تُعد المملكة العربية السعودية من الدول الرائدة فى مجال الأعمال الإنسانية، وفى تقديم يد العون ومساعدة المحتاجين فى معظم دول العالم، إذ أرسى مؤسسها جلالة الملك «عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود» - رحمه الله - قواعد العمل الإنسانى فى المملكة، وكرست المملكة جهوداً متميزة مفعمة بالعطاء والروح الإنسانية التى تقدر وتدرك قيمة الإنسان، وهى الجهود التى لايزال يذكرها أولئك الذين لمسوها وعاشوها وخففت من آلامهم وداوت جروحهم، فى مختلف القارات خاصة فى وطننا العربى والعالم الإسلامى من خلال جهات حكومية ومؤسسات إغاثية. وانطلاقاً من هذه المكانة، تحتل المساعدات الخارجية والدعم المادى للدول الشقيقة والصديقة مكاناً بارزاً فى السياسة الخارجية للمملكة على امتداد تاريخها الحديث، وقدمت المملكة مساعدات إنسانية عبر جهات عدة أبرزها «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية» و«الصندوق السعودى للتنمية» إلى دول الأشقاء التى تشهد كوارث وحروب مثل اليمن وفلسطينوسورياوالعراق ودول أخرى، وذلك دون النظر لاعتبارات مذهبية أو دينية. اليمن.. يد تحرر.. ويد تُطعم انطلاقاً من رسالة المملكة الإنسانية كعضو فى المجتمع الدولي، فقد كانت سباقة إلى تقديم المساعدات للجمهورية اليمنية منذ عقود فى مختلف أوجه الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والصحية.. ففى ظل الأزمة التى يتعرض لها الشعب اليمني، حرصت المملكة على أن تكون أول من استجاب لنداء الأممالمتحدة العاجل لإغاثة اليمن، حيث أمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود بتقديم مبلغ 274 مليون دولار من خلال قيام مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بتقديم الغذاء والدواء والإيواء والاهتمام بالأطفال والأمهات وتأهيل المرافق الصحية لتشمل جميع محافظات اليمن وتقديم المساعدات الإنسانية للاجئين والنازحين والعالقين وتوقيع الاتفاقيات مع المنظمات الدولية والمنظمات الإنسانية لتخفيف معاناة الشعب اليمنى والسعى لتقديم أفضل الخدمات الإنسانية لهم. ومن الأمثلة على ذلك، قام مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، بالتعاون مع قوات التحالف العربى، فى يناير 2016 بعملية نوعية لكسر حصار تعز وسط اليمن، وذلك من خلال إسقاط (140) طناً من المساعدات الطبية والإغاثية على مواقع مختلفة من المحافظة، كما قام مركز الملك سلمان بتوزيع 4000 سلة غذائية على مديرية جبل حبشى التابع لمحافظة تعز وسط اليمن، وذلك من خلال ائتلاف الإغاثة الإنسانية وشركائه من الجمعيات والمؤسسات. فلسطين قدمت اللجنة السعودية لإغاثة الشعب الفلسطينى منذ عام 2005 نحو 17 مليون دولار، واستخدمت تلك الأموال لشراء ما يزيد على 14 ألف طن من المساعدات الغذائية التى استفاد منها 170 ألف شخص من المستضعفين، وكان الدعم الإغاثى السعودى ملموسا، وانعكس على الاقتصاد الفلسطينى - وفق ما أكده برنامج الغذاء العالمى - بعد أن قامت اللجنة السعودية بشراء سلع الإغاثة من السوق المحلية الفلسطينية، رغبة فى دعم ذلك الاقتصاد. كما قدمت المملكة على مر السنين الماضية دعماً قوياً لوكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) سلسلة من المساعدات السخية، عقب الاجتياح الإسرائيلى لقطاع غزة عام 2009، وأبدت المملكة روحاً إنسانية نموذجية، من خلال رغبتها الواضحة فى التخفيف من الفقر والمعاناة، والصعوبات والمحن فى أوساط الفلسطينيين، بسبب الاحتلال والحصار. 700 مليون دولار مساعدات إنسانية لسوريا قدمت المملكة، من خلال «الحملة الشعبية لنصرة الأشقاء فى سوريا»، التى انطلقت فى 2012 وتُعد من أوائل الحملات الإغاثية منذ بداية الأزمة السورية، مساعدات للشعب السورى عبر عدد من البرامج، نفذتها لهم فى الداخل السورى والأردن، ولبنان، وتركيا، وعدد من دول الجوار، وبلغت قيمة المساعدات الإنسانية التى قدمتها المملكة للأشقاء السوريين نحو 700 مليون دولار، وذلك حسب إحصائيات المؤتمر الدولى الثالث للمانحين. كما أصدر الملك عبدالله بن عبدالعزيز - رحمه الله - مرسوماً ملكياً فى 2012 بقبول الطلبة السوريين الزائرين للمملكة فى مدارس التعليم العام، التى احتضنت ما يزيد على 100 ألف طالب سورى على مقاعد الدراسة المجانية، ولم تقتصر جهود المملكة على استقبال واستضافة الاشقاء السوريين بعد مأساتهم الإنسانية فى بلدهم، بل شملت أيضا دعم ورعاية الملايين من السوريين اللاجئين إلى الدول المجاورة لوطنهم وغيرها من الدول. 315 طناً مساعدات غذائية للنازحين فى العراق فى يونيه 2016، قام مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بتوزيع 315 طنا من المساعدات التى وجه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بتقديمها إلى الأشقاء فى العراق. وأكد الدكتور عبدالله الربيعة - المستشار فى الديوان الملكى المشرف العام على المركز- أن المساعدات تقدم للمحتاجين وفق مبادئ العمل الإنسانى دون أى تمييز. كما قدمت المملكة مساعدات إنسانية وغذائية للنازحين فى محافظة الأنبار غرب العراق، والذين فروا من المناطق الخاضعة لسيطرة تنظيم «داعش» الإرهابى. الشعب السعودى يمد يد العون لشعوب الصومال والهند ولم تقتصر جهود المملكة على تقديم مساعدات لدول عربية فى محيطها الإقليمي، بل امتدت لتشمل دولا أخرى تعانى من الصراعات والكوارث الطبيعية فى إفريقيا وآسيا، وتأتى على رأسها دولة الصومال، حيث نظمت المملكة حكومة وشعبا فى مارس 2016 حملة لإغاثة شعب «أرض الصومال» تحت شعار «لبيك شقيقى»، من أجل مواجهة موجات الجفاف التى ضربت مناطق شاسعة منها. وشملت الحملة توزيع 25 سلة غذائية على النازحين والمتضررين من الجفاف. وأكد «على العثمان» سفير المملكة العربية السعودية لدى كينيا والقائم بأعمال سفارة دولة الصومال أن هذا الدعم يأتى أيضا فى سياق الجهود الإنسانية للمملكة وبتوجيه من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لخدمة المنكوبين فى كل مكان. وعقب الزلزال المدمر الذى وقع فى المحيط الهندى فى أواخر عام 2004 وتسبب فى توليد موجة تسونامى راح ضحيتها ما يقارب من 300 ألف شخص فى دول جنوب وشرق آسيا، سارعت المملكة إلى الاستجابة الفورية لتقديم الإغاثة العاجلة والمطلوبة، وتم على الفور تسيير جسر جوى للدول المنكوبة «إندونيسيا وسريلانكا والمالديف وتايلاند» دون تفريق بين دولة وأخرى، إذ ان المصاب الجلل هز الإنسانية جمعاء. وقد رافق ذلك الجسر الجوى جولات وزيارات للمسئولين السعوديين الذين تفقدوا خلالها الأوضاع ووقفوا على تقييم المساعدات المناسبة لكل منطقة. وبلغ إجمالى المساعدات 30 مليون دولار من الحكومة السعودية بتوجيه كريم من خادم الحرمين الشريفين اضافة إلى تبرعات المواطنين.