«هنصحى بدري ولا متأخر؟».. سؤال حير المواطنين مع تغيير توقيت الساعة    هل تتغير الساعة تلقائي في الهاتف مع بدء التوقيت الصيفي؟    عاجل - قوات الاحتلال تقتحم نابلس الفلسطينية    صلاح: على جوميز عدم التأليف أمام دريمز.. وهذا هو أفضل تشكيل للزمالك    لقاء محتمل بين الأهلي والزمالك في أفريقيا هذا العام.. تفاصيل    مصر تضمن لقبي بطولة الجونة للاسكواش للرجال والسيدات بعد تأهل 4 للاعبين للنهائي    النيابة تقرر حبس المتهم في واقعة إنهاء حياة «طفل» شبرا الخيمة    انكسار الموجة الحارة.. الأرصاد تتوقع انخفاض درجات الحرارة اليوم الجمعة    حظك اليوم برج الدلو الجمعة 26-4-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    حفل افتتاح الإسكندرية للفيلم القصير يحتفي بالدورة العاشرة    كريم فهمي يروج لفيلم «السرب»: انتظرونا 1 مايو    «الإفتاء» تعلن موعد صلاة الفجر بعد تغيير التوقيت الصيفي    أذكار وأدعية ليلة الجمعة.. اللهم اجعل القرآن ربيع قلوبنا    جدعنة أهالي «المنيا» تنقذ «محمود» من خسارة شقى عمره: 8 سنين تعب    ناقد رياضي: الزمالك فرط في الفوز على دريمز الغاني    طارق السيد: ملف بوطيب كارثة داخل الزمالك.. وواثق في قدرات اللاعبين أمام دريمز    رئيس لجنة الخطة بالبرلمان: الموازنة الجديدة لمصر تُدعم مسار التنمية ومؤشرات إيجابية لإدارة الدين    إعلان نتيجة مسابقة المعلمة القدوة بمنطقة الإسكندرية الأزهرية    الحوثيون يستهدفون سفينة في خليج عدن ويطلقون صواريخ مجنحة على أهداف في إيلات    هيئة الغذاء والدواء بالمملكة: إلزام منتجات سعودية بهذا الاسم    لطفي لبيب ل صدى البلد: برتاح على سيرة أشرف عبد الغفور    إصابة 8 أشخاص في تصادم 3 سيارات فوق كوبري المندرة بأسيوط    عاجل.. رمضان صبحي يفجر مفاجأة عن عودته إلى منتخب مصر    أبرزها الاغتسال والتطيب.. سنن مستحبة يوم الجمعة (تعرف عليها)    أمريكا تستعد للإعلان عن عقود أسلحة بقيمة 6 مليارات دولار لأوكرانيا    بشرى سارة للموظفين.. عدد أيام إجازة شم النسيم بعد قرار ترحيل موعد عيد العمال رسميًا    "أكسيوس": مباحثات سرية بين مصر والاحتلال لمناقشة خطة غزو رفح    ليلى زاهر: جالي تهديدات بسبب دوري في «أعلى نسبة مشاهدة» (فيديو)    «زي النهارده».. استقالة الشيخ محمد الأحمدي الظواهري من مشيخة الأزهر 26 أبريل 1935    نقابة محاميين شمال أسيوط تدين مقتل اثنين من أبنائها    يونيو المقبل.. 21364 دارسًا يؤدون اختبارات نهاية المستوى برواق العلوم الشرعية والعربية بالجامع الأزهر    رمضان صبحي يحسم الجدل بشأن تقديم اعتذار ل الأهلي    الزراعة: منافذ الوزارة تطرح السلع بأسعار أقل من السوق 30%    أحمد كشك: اشتغلت 12 سنة في المسرح قبل شهرتي دراميا    عاجل - محمد موسى يهاجم "الموسيقيين" بسبب بيكا وشاكوش (فيديو)    "حزب الله" يعلن ضرب قافلة إسرائيلية في كمين مركب    ذكري تحرير سيناء..برلماني : بطولات سطرها شهدائنا وإعمار بإرادة المصريين    عيار 21 يسجل هذا الرقم.. أسعار الذهب اليوم الجمعة 26 أبريل بالصاغة بعد آخر انخفاض    مواقيت الصلاة بالتوقيت الصيفي .. في القاهرة والإسكندرية وباقي محافظات مصر    عاجل - تطورات جديدة في بلاغ اتهام بيكا وشاكوش بالتحريض على الفسق والفجور (فيديو)    أنغام تبدأ حفل عيد تحرير سيناء بأغنية «بلدي التاريخ»    هل العمل في بيع مستحضرات التجميل والميك آب حرام؟.. الإفتاء تحسم الجدل    القومي للأجور: قرار الحد الأدنى سيطبق على 95% من المنشآت في مصر    رضا عبدالعال: إخفاء الكرات بمباراة القمة كان في صالح الأهلي    فيديو جراف| 42 عامًا على تحرير سيناء.. ملحمة العبور والتنمية على أرض الفيروز    قيادي بفتح: عدد شهداء العدوان على غزة يتراوح بين 50 إلى 60 ألفا    المحكمة العليا الأمريكية قد تمدد تعليق محاكمة ترامب    استشاري: رش المخدرات بالكتامين يتلف خلايا المخ والأعصاب    الأقصر.. ضبط عاطل هارب من تنفيذ 35 سنة سجنًا في 19 قضية تبديد    حكايات..«جوناثان» أقدم سلحفاة في العالم وسر فقدانها حاستي الشم والنظر    السعودية توجه نداء عاجلا للراغبين في أداء فريضة الحج.. ماذا قالت؟    أنغام باحتفالية مجلس القبائل: كل سنة وأحنا احرار بفضل القيادة العظيمة الرئيس السيسى    «اللهم بشرى تشبه الغيث وسعادة تملأ القلب».. أفضل دعاء يوم الجمعة    عاجل - "التنمية المحلية" تعلن موعد البت في طلبات التصالح على مخالفات البناء    رئيس الشيوخ العربية: السيسي نجح في تغيير جذري لسيناء بالتنمية الشاملة وانتهاء العزلة    مواطنون: التأمين الصحي حقق «طفرة».. الجراحات أسرع والخدمات فندقية    يقتل طفلًا كل دقيقتين.. «الصحة» تُحذر من مرض خطير    قبل تطبيق التوقيت الصيفي، وزارة الصحة تنصح بتجنب شرب المنبهات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الوفد تخترق عالم الكيف

دعانى أحد الأشخاص إلى حضور فرح فى منطقة شعبية، وهى بولاق الدكرور بالجيزة ووجدتها فرصة لمعرفة ما يدور فى هذه الأفراح، وأتحقق مما سمعته من قبل عن انتشار المخدرات فى هذه الأفراح، وما نشاهده فى الأفلام والمسلسلات.
وفى يوم الزفاف ذهبت لتلبية الدعوة فى نحو التاسعة مساء، وكان فى انتظارى صاحب الدعوة وجلست معه على ترابيزة واحدة وبدأ المعازيم يتوافدون جماعات، وكان فى استقبالهم صاحب الفرح يربح بالجميع ويحيى كل من حضر بشدة وحرارة.
وفى أقل من دقائق يتم تقديم الضيافة لهم وكانت المفاجأة أن واجب الضيافة عبارة عن طبق فاكهة وطبق آخر به «صباع حشيش» أو أكثر إضافة إلى زجاجات البيرة وشريط برشام، حسب طلب الضيوف.
وجلس الجميع يتناولون الحشيش فى كل ركن من أركان المكان.
رائحة الحشيش يشمها القريب والبعيد ولا تخلو أى ترابيزة من الشيشة وزجاجات البيرة يقدمها صاحب الفرح لهم.. لم أحضر فى حياتى فرحاً بمثل هذه الصورة من قبل.
ووجدت الشخص الذى يجلس بجوارى يأخذ صباع الحشيش ويلف منه سجائر، قلت له بصوت منخفض: ماذا تفعل؟ قال لى: زى ما إنت شايف ده فرح ولازم نعمل دماغ.
قلت له: إحنا فى مصر! فين الحكومة؟ قال لى: شىء طبيعى إنت مش متعود على كدة فى الأفراح كل شىء مباح، قلت له: لكن هذا الإسراف والبذخ مكلف لصاحب الفرح، قال: هو بيعمل كدة لأنه واجب عليه وجميل بيرده للمعازيم لأنه بيلم منهم نقوط وقد سبق له أن ذهب إلى أفراحهم وقدموا له نفس التحية المخدرات والبيرة وهو بيلم قد تمن الحشيش والبيرة عدة مرات.
فالنقوط الواحد يمكن أن يصل ل500 جنيه أو أكثر، فقلت له: هل تعرف صاحب الفرح، قال: نعم نحن على علاقة قوية ببعض، قلت له وكيف وفر هذه الكميات من الحشيش للضيوف، وكشف لى أنه شارك صاحب الفرح فى شراء وتجهيز الحشيش للفرح منذ يومين وقال كلفنى صاحب الفرح بشراء الحشيش، وكنت باعرف تاجر فى المنطقة اتفقت معه على الكمية وثمنها 3000 جنيه وتسلمت منه الكمية المطلوبة، حسب حاجة صاحب الفرح.
وعقب ذلك سلمتها لصاحب الفرح، وقبل الفرح قمنا بتقسيم الكمية إلى قطع صغيرة وتغليفها فى شكل جيد حتى يتم تقديمها للمعازيم.. وهذا الأمر تم فى سرية تامة وبدون معرفة أحد سوى أبناء صاحب الفرح والمقربين منه.
وكشف لى أن الحشيش والترامادول هما الأكثر انتشارًا فى الأفراح، لأن السعر معقول.. فصباع الحشيش سعره نحو 100 جنيه ولو مفيش حشيش ولا برشام فى الأفراح محدش هيحضر وده بيحصل فى كل الأفراح فى المناطق الشعبية فى مصر.
وانصرفت فى نحو الساعة الثانية عشرة بعد منتصف الليل وتركت المعازيم وصاحب الفرح فى حالة من المرح لا تسمع سوى الضحك بصوت عال والترابيزات قد امتلأت بالحشيش وزجاجات البيرة الفارغة.. وصاحب الدعوة يقدم التحية لكل من يطلب المزيد.. وقد تأكدت من أن غالبية الأفراح الشعبية فى مصر حشيش وبرشام وبيرة.
«صباع الحشيش» ب100 جنيه وشريط «الترامادول» ب30 جنيهاً وباكتة البانجو ب20 جنيهاً
عمال الورش والشباب.. أكثر الزبائن
لم يكن الوصول والبحث عن تجار المخدرات وأصحاب الكيف سهلاً.. بل وهو طريق محفوف بالمخاطر ويحتاج إلى مثابرة وقلب جسور لا يعرف للخوف طريقاً، وقد استغرقت رحلة البحث عن ذلك معى أياماً حتى أرصد الطريق إلى الإدمان وأصل إلى من يثق فى التعامل معى.. وكانت البداية فى عدة مناطق شعبية تعرف بانتشار تجار المخدرات.
بداية رحلة البحث عن المخدرات كانت فى منطقة الدرب الأحمر والباطنية وهى منطقة ذات شهرة تاريخية ومعروفة برواج التجارة فى المخدرات وتضم كثيراً من الحوارى التى يسكنها أباطرة الكار.
لم نجد الأمر صعباً فى بدايته، توجهت إلى هناك برفقة شخص أعرفه وتجولنا فى المنطقة وجلسنا على مقهى، قلت له: عاوز أعمل تحقيقاً عن المخدرات، قال: الأمر سهل بعد الثورة المنطقة تعانى من كثرة الخناقات والبلطجة.. وانتشار المخدرات هو السبب قلت له هل تنتشر المخدرات بكثرة؟ قال فى كل مكان تباع ليلاً ونهاراً فى نواصى الشوارع والحارات.
وكشف لى أن تجارة المخدرات تنتشر بكثافة بين الشباب وعمال الورش الموجودة فى المنطقة والأطفال حديثى السن.. ونشاطهم يبدأ ليلاً عقب صلاة العشاء وهم معروفون فى المنطقة فقلت له: أريد أن أشترى من أحدهم مخدرات. فقال لى: عاوز حشيش ولا برشام؟ قلت له الاثنين معاً قال اللى انت عاوزه، قلت له السعر المطلوب كم؟ قال صباع الحشيش ب100 جنيه وشريط البرشام ب30 جنيهاً وسيبنى يوم حتى اتفق مع أحد التجار فى المنطقة ونلتقى غداً فى الساعة التاسعة مساء فى نفس المكان، وانصرفت وفى اليوم التالى انتظرته على نفس المقهى فى الموعد المحدد وأخذنى وتوجهنا إلى حارة تسمى درب الدليل وهى منطقة مهجورة لا يوجد بها سوى ورش النجارة، وجدت شاباً طويلاً وفى يده سيجارة وتوقفنا أمامه أخذ منا الفلوس وأعطانا البضاعة وهى عبارة عن صباع حشيش وشريط برشام، كما اتفقنا وتجولنا فى المنطقة سألته عن أكثر المناطق رواجاً فى تجارة المخدرات فقال الباطنية يوجد بها كبار التجار يسكنون فى قصور شيدوها من المهنة عبر عدة سنوات وما زالوا يشتغلون بها وساعد على ذلك الانفلات الأمنى وكلنا نعرفهم.. وما أن وصلنا إلى الباطنية وجدت المنطقة تغيرت معالمها عما كنا نراه فى الأفلام والمسلسلات التليفزيونية فقد تحولت إلى قصور وأبراج وفى أحد الشوارع توجد مساحة فضاء كبيرة قال لى: هذا المكان فى الماضى كان يقف فيه الناس طوابير ينتظرون تجار المخدرات، أما الآن فالتجار يزاولون تجارتهم فى منازلهم وفى المقاهى، وكشف لى أن أكثر يوم شهد رواجاً فى حركة البيع والشراء هو يوم السبت وهو نهاية الأسبوع للعمال فى الورش.. فاليوم التالى وهو الأحد إجازتهم الأسبوعية ويكونون صرفوا رواتبهم حيث إن معظمهم يتقاضى راتبه أسبوعياً وكل منهم يرغب فى يوم الإجازة فى عمل دماغ واللى مش معاه تمن الحشيش يشترى برشام والشرطة تعرف كل شىء عنهم، وأماكن البيع والشراء ولا تستطيع أن تفعل أى شىء ولا تستطيع دخول هذه الأماكن.
فتجار المخدرات يمتلكون المال والسلاح وكل من فى المنطقة يخاف نفوذهم وبطشهم ويعرفهم الجميع يجلسون ليلاً على المقاهى مع عمال الورش والشباب العاطل يوزعون السموم عليهم.
وفى منطقة عين شمس وبالتحديد فى منطقة مساكن عين شمس لم تختلف الصورة كثيراً.. فالمخدرات يتبادلها سائقو الميكروباص أمام الركاب. وأمام موقف المساكن يوجد كشك تباع فيه المخدرات لشخص معروف صابحه بتجارة المخدرات، وذاع صيته فى المنطقة يتردد عليه السائقون والشباب المدمن فى المنطقة ويتجمعون حوله ليلاً فى الساعات المتأخرة وينتشر الحشيش والبرشام والهيروين ويأتى الأخير فى المرتبة الثانية بسبب ارتفاع سعره فالجرام سعره 100 جنيه.
وفى منطقة بولاق الدكرور وجدنا الصورة لا تختلف فهى ذات كثافة سكانية كبيرة ومعروفة بشوارعها المزدحمة.. وكنت على موعد ما صاحب توك توك أعرفه تقابلنا وكشف لى أن المخدرات تباع علناً أمام الجميع خاصة فى شارع ناهيا وتوجد فى المنطقة على بعد 5 كيلومترات بجوار الطريق الدائرى وكر للبانجو يعرف بوكر الغانترة يتردد عليه كثيراً من أهالى بولاق وخاصة من الشباب، وقال لى: لو عاوز تروح وكر للمخدرات ممكن أوصلك، واتفقنا على أن نذهب سوياً فى اليوم التالى مقابل 50 جنيهاً أجرة التوصيل كنت فى انتظاره الساعة السابعة مساء وذهبنا.. ولم نستغرق فى الرحلة أكثر من ربع ساعة وسط الأراضى الزراعية حتى وصلنا إلى مكان الوكر فى وسط الأراضى الزراعة التى تحيط به من كل اتجاه وبينه وبين الطريق الدائرى مسافة لا تتجاوز 100 متر، وجدنا المكان خالياً سوى من بعض الأشجار قال لى سائق التوك توك لم يأت موعد العمل، وقفنا بجوار أحد المصارف حتى أذان المغرب وبدأ الشباب والكبار يتوافدون على المكان الواحد وراء الآخر حتى جاء الساعة حوالى الثامنة مساء والسماء اظلمت والمكان لا ترى فيه من بجوارك سوى بصيص من الأنوار التى تأتى من الطريق الدائرى، وفجأة وصلت إلى المكان سيارة جيب توقفت أمامنا تجمع الناس حولها فى مشهد مهيب نزل منها فى البداية شخصين يحمل كل منهم فى يده بندقية آلى وشخص ثالث قام بفتح شنطة السيارة وتحميل الأجولة.. وعلى الفور قاموا بوضع حصيرة كبيرة وعليها الأجولة، ونزل بعد ذلك المعلم ويدعى وليد ثم جلس على الأرض وسط رجاله وتم فتح الأجولة، وقام الشباب بتجهيز الشيشة له ووقف الزبائن طابوراً يتسلم منهم المعلم وليد الفلوس، ويقوم الصبيان بتسليمهم لفافة البانجو، كان مشهداً مرعباً.. فكرت وأنا أقف بجوار التوك توك مع السائق أن التقط صوراً لهم قال لى السائق لو فعلت ذلك ستكون نهايتنا، ولن يتركنا صبيان المعلم وليد أحياء.
لحظة فقال لى ولكن ممكن نشترى منهم اللى إحنا عاوزينه، قام هو أولاً بالشراء حتى يعطيهم الأمان فهو شخص معروف لهم يتردد على بعض الزبائن حيث يقوم بتوصيلهم بالتوك توك وقال لى ده هو أكل عيشى من هذا الوكر، وقال لى اطمن ثم قمت بالشراء منهم عقب ذلك، دفعت إلى الصبى 20 جنيهاً وتسلمت منه لفافة البانجو وعدت إلى التوك توك وأثناء عودتنا من الوكر شعرت بالخوف شيئاً ما ربما يتتبعنا أحد ويتم ضبطنا.. ولكن السائق قال لى الحكومة تعرف مكان الوكر ولكنها لا تستطيع مداهمته وكل أهالى ناهيا يعرفونه وأنه يتردد عليه كثيراً فى الأفراح والمناسبات حيث يطلب منه أصحاب الأفراح الذهاب معهم ويحصل فى مقابل ذلك على أجر مادى كبير أكثر من عمله بالتوك توك ليلاً ونهاراً فتوصيل الزبائن إلى الوكر يكون نظير 50 جنيهاً وهذا أجر يوم كامل فى توصيل الركاب فى شارع ناهيا أو غيره فى منطقة بولاق الدكرور.
البداية كانت سيجارة
المتعاطون يروون تجارب عالم الدخان الازرق
شباب فى مقتبل العمر.. وقعوا فى براثن الإدمان سنوات طويلة.. خسروا كل شىء.. وتدهورت صحتهم.. بدأ الطريق بسيجارة من أحد الأصدقاء والزملاء فى العمل.. ووصل إلى إدمان المخدرات بأنواعها.. الحشيش والهيروين والبانجو والترامادول.. وانتهت بدخول المصحات النفسية والبحث عن العلاج.. قصص وحكايات مختلفة رصدتها «الوفد» خلال الحديث مع المتعافين من الإدمان.
«محمد» أدمن الحشيش والبودرة 17 عاماً
تبدو عليه ملامح القوة والحماس والحيوية.. جلس يتحدث إلينا بحماس وحسرة يتذكر ما تعرض له فى حياته يندم.. يسكت فجأة، ثم يكتفى بنظراته فى محاولة لاستذكار ما عاشه من تجربة.
محمد حسن شاب، يسكن فى منطقة باب الشعرية فى العقد الثالث من العمر متزوج ولديه ولدان صغيران فى المرحلة الابتدائية يعمل سائق نقل ثقيل.. تجربته فى الإدمان عمرها 17 عامًا يقول: منذ أن كنت صغيرًا عشت وتربيت فى منطقة شعبية على القوة بجوار المنزل كل يوم وأشاهد من هو أكبر منى سنًا يشربون السجائر، وبعد ذلك عرفت إنها مخدرات، وبعد أن اشتغلت فى مهنة سائق أردت تجربة المخدرات.. كنت باشوفهم مبسوطين وبيضحكوا دائمًا بشكل هيستيرى وكان عمرى فى ذلك الوقت 15 عامًا بدأت بسيجارة حشيش والبانجو أعطاها لى زميلى وكان قرش الحشيش ب10 جنيهات نحو 4٫5 جرام والبانجو كان رخيص ب10 جنيهات وطول ما معى فلوس باعرف أجيب المخدرات من أى مكان، كنت أحصل على الحشيش من تجار المخدرات فى الباطنية وهى منطقة مجاورة لنا ليست بعيدة، كانوا يقفون فى الشوارع والحوارى وتباع علنًا وبجوارهم حراسة وهى عبارة عن كلاب بوليسية وناضورجية وبعد كدة كنت باشترى الحشيش من باب الشعرية لأنه انتشر فى كل مكان وأصبحت المخدرات تباع فى كل حارة وكل زقاق.. والشباب الآن بيقفوا بيها على النواصى والحارات بل فى أكشك السجائر تباع وبدل التاجر يوجد عشرة.
أما البانجو فكان كيف لمن ليس معه نقود لأن سعره أرخص وكنت باشتريه من الشباب فى باب الشعرية ومع مرور الوقت زاد إدمانى للحشيش عشان أشعر بالانبساط لازم أشرب سيجارة حشيش مع كوباية شاى وأصبحت معتمدًا على الحشيش ولا يفارقنى فى الشارع أو البيت ولا يفارق جيبى باستمرار، وكنت أشرب بشراسة، ثم أدمنت البراشيم وهى الترامادول وقبل ذلك الفراولة والصليبة وهذه الأنواع موجودة الآن ما عدا الترامادول الذى انتشر وأصبح أكثر من الأول والأدوية القديمة كانت أرخص وسعرها معقول وبعد سنوات بدأت الفلوس تتوفر فى يدى وأدمنت البودرة كنت باجيبها من منطقة السحر والجمال على طريق الإسماعيلية وكنت أحياناً أذهب مرتين فى اليوم كان الجرام ب100 جنيه وفى إحدى المرات اشتريت الجرام ب1200 جنيه، والفرق بينهم إن اللى سعره 1200 الجرام منه يسطل ثلاثة أشخاص، أما أبو100 جنيه الشخص عاوز مه 3 جرام عشان يتسطل.
ويتذكر محمد أول سيجارة شربها فيقول: كنت مع زملائى بنتفسح واحد منهم، قالى جرب السيجارة دى ومنذ ذلك الوقت وجدت إحساس غريب فى المخدرات وإنى بانسى كل مشاكلى فى الحياة.
وبعد أن اتصل أهله بالخط الساخن مكث فى العلاج 3 شهور، وحصل على دبلومة فى معالجة الإدمان، ويحرص على حضور ورش عمل فى جامعتى عين شمس وحلوان.
«خالد» باع عفش بيته من أجل توفير الكيف
كان كلامه قليلاً معنا وهو شاب قمحى اللون.. ممتلئ الجسم.. تشعر بالحديث معه أنه مهموم.. يخبئ بداخله قصصاً وحكايات.. لا يحب أن يبوح بها لأحد ويرى أنها ماض وفات.
قصة الشاب خالد أحمد فى الإدمان بدأت أيضاً منذ الصغر عندما كان عمره لا يتعدى ال15 عاماً. جلس خالد معنا يتحدث بصعوبة عن تجربته مع المخدرات وهو شاب متزوج منذ 4 سنوات حاصل على الابتدائية يقول: كنت باشتغل مع والدى فى محل أدوات منزلية بعد ما خرجت من المدرسة وتوفى والدى وكان لدى 11 من الإخوات بنعيش فى منطقة حدائق القبة.. وكان أخى الأكبر عنده «مسمط» فى منطقة إمبابة وبدأت أعمل معه، وكان عمرى فى ذلك الوقت 13 سنة، وتعلمت حتى أصبحت صنايعى، يوميتى 100 جنيه وكان عمرى 14 سنة، ،وبدأت مع الشغل أشرب سيجارة عادية كل فين وفين، وكان ابن خالتى صنايعى كنا بنشترى مع بعض سيجارة حشيش وفى أحد الأيام كنت مروح من الشغل صدمتنى سيارة وبدأ ظهرى يتعبنى ويؤلمنى جلست أياماً فى المنزل بدون عمل، ثم عدت للشغل وما زال ظهرى تاعبنى وكان يوجد صيدلى صاحب أخى الكبير بيجيبله ترامادول وفى البداية كنت مش عارفه وكان بيوزع على أصحاب المحلات فى المنطقة كلها وفى مرة قلت له ظهرى تاعبنى مش عارف اشتغل كويس أعطانى حباية ترامادول، شعرت بعدها بالقوة والقدرة على العمل والنشاط طوال اليوم، وكنت باشرب حشيش وإخواتى كلهم بيشربوا وجربت الحشيش مع الترامادول لقيته بيعمل دماغ حلوة ويعطينى قوة تحمل 15 ساعة متواصلة وأحياناً كنت باطبق يومين فى الشغل وباشتغل قدام النار.. وبدأت العملية تتطور معى إلى شريط ترامادول كان ب15 جنيهاً، والحشيش ربع الوقية ب100 جنيه كان بياخد يومين معايا حتى وصلت مرحلة الإدمان وكان دخلى 100 جنيه لا يكفى المخدرات.. بدأت أسرق من فلوس أخى فى المحل ثم جاء ثورة 25 يناير وباع المحل.
ويضيف خالد: أخذت حقى فى ميراث والدى 250 ألف جنيه واشتريت تاكسى ب85 ألف جنيه حتى أشتغل عليه، لكنه سرق منى بعد الثورة وتزوجت وأصبحت مسئولاً عن أسرة وبدأت أعمل فى مسمط وكنت باصرف 300 جنيه يومياً على المخدرات واتجهت للسرقة عشان أوفر فلوسها وكنت باجيب الحشيش من تاجر فى الحسينية والقلعة وأحياناً من منطقة إمبابة كان فى عمارة قديمة بابها مقفول وبجوارها منزل آخر كنت بنادى على أحد أصحابى بيسكن فى المنزل وتقوم على الفور زوجته بإنزال السبت وفيه المخدرات وشريط البرشام وأضع لها الفلوس ووصل الحال معى نتيجة لإدمان الحشيش والترامادول أن بدأت أعانى من كهرباء زائدة فى المخ، وأن الحشيش مع الترامادول يسبب كهرباء فى المخ لأى شخص بيشرب الاثنين مع بعض.
ويضيف «خالد»: تدهورت حالتى للأسوأ وبدأ أهلى وأصحابى يبعدوا عنى ولا أحد يريد أن يعرفنى حتى إخواتى تخلوا عنى وضاقت بى الظروف وبعت أثاث الشقة وزوجتى ذهبت إلى أمها وإيجار الشقة ب450 جنيهاً، ،واستأجرت غرفة أعيش فيها بمفردى حتى أوفر ثمن الحشيش وأعمل دماغ وكنت أشعر بنشوة عقب تناوله، ولم يعد لدى أى شىء أجيب به مخدرات وخسرت كل شىء وكل ما أملكه بسببها حتى جاء والدتى وزوجتى وفكروا فى علاجى من الإدمان، وتم حجزى بمستشفى العباسية 3 شهور اتبعت خلالها برنامجاً علاجياً معيناً وبدأت أشعر بالاختلاف وأتعافى تماماً والحمد لله مرت حتى الآن سنة و6 شهور دون أن أشرب أى شىء حتى السجائر العادية امتنعت عنها وما زلت أتابع مع الإخصائيين والأطباء وحياتى استقرت ونصيحتى للشباب ومن هم فى براثن الإدمان المخدرات نهايتها السجون أو المصحات أو الموت، توبوا قبل فوات الأوان.
سرقت أهلى عشان أجيب فلوس المخدرات وكل أصحابى فى السجن
«أحمد» خريج جامعة 14 عاماً مدمن حشيش وهيروين
شاب وسيم فى العقد الثالث من العمر، رغم أنه جامعى حاصل على بكالوريوس حاسب آلى من جامعة عين شمس بتقدير جيد، فإنه وقع فى براثن الإدمان لمدة 14 عاماً ورفض التصوير عند حديثه معنا واكتفى بالقول إنه يعيش فى منطقة راقية ولكنه لم ينج من خطر الوقوع فى الإدمان.
فى منطقة الدقى يعيش أحمد مع أسرته البسيطة ووالده موظف بهيئة النقل العام.
يقول أحمد سيد: شربت أول سيجارة فى حياتى فى السنة الثانية من الجامعة أعطاها لى واحد جارى كان فى كلية تجارة، كنا أصدقاء منذ الصغر وكان صاحبى بياخد سيجارة الحشيش من أبوه كان مدمن حشيش، وكنا بنشربها مع بعض، وبدأنا تدريجياً نشتريها وأصبحنا شلة فى المنطقة نتعاون ونجمع الفلوس من بعض فى شراء المخدرات ومع مرور الوقت بدأت أشترى لوحدى من التجار فى الباطنية، ثم بدأت أبحث عن عمل ووجدت عمل فى الجامعة العربية فى البوفيه من عام 2000 إلى 2005 وكان راتبى فى الشهر حوالى 2500 كنت باصرف على نفسى فى الدراسة، وأوفر تمن المخدرات، كنت باشترى كل 4 أيام ربع وقية حشيش وكنت فى الشهر باشترى ب300 جنيه ثم أدمنت الترامادول من أحد الأصدقاء ووصل الإدمان فى الترامادول إلى 10 أشرطة فى الشهر، وكنت أتعاطى الترامادول مع الحشيش عشان أعمل دماغ حلوة، وبعد تخرجى فى الجامعة سافرت إلى شرم الشيخ للعمل 9 سنوات كنت أعمل فى مطاعم وكنت باشرب حشيش كانت المخدرات متوفرة بجميع أنواعها، واشتغلت مع أحد الأشخاص ممن كنت أعرفهم فى محل ملابس وكان دخلى كبيراً يصل أحياناً إلى 15 ألف جنيه، وكنت اشترى المخدرات من البدو فى منطقة الرويسات بالقرب من خليج نعمة.
وفى عام 2009 أحد أصحابى عرفنى بالهيروين وبدأت أتعاطاه مرة بعد الأخرى وكان نص الجرام ب40 جنيهاً ثم جاءت ثورة 25 يناير وكانت المخدرات أكثر انتشاراً وكنت أشترى الهيروين من البدو الذين كانوا متواجدين فى خليج نعمة، ويروجون للمخدرات وأصبحت أتعاطى 3 جرامات ب200 جنيه ومتعاطى الهيروين لا يحب الحشيش أو الترامادول وحدثت مشكلة مع صاحب المحل وشك إنى سرقت المحل ومشانى من الشغل بسبب أحد أقاربه.
ويضيف أحمد: عدت من شرم الشيخ وسافرت إلى السعودية وامتنعت خلالها عن المخدرات بكل أشكالها وعانيت كثيراً من أعراض الانسحاب من الهيروين، ثم عدت إلى مصر، وبدأ أصحابى فى المنطقة تدريجياً يعطونى سيجارة حشيش والترامادول وعدت للهيروين وسافرت إلى شرم الشيخ مرة أخرى وصاحب الشغل أعادنى للعمل، وعدت لإدمان الهيروين ووصلت مصاريفى إلى 4000 جنيه فى اليوم على الهيروين ولو معاى ألف جنيه كنت باشترى بيه وفى رأس السنة عام 2014 كان معى 14 ألف جنيه صرفتهم فى أسبوع وصرفت منهم 10 آلاف جنيه على الهيروين والباقى أرسلته إلى أهلى.
وقال أحمد: إنه تعب نفسياً بسبب الإدمان من كثرة الهيروين، وأضاف: كنت لازم أتعاطى قبل دخول الحمام وقبل النزول للشغل صباحاً بعد ما أفتح عينى من النوم وكانت مواعيد عمل البدو فى المخدرات من الصباح حتى الساعة 12 ليلاً وكنت أتعاطى الكوكايين والجرام كان ب600 جنيه وأحياناً يصل إلى ألف جنيه، ثم قررت العودة إلى القاهرة بعد أن تدهورت صحتى وأصحاب كلهم اتحبسوا بسبب المخدرات وشعرت بأن الناس كلها بتبعد عنى وبدأت أسرق البيت عشان أجيب المخدرات.. ووصل بى الحال إنى سرقت أختى المتزوجة وسرقت منها خاتم ذهب عشان أجيب الهيروين ولما يكون معى 150 جنيهاً أشوفها مخدرات، وفى إحدى المرات عثرت على مبلغ 12 ألفاً فى سيارة لقيتها مفتوحة أخذتهم واشتريت بيهم هيروين حوالى 40 جراماً ووصل الحال معى فى الإدمان إنى لم أكن آكل ولا أشرب ولا أنزل الشارع ولا أجلس مع أهلى ولا أحد من أصحابى، واشتغلت فى شركة مندوب مبيعات لمدة 15 يوماً وحدث عجز فى فلوس الشركة 4 آلاف جنيه كنت باسحب من فلوس العهدة وأشترى مخدرات ثم اكتشف المدير العجز وكان عاوز يعملى قضية وتدخل والدى وأهلى ودبروا المبلغ للشركة، ثم تم فصلى من العمل، وجلست فى البيت أعانى أعراض الانسحاب وكنت دائم الشجار مع أهلى بسبب الفلوس حتى تدخلت أختى واتصلت بالخط الساخن بصندوق مكافحة الإدمان وتم حجزى بمستشفى العباسية ثلاثة شهور، والحمد لله أصبحت فى صحة جيدة ونصيحتى للشباب أقولهم المخدرات دى وهم كبير وضياع، فأحد أصحابى مات بسبب المخدرات.
صندوق مكافحة وعلاج الإدمان: الخط الساخن يستقبل 42927 مريضاً.. والقاهرة الأعلى بنسبة 45٫4٪
حذر صندوق مكافحة وعلاج الإدمان فى تقرير له من تزايد نمط خطير للتعاطى وهو ما يسمى التعاطى المتعدد حيث يتعاطى المدمن أكثر من مادة مخدرة.
وينتظر هذا النمط بنسبة 37٫9٪ من المدمنين، ويأتى مخدر الترامادول فى مقدمة المواد المخدرة الأكثر انتشارًا بنسبة 37٪ ثم الهيروين بنسبة 12٪ ثم الحشيش بنسبة 6٪ والبانجو 1٫4٪ والخمور ومنشطات ومثبطات بنسبة 4٫6٪.
وجاء ذلك فى تقرير للخط الساخن لصندوق مكافحة وعلاج الإدمان فى الفترة من يناير حتى ديسمبر 2013 وأوضح التقرير أنه فى خلال تلك الفترة تم استقبال 42927 مريض إدمان وتنوعت بين المشورة وطلب العلاج ومتابعات المتعافين.
وذكر التقرير أن 54٪ من المرضى تتراوح أعمارهم بين 20 - 30 سنة وهى سن الإنتاج بينما 30٪ فى سن المراهقة من 15 - 20 سنة وفيما يتعلق بالحالة التعليمية فكانت نسبة 27٫7٪ من المرضى حاصلين على مؤهل ثانوى فنى، بينما 21٪ حاصلين على مؤهل جامعى و22٫8٪ فى التعليم الأساسى وحول مهن المترددين على العلاج جاءت فئة الحرفيين فى المقدمة بنسبة 33٫9٪ خاصة فى ظل انتشار العديد من المفاهيم الخاطئة بين هذه الفئة حول علاقة المخدرات بالقدرة البدنية للفرد وجاء من هم خارج سوق العمل بنسبة 17٫4٪ ثم الطلبة 12٫7٪.
وأوضح التقرير أن النسبة الأكبر من المرضى من محافظة القاهرة بنسبة 45٫4٪ ثم الجيزة 17٫2٪ ثم الإسكندرية 7٫3٪ كما أشار التقرير إلى أن المترددين من سكان المناطق العشوائية والفقيرة كانت نسبتهم ضعيفة بالمقارنة بانتشار المخدرات فى هذه المناطق، وذلك رغم مجانية الخدمة التى يقدمها الخط وهو ما يؤكد ضرورة دعم جهود التوعية بالمملكة للتعريف بخدمات الخط الساخن فى المناطق العشوائية.
وحول دور الأسرة ذكر التقرير أن 51٫7 من المرضى يعيشون مع الوالدين فى إشارة واضحة لانحسار دور الأسرة فى الوقاية والاكتشاف المبكر للتعاطى، كما أشار إلى أن نسبة 37٫7٪ لديهم أحد الوالدين متوفى، و54٫4 الوالدان منفصلان.
كما كشف تقرير صادر عن صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطى أن نسبة تعاطى المخدرات فى مصر وصلت الى «2.4٪» من السكان خلال العام الماضى 2015، ووصل معدل التعاطى ل«10.4٪» مشيراً الى أن معدل التعاطى يختلف بين الأفراد فمنهم من يستخدم المخدرات بشكل يومى، ومنهم من يتعاطاها على أوقات متفاوتة، اضافة الى أن «80٪»» من الجرائم غير المبررة تقع تحت تأثير تعاطى المخدرات مثل جرائم الاغتصاب ومحاولة الأبناء التعدى على آبائهم.
وأوضح التقرير ان نسبة التعاطى فى مصر ضعف المعدلات العالمية، لافتاً الى أن الإدمان ينتشر فى المرحلة العمرية ما بين «15» الى «60 سنة» ويزيد بين فئة السائقين «24٪» والحرفيين بنسبة «19٪».
وأضافت التقارير الخاصة بمعدلات الإدمان فى مصر أن حجم تجارة المخدرات يتجاوز ال«400» مليار جنيه فى العام وتتصدر محافظة القاهرة قوائم المحافظات فى عدد المدمنين بنسبة «33٪» تليها محافظات الصعيد.
يذكر أن الدكتور عمرو عثمان مدير الصندوق كان قد اعترف فى تصريحات سابقة أن الصندوق فشل فى تحقيق أهدافه على مدار «25» عاماً مضت مشيراً الى أن الأرقام الرسمية المعلنة خلال عام1990 منذ بداية انشاء الصندوق بلغت نحو مليون شخص يتعاطون المخدرات تضاعف العدد فى 2015 الى أكثر من «6» مليارات وانخفض سن التعاطى للمخدرات الى «11 سنة» وكان يتراوح وقت انشاء الصندوق بين «30 و40 سنة» وتشير التقديرات الى انه يتم انفاق «28» مليار جنيه على تجارة الكيف، وأن حجم الاتجار فى المخدرات فى مصر وصل الى «160» ملياراً بخلاف ما تتكبده الدولة من علاج لهؤلاء المدمنين.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.