لم تعد مصر بسماحة وجمال وجهها وعظمة رجالها وحضارتها واستقرارها هي مصر التي بخاطري.. كنا قبل ثورة يناير نباهي عواصم العالم وبالسلم والأمان فكانت نساؤها وأطفالها يجوبون الشوارع والضواحي والحارات في رعاية أهل الديار.. كان لدينا أعظم الدساتير وأعدل القوانين وكان لدينا مفكرون وفنانون قادوا مصر إلي العالمية وماذا نحن عليه اليوم؟ ثورة بيضاء هزت العالم: فركبها واشتراها الهكسوس بأموال مغسولة وهبات مغرضة ليفسدوا العقول ويشتروا الذمم والبطون بمعسول الكلام ليجسلوا علي الكراسي التي جلس عليها أفضل الرجال وأسياد البلاد من سلالة الأجداد القدماء ويمتهنون ويهينون الأديان ويقسمون البلاد إلي شظايا وقد جاء بالقرآن الكريم «لكم دينكم ولي دين» ولم يقل لكم كفركم ولي إيمان، وقد ظنوا أنهم ملكوا الزمام واشتروا الشعب ببضعة دنانير وأماني لن يستطيعوا تحقيقها وفرض نمط للحياة غير مألوف وكأنهم أنصاف الله وعندما استيقظ الشعب وجد نفسه في إيسار الجهلاء، أني أحترم فكركم السلفي المعتدل ولكني لا أحترم قالاتكم واحتقاركم للآخر، مصر الحرة تحت سيطرة ذوي الجلاليب وذقون غير مهندمة وسنح مكشرة ويدعون الإيمان وإصلاح الكون وهم عنه بعيدون.. كفاية كده.. ولكني أقول لهم ان اللعبة لم تتم بعد وان الزمن ليس في صالحهم وأن الثورات الدموية قادمة فأنتم كالهكسوس والرومان والفرس الذين طردوا من البلاد شر طرد، وإن كان اليوم يومكم ولكن الغد سيكون مثواكم، والله في عون مصر علي أيادكم الملطخة بدماء شباب الثورة والآن تعالوا نضحك معا بلاهم أو غمم. يقولون وأقوال زعمائهم كثر وكفر مغلفة بالا منطق بل تثير الضحك والسخرية يصاحب هذا سيل من النكات والفكاهات لك: بعضها .. ان السكرتيرة يجب ان تصحب معها محرما إذا ما دخلت علي رئيسها أي لا ثقة فيها وأن الحكومة أغلقت مصانع إنتاج شفيرات الحلاقة لان كل المصريين سوف يطلقون ذقونهم، وأن الأقباط ليس من حقهم تولي المناصب القيادية، ناهيك عن رياسة الجمهورية أي الوزارات وكأنهم وباء في البلاد التي هي بلادهم وأسيادهن.. إن نساء مصر غير المحجبات أو منقبات هن علي سفورهن لهن كل الحرية والحرمة مثل نسائكم وأنهن سيحرمن من ارتياد الكنائس والأديرة وهي أماكن لعبادة الله مثل الجوامع وأن حقوق الإنسان ال 19 هي رجم من أعمال الشيطان وإن الديمقراطية التي أنتم بها أتيتم للحكم لهي كفر وبهتان، والليبرالية رجس من عمل الشيطان. وأنهم سيضربون الأرض فتنضح بالذهب وأن الله سوف يعوضهم عن صناعة السياحة، بل ذهب البعض قائلين: انهم يرحبون بالسواح ليبشرون بافكارهم وأن السائح إذا ما أراد شرب الخمر ففي غرفته يعني نؤدبه والفصل التام بين الطلبة من الجنسين أو الاستحمام الجماعي علي الشواطئ بالمايوهات فعلا حاجة تضحك.. فكر في الجنس وتبعاته وكأن نصف البشر السلفي هو الكيان المعترف أما العلوي فتفاهات ويسترسل الشعب المصري ليسلي نفسه بالنكات والفكاهات فهذا فكرهم وهم أحرار أما عن العلوم والثقافات والاقتصاد والاستثمار والتصنيع والميزانيات والبورصات والسياسات الخارجية وصناعة الأدوية.. إلخ من المعالم العالمية في إدارة كيان الدول والبشر فخليها علي الله.. لكي الله يا مصر. -------- عضو الهيئة العليا