ما من مرة ذهبت فيها إلي القاهرة إلا وقمت بزيارة الزعيم فؤاد سراج الدين فى منزله، وكعادتي توجهت إليه لأستزيد من حكمته وأستمع إلي حديثه الشيق الممتع، فوجدته جالساً وأمامه مجموعة من الصحف اليومية والأسبوعية وصافحته وجلست، وبابتسامته المعهودة ابتدأت بالحديث عن أهل شمال سيناء، والسؤال عن أحوالهم، ثم قال لا يوجد بصحف اليوم هجوم علينا علي غير العادة، هو إحنا مش لسه موجودين واللا إيه؟ لم أستوعب ما يقصده الزعيم، وقلت له: نعم يا باشا، فشرح لي ما يقصده، وقال: إن الهجوم معناه الوجود، ولا تنزعج من الهجوم عليك والشجرة المثمرة هي التى تقذف بالحجارة. أكتب هذا من الهجوم الذي دأب بعض الصحفيين علي شنِّه علي الوفد وقياداته، فكلما أمسكت جريدة تجد فيها علي الوفد هجوماً، لدرجة أن جريدة كتبت منذ أيام علي لسان أحد قادة الأحزاب بمناسبة الانتخابات في المرحلة الأولي، أن الأحزاب القائمة تراجعت بما فيها الوفد الذي له مواقف ساند فيها الحزب الوطني، الأمر الذي جعلني أترك الصحيفة وأسترجع الذاكرة إلي الوراء متسائلاً: متي وقف حزب الوفد مسانداً الحزب الوطني؟ ثم تساءلت كيف يستبيح هؤلاء لأنفسهم التجني بهذه الصورة وبمثل هذا الإسفاف؟ ماذا يريد هؤلاء من الوفد، وهل هم خائفون عليه أم أنهم مكلومون بما يتمتع به الوفد من تواجد علي الساحة الشعبية والسياسية والعالمية؟ إن الوفد بتراثه الضخم وتاريخه المجيد المشرف يلقي بكل هجوم عليه وراء ظهره، ولا يلتفت إليه، ولا يضيع الوقت في الرد، بل يمضي في طريقه لإرساء ثوابته التاريخية التي يشهد العالم كله أنه لم يحد عنها لحظة ولم يبتعد قيد أنملة عن إرساء قواعدها للأجيال المقبلة. أيها الوفديون، وأخاطب شباب الوفد بالذات، لا تلقوا بالاً لما يتعرض له الوفد من هجوم، فهكذا الوفد علي مر التاريخ كان ولايزال هدفاً لسهام مغرضة طاشت جميعها وارتدت إلي صدور أصحابها، وسيروا علي بركة الله تحت قيادة قيادتنا الحكيمة والله أكبر وتحيا مصر. ويحيا الوفد. أمين القصاص رئيس لجنة الوفد العامة بشمال سيناء وعضو الهيئة العليا