمو السكانى والاقتصادى. وفى هذا الصدد، علق الدكتور مغاورى شحاتة، خبير المياه الدولى ومستشار وزير الرى الأسبق، على التقرير الذى أصدره برنامج الأممالمتحدة الإنمائى بشأن نفاذ المياه المتجددة فى العديد من الدول العربية بحلول عام 2025 م ، قائلا: "هناك بالفعل أزمة نقص المياه نتيجة التغير المناخى". وأضاف شحاتة، فى تصريحات خاصة "لبوابة الوفد"، أن بعض خبراء المياه يتوقعون أنه بنسبة 70 % ستقل كمية المياة المتجددة بسبب قلة الأمطار والعوامل المناخية، ومنهم من توقع زيادة كمية المياه بنسبة 30% وهذا يعد احتمال ضعيف، لافتا إلى أن قلة مياه الأمطار ستتسبب فى انخفاض منسوب مياه النيل على مدار العام. وذكر خبير المياه الدولى ومستشار وزير الرى الاسبق، أن نقص المياه سيكون له آثار سلبية منها نقص الإنتاج الغذائى وزيادة الشح المائى وزيادة معدلات التلوث، مشيرا إلى أنه لابد من وضع حلول لمواجهة هذه الأزمة مثل ترشيد الاستهلاك ومعدلات الرى، وتقليل الفاقد من شبكات المياة بنسبة 35% ، فضلا عن إصدار قوانين تنظم تلك العملية . وأكد الدكتور نادر نور الدين، أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، أن المناطق العربية ستعانى من نفاذ المياة المتجددة بالفعل، نظرا لان الاحتباس الحرارى سيزيد على دول الشرق الاوسط ، فضلا عن التغيرات المناخية ، مشيرا إلى أن الدول العربية قد دخلت فى عصر ندرة المياة . ورأى نور الدين، أن نقص المياه ليس له حلولا تتمثل في التوسع فى عملية تدوير وإعادة استخدام مياة الصرف الصحى التى تمثل حوالى 6 مليار متر مكعب من خلال استخدام تقنيات يتم المعالجة بها كما يحدث فى ألمانيا ، وترشيد الاستهلاك المياه . وبدوره ، أعرب الدكتور محمد نصر الدين علام، وزير الموارد المائية والرى الاسبق، عن استغرابه من تقرير برنامج الاممالمتحدة الانمائى، مشيرا إلى أن المياة المتجددة لا تنفذ، ولكن لابد من أن يؤخذ في الاعتبار، نظرا لطبيعة التغيرات المناخية التى تؤثر على موارد الدول العربية مما تتسب فى ندرة المياة . وأشار نصر الدين علام ، إلى أن المياة المتجددة تتمثل فى السيول والامطار التى تدفق على نهر النيل، ولكن طبيعة التغيرات المناخية ستؤثر على كمية الامطار على حد قوله. واختتم نصر الدين، حديثه قائلا "الدول العربية أفقر منطقة فى المياه على مستوى العالم، ومعظم الغذاء يتم استيراده من الخارج، الوطن العربى يعانى من أزمة حقيقة، ولابد من إتخاذ الاجراءات لمنع تعديات الدول على الانهار مثل "سد النهضة الاثيوبى" والبحث عن مصادر مائية جديدة سواء بإعادة الاستخدام أو التحلية .