ليت كل الإعلاميين والصحفيين التليفزيونيين الذين يبحثون عن سبق صحفي.. أو كل ما هو مثير للجدل أو الشجار أو التراشقات أن يراجعوا أنفسه قبل أن يتحفونا.. بهذه الوجوه المصمطة، والشعور المشعثة، والعقول المنغلقة، والنفوس المريضة، البعيدة عن العصر والحياة، قبل استضافتهم.. وإعطائهم صك الشرعية. لقد انفتحت علينا في منازلنا عن طريق الإعلام الحكومي والحر، ماسورة من البذاءة اللفظية والفكرية.. تهين المرأة المصرية وتهين الأخوة المصريين الأقباط، وتهين الحضارة المصرية القديمة، ووصلت أيقونة الشعب المصري نجيب محفوظ.. إنها دعوات فاشية عنصرية تتخفي وتتدثر بالدين من أجل السيطرة علي المجتمع والعودة للوراء.. إنها دعوات مدفوعة الثمن من كارهي مصر وكارهي حضارتها وكتابها وفنانيها.. إنها دعوة لخنق ووأد روح مصر العصرية الوثابة إلي الأمام رغم كل ظروفها الصعبة والقاسية. إنها ليست دعوة إسلامية، فالمصريون مسلمون وموحدون بالله.. بل ويمارسون الدين في أعظم وأجل صوره دون جعجعة أو مظهرية كدابة تتخفي وراءها شرور وآثام وأغراض سياسية. لقد أصبح الإعلام شريكاً أصيلاً في الترويج لهم ولأفكارهم العفنة المتطرفة فما من قناة إلا وتستضيفهم في أهم برامجها الليلية.. تحت دعوي المناقشة أو معرفة الآراء.. وهي في الحقيقة انتهازية إعلامية تبحث عما يجلب الفرجة أو المشاهدة الأعلى وبالتالي الإعلانات الأعلى.. لقد صنعت برامج التوك شو في هذه القنوات نجوماً ممن يطلق عليهم المعتدلون!! ولكنهم في الحقيقة.. كلهم وجميعهم مشتركون في فكر واحد ورؤية واحدة.. وإن كان بعضهم في عجالة من أمره والبعض الآخر يتروي حتي اللحظة المناسبة. إن للإعلام مسئولية تجاه الوطن فاحرصوا عليها ولا تحرقوا الوطن. يقول چيفارا المناضل العظيم (ماذا يفيد المجتمع إذا ربح الأموال وخسر الإنسان). (إن آفة حارتنا النسيان) مأثورة من مآثر نجيب محفوظ الكثيرة التي تتضمنها أعماله.. والحقيقة أنها جملة صحيحة، فنحن ننسي وننسي وننسي، إلا هو؟ فنحن لا ننساه أبداً.. فهو الأديب المصري العالمي الكبير.. وهو المصري في أنقي وأعظم صورة.. إنه الموهبة الكبيرة جداً التي رعاها واحترمها.. والاجتهاد الصادم الذي التزم به في كل حياته، والتواضع الجم مع شعب مصر من البسطاء.. والاستغناء والكبرياء عن كل ما يخدش كرامته أو وطنيته أو قناعاته دون طنطنة أو عنترية أو تسجيل مواقف.. إنه نجيب محفوظ الكاتب المصري الحديث.. ولو كان في يدي لوضعت وجه نجيب محفوظ علي تمثال الكاتب المصري الفرعوني القديم، ولعممته في المدارس والقاعات والمنتديات الثقافية.