سيطرت حالة من القلق والتوتر على المواطنين قبل الاحتفال بعيد الأضحي المبارك بأيام قليلة الذي يعتاد فيه المواطنون على شراء كبش العيد، والذي يعد أحد أهم مظاهر الاحتفال بهذه المناسبة الدينية، نتيجة ضبط رجال مباحث التموين بالمنيا جزار بإحدى قرى مركز سمالوط، شمال المنيا، يقوم بذبح الحمير والحيوانات النافقة، وبيعها للمواطنين والمطاعم. وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي الأشهر "فيس بوك" مقطع فيديو قبيل الاحتفال بعيد الأضحي المبارك بيومين يكشف عن تفاقم ظاهرة ذبح الحمير المُحرمة شرعا وقانونا تحت عنوان "لحم الحمير يباع ب45 جنيها للكيلو في الفيوم"، وهو الأمر الذي بات يخلق نوعا من الرعب والهلع بين صفوف المواطنين لاسيما بعد أن تأكدوا أن الظاهرة لم تنحصر في نطاق محدد، بل انتشرت في كافة محافظات الجمهورية. وفي هذا الصدد، يكشف دكتور لطفي محمود شاور مدير عام تفتيش اللحوم والمجازر السابق، عن فاجعة أخرى في تصريح خاص لصحيفة "الوفد" وهي اللحوم الفاسدة، ليصبح المستهلك أمام ظاهرتين تهدد حياته بالخطر. ويقول شاور ، والذي يحمل الجهات الرقابية التي تقع عليها مسئولية تأمين الأسواق للمواطنين آنذاك مسئولية تفشي ظاهرتي لحم الحمير واللحوم الفاسدة :" ترويج اللحوم مجهولة المصدر وانتشار ظاهرة ذبح الحمير وبيعها للمواطنين على أنها لحم خراف بعيدًا عن أعين الجهات الرقابية ، يكشف عن إهمال متراكم من الجهات المعنية بالرقابة على سلامة الأغذية المتداولة في الأسواق، وكذلك إدارة تفتيش اللحوم بالهيئة العامة للخدمات البيطرية المسئولة عن ذلك". وشدّد شاور، على مباحث التموين والصحة والجهات الرقابية على تشديد الرقابة على المجازر وأسواق المواشي، والاعتماد على التكنولوجيا الحديثة لمواكبة المتغيرات، وأساليب الغش المتطورة خاصة بعد أن تمكن عدد من الجزارين من تزوير أختام الصحة. وعن كيفية التصدي لغش التجار وتفادي شراء لحوم الحمير والفاسدة، شدّد شاور، على المواطنين باقتناء كبش العيد من أماكن موثوقة ومعلومة المصدر، والتأكد من علامة الختم التي تدونها وزارة الصحة على اللحوم صالحة الذبح. ويتابع: "هناك نوعين من الأحبار تستخدم لختم اللحوم، الأول اللون الأحمر يتم به ختم اللحوم محلية المنشأ، والأزرق يستخدم مع اللحوم المستوردة". وللتغلب على ظاهرة غش أختام اللحوم، يقول شاور اللحوم المستوردة المختومة باللون الأزرق يكون على شكل سداسي، أما اللحوم المحلية المختومة باللون الأحمر الصغيرة تكون على شكل مستقيم، أما الكبيرة تكون على شكل مثلث. وأكد، أن عملية تمييز اللحوم قبل شرائها يحتاج إلى خبرة كبيرة قد يفتقرها المواطنون، ونفي عن وجود علامات محددة يمكن أن تسهل على المواطنين عملية التمييز بين لحوم الحيوانات والأبقار والخراف كاللون أو الملمس. لافتا إلى أن الأطباء البيطريين وحدهما هم القادرون على التفرقة بينهم. وأشار شاور، إلى أن هناك 240 مرضا مشتركا بين الحيوانات والإنسان البشري، يمكن أن تنتقل حال تناولها. ومن جانبه، كشف دكتور فهيم شلتوت أستاذ الرقابة الصحية عن اللحوم ومنتجاتها بكلية الطب البيطري جامعة بنها، عن بعض النصائح والعلامات التي بإمكانها أن تساعد المواطنين على الوقوع في فخ شراء لحوم الحمير والفاسدة، لعل أهمها، التأكد من وجود علامة الختم على اللحوم، تجنب شراء أضحية العيد من أماكن مجهولة المصدر أو من البائعة الجائلين. وشدد شلتوت على المواطنين قائلا :" ألا تنساقوا وراء صفحات الفيس بوك التي يستخدمها الجزارون والتجار للترويج عن منتجاتهم الحيوانية، حيثُ يقوم بعضهم بوضع رقم خيالي للمواطن لسعر اللحمة الذي يتراوح من 30 : 40 ". وأضاف شلتوت في تصريحات خاصة لصحيفة "الوفد" :"أن لحوم الحمير يمكن تمييز طعمها عن باقي اللحوم، فهي تتميز بحلاوة مذاقها وكأنها قطعة من الحلوي، ويرجع ذلك إلى ارتفاع نسبة الكولاجين والسكر بها التي تميز هذه اللحوم عن غيرها". كما أن لحم الحمير، ينتج عنها رائحة كريهة أثناء الطهي، كما أن أليافها بيضاء وشديدة الوضوح، وتحتوي على نسبة منخفضة من الدهون مقارنة بلحوم الأبقار والخراف، كما تتميز دهونها بالقوام الزيتى، وتصبح أليافها بيضاء وشديدة الوضوح بحسب ما قال شلتوت. ويقول دكتور وليد شريف أستشاري الباطنة، إن الحمير تحتوي على أنواع من الطفيليات التي يمكن أن تسبب حالات اسهال وقئ عقب تناولها. ويتابع :"لا يقف الخطر عند حد الإصابة بالنزلات المعوية والقىء فحسب، وإنما يمتد الخطر لأكثر من ذلك، فقد تؤثر على الكبد والكلي بعد فترة من تناولها، وكذلك تعزز من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والجهاز التنفسي، والتهابات بالجهاز الهضمي". وأضاف: "يتمثل الخطر الأكبر لهذه اللحوم فى طريقة ذبحها الإجرامية، حيثُ يتم ذبحها في أماكن عفنة بعيدًا عن أعين الجهات الرقابية، والسلخانة، مما يزيد من حصيلة الأمراض المنقولة عن طريق الحيوان إلى الإنسان البشري". ويعقب شريف على الكلام الذي يتم تداوله البعض عن أن الحمار إذا كان سليما لا يسبب أي أمراض، قائلا: "ليس من البديهي أن يقوم جزار بذبح حمار سليم، نظرا لأنه سيكلفه مزيدا من المال، بخلاف أن الجزارين الذين يغشون المواطنين ويذبحون ذبائح حرمها الله تعالي لم يكلف نفسه أو يعرض نفسه للخسارة لذبح حمارا سليما".