اعتبر عدد من المحللين اليوم الثلاثاء أن رفض موسكو إدانة سوريا في الأممالمتحدة بسبب قمع نظامها الدامي لحركة الاحتجاج الشعبي، زاد تشددا مع التظاهرات التي شهدتها موسكو السبت احتجاجا على حكم فلاديمير بوتين، المعارض من حيث المبدا لتغيير الأنظمة. وتحول روسيا منذ اسابيع دون صدور قرار في مجلس الامن يدين القمع الدامي الذي تمارسه دمشق منذ مارس الماضي ضد حركة الاحتجاج الشعبي والذي ارتفعت حصيلته الى خمسة الاف قتيل على الاقل وفقا للامم المتحدة. وقد دعا ذلك المانيا وفرنسا الى التنديد من جديد امس الاثنين بالنظام السوري، حيث اعتبرت باريس ان "صمت" الاممالمتحدة "فضيحة"، فيما اعتبرت برلين انه "من الضروري على الدول في مجلس الامن التي ما زالت مترددة ان تغير رايها. ولم تتاخر روسيا في الرد اليوم الثلاثاء مؤكدة عدم تغير موقفها منذ الفيتو المزدوج الروسي الصيني في اكتوبر الماضي. وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في تصريحات نقلها التلفزيون الروسي الثلاثاء "ان الذين يرفضون ممارسة الضغوط على الجانب المتطرف والمسلح في المعارضة (في سوريا) هم انفسهم الذين يتهموننا بعرقلة عمل مجلس الامن الدولي. اعتبر ان هذا الموقف لا اخلاقي. واضاف "ان شركاءنا لا يريدون ادانة اعمال العنف التي تقوم بها المجموعات المسلحة المتطرفة ضد السلطات الشرعية" في سوريا معتبرا ان المعارضين "يريدون التسبب في كارثة انسانية لفتح الطريق امام تدخل اجنبي في النزاع. واعتبر ايضا قرار الولاياتالمتحدة ودول اوروبية فرض عقوبات على دمشق "سيئا" لان "عواقبه سلبية على الشعب. واتهم في هذا الاطار المعارضين بمهاجمة "حواجز الشرطة والادارات العامة والمؤسسات التعليمية والمستشفيات" في حمص (غرب) دون ان يتطرق الى التجاوزات التي يرتكبها الموالون لنظام بشار الاسد. وعلى الاثر حضت الولاياتالمتحدةموسكو على الانضمام الى التحرك في مجلس الامن الدولي حيال الوضع في سوريا. وقالت فكتوريا نولاند المتحدثة باسم الخارجية الاميركية "نجدد دعوة جميع شركائنا داخل مجلس الامن الى اتخاذ اجراءات والتحدث باسم الابرياء في سوريا وهذه الدعوة تشمل روسيا. ويري فيدور لوكيانوف رئيس تحرير مجلة "روسيا في السياسة الدولية" انه موقف تقليدي لموسكو. وقال ان "روسيا تعارض من حيث المبدا تغيير الانظمة في الخارج وهو اسلوب غربي واميركي. نحن تقليديا ضد التدخل في الشؤون الداخلية. يضاف الى ذلك مصالح موسكو في سوريا حليفتها منذ عهد الاتحاد السوفياتي حيث توجد قاعدة بحرية روسية في طرطوس كما ان دمشق من اكبر مشتريي الاسلحة الروسية الصنع.