أسرار البنات كتيرة ومثيرة.. لذا تكون "الأجندة البنوتية" هي خزينة الأسرار والذكريات أيضا.. كثيرات يلجأن لكتابة ما لا يستطعن الإفصاح به لأحد سوى لأجندتها، سواء كانت مشاعر أو خواطر، وتخفيها عن أنظار الجميع ولو أقرب الأقربين.. السطور القادمة نعرف فيها حكاية البنات مع "الأجندة". "أرسم مشاعري" في البداية تقول "هايدي": "طبعا كل أسراري في أجندتي، فما يمر بي يوم إلا وأسجل كافة التفاصيل فيها، ولو حدث ونسيت يوما أن أدون ما مر بي أحاول في اليوم التالي أن أتذكره لأدونه لاحقا، فهذا عالمي لأن هناك أشياء لا أستطيع مثلا أن أقولها لوالدتي - رغم أننا أصدقاء جدا- مثل تفاصيل علاقتي بالشخص الذي أنا مرتبطة به، كذلك أرسم في أجندتي أحلامي في شكل شقتنا، وأرسم أحيانا مشاعري فلو كنت حزينة أرسم فتاة تبكي وإذا كنت سعيدة أرسم طيور تحلق في السماء، يعني من الأخر كل تفاصيل حياتي في أجندتي". أما هبة، وهي خريجة أكاديمية السادات، فلم تتوقع أبدا أن الكتابة في الأجندة قد تؤدي إلى قرار حاسم في حياتها، حيث تعودت منذ أن كانت في الثانوية العامة أن تكتب كل ما يمر في يومها من مشاهد كعلاقتها بأصدقائها، تقول: "هذا المدرس الذي كنت أشعر إني أحبه، ومدرستي التي كانت تعاملني بغيرة كما لو أنني في مثل سنها، حتى علاقتي بأقاربي وكرهي لعماتي كنت أدونها في أجندتي.. وبعد أن التحقت بالأكاديمية لم أتوقف يوماً عن هذه العادة. تكمل: "بعد تخرجي تمت خطوبتي بالطريقة التقليدية، وفي كل يوم كنت أرى فيه خطيبي أعود إلى المنزل وأغلق غرفتي عليّ وأنهمك في الكتابة عن انطباعاتي عنة كماديته وحرصه الزائد على الفلوس وأنانيته، لكني كنت على أمل أن تتغير هذه العادات فيه لكن بلا جدوى، فاكتشفت بعد مرور ثلاثة شهور على خطوبتنا وبعد أن قرأت كل ما كتبته عنه في أجندتي أن لا شيء يتغير من هذه العادات فلم أتردد في قراري وأعلنت رفضي لهذا الشخص وقررت أن أنفصل عنه". أجندة ضد أبي "أنا لو أجندتي وقعت في أيد بابا هاتكون وقعتي سودا"، هذا ما تقوله "مروة" والتي تضيف: "منذ أن كنت طفلة وأعرف أن أبي يفضل شقيقي عليّ في كل شيء وأي شيء للدرجة التي كان يهتم به في دراسته عن اهتمامه بي، فلاحظت والدتي ذلك وبدأت في أن تزيد من اهتمامها بي، وبصراحة أصابني ذلك بنوع من الكره لوالدي لكني لم أفصح لأحد عن هذه المشاعر سوى لأجندتي، فكل موقف أشعر فيه بظلم والدي لي أكتبه وكذلك غيرتي من أخي رغم أنني أعلم إنه ليس له أي ذنب، وبمجرد أن أكتب مشاعري هذه أغلق على أجندتي في مكتبي ويكون المفتاح دائما معي بعيدا عن عيون أي شخص حتى صديقاتي لا أطلعهم عليها". أما ريهام، فلديها موقف لا تنساه مع أجندتها، حيث تقول: "قبل زواجي كنت قد ارتبطت بقصة حب مع أحد زملائي في الكلية، وبالفعل تمت خطوبتنا لكن انفصلنا بعد شهور قليلة، المهم كنت أحرص على كتابه تفاصيل علاقتي بهذا الشخص الذي كنت أحبه في أجندتي الخاصة، بالإضافة إلي إنني كنت أكتب خواطري في هذه الأجندة". تضيف: "وقت زواجي من الشخص الآخر نسيت ووضعت هذه الأجندة ضمن متعلقاتي، لأجدها أمامي بعد زفافي بأسبوع فانتابني الحنين لأن أقرأ خواطري، وبينما كنت منهمكة في القراءة فوجئت بزوجي يقتحم عليّ الغرفة، فلم أشعر بنفسي إلا وأنا أخفي الأجندة خلف ظهري، والحمد لله لم يأخذ باله وإلا حدثت مصيبة، ومن وقتها قررت التخلص من أجندتي وكمان التخلص من عادة الكتابة في الأجندات".