سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
جدل حول قرار الطب البيطري بتغيير شكل أختام اللحوم.. "شاور": أقترح أن توضع القديمة بجانب الجديدة لمنع الغش.. "سمير": تشديد الرقابة على محال الجزارة الأهم.. "درويش": يجب عمل تجارب قبل تعميم القرار
أثار تغيير الهيئة العامة للطب البيطرى أشكال أختام اللحوم البلدية من الشكل الشريطى إلى الشكل المربع والدائرى الجديد، جدلا كبيرا بين خبراء الطب البيطرى والنقابة والذين رأى بعضهم أن تغيير الأختام يتسبب في كارثة لعدم وعى المستهلك وقلة ثقافته كما أنه يسهل غشها مقترحا أن يكون الخاتم الجديد بجوار القديم حتى يصعب تقليدها أو تزويرها، فيما رأى آخر أنه ينبغي تجريب ذلك في بعض المحافظات، وإذا نجحت التجربة تعمم على بقية المحافظات مؤكدًا أن الغش الأكبر منتشر بالجيزة والقاهرة، ورأى ثالث أن الأهم ليس تغيير الأختام، ولكن تشديد الرقابة من قبل هئية الطب البيطرى ووزارتى التموين والداخلية والتفتيش المتلاحق على الجزارين والأسواق وسيكتشفون آلاف الحالات من الغش والتزوير، "البوابة نيوز" تقابلت مع خبراء الطب البيطرى وكانت هذه أبرز آراؤهم. بداية قال الدكتور لطفى شاور، مدير عام التفتيش على اللحوم والمجازر بمديرية الطب البيطرى بالسويس، إنه في عام 2011 أثناء الانفلات الأمنى تمت سرقة أكثر من 30 ختمًا أصليا من مجازر الحكومة من 6 محافظات، وقد استغلت هذه الأختام في ختم لحوم الحمير والحيوانات المريضة والحيوانات المخالفة للقانون، وهذا خطر جدا على صحة الإنسان والثروة الحيوانية وبالتالى ظللنا نحو أربع سنوات نأكل لحومًا غير مؤمنة، مضيفًا أن أختام المجزر هي لغة التخاطب الوحيدة بين المجازر والمستهلك بمعنى أننا لو ذهبنا لشراء لحوم مجمدة من السوبر ماركت سنجد مدونا عليها صلاحيتها وختم معين أما لحوم المجازر عليها ختم فقط ولا يدون عليها شيء آخر، وعند تغيير الأختام اليوم من قبل هيئة الطب البيطرى من الشكل الشريطى إلى الشكل الدائرى والمربع فهو شيء خطير جدًا. وأضاف شاور، أنه تم تغيير الشكل الشريطى إلى شكل إسطمبة دائرية أو مربعة، موضحًا أن أختام المجازر لها شقان، أولها يهم المستهلك ليتعرف من خلالها على اللحم البلدى من المستورد من خلال الختم البلدى باللون الأحمر والمستورد بالأزرق، ويعرف اللحوم الصغيرة بأختامها المستطيلة والكبيرة بالأختام المثلثة، كما أن الجهات الرقابية تعطى لها معلومات أن هذه الأختام ليست مزورة وتابعة لمجزر ما ومحافظة ما، مقترحا على الجهات الرقابية أن تترك الأختام القديمة كما هي، ويتم وضع الأختام الجديدة الإسطمبة بجانب الختم القديم الذي يعرفه الناس، وهذا سيعطى معلومة للجهات الرقابية ليؤكد أن اللحوم غير مزورة، ولا يمكن أن يتم تغيير الأختام في يوم وليلة؛ لأنه سيسبب بلبلة وشكوكًا كثيرة للمستهلكين، مؤكدًا أنهم في مديرية الطب البيطرى في السويس استلموا الأختام الجديدة، لكن لم يتم البدء في العمل بها، موضحًا أن القرار 517 لسنة 86 أعطى الحق لرئيس الهيئة العامة للخدمات البيطرية في تغيير أختام المجازر وتحديد شكلها ولونها، كما أن الناس ليس لديها ثقافة بالأختام الجديدة ولدينا في مصر نسبة أمية تتخطى 70 % ولا يمكن أن يميزوا بين الأرقام المكتوبة بالإنجليزية وهذه الأختام ستؤدى لغش اللحوم لأن المواطن لن يستطيع التفريق بين اللحوم. وقال الدكتور تامر سمير، عضو مجلس نقابة الأطباء البيطريين: إن مصر بكاملها أختامها مزورة مؤكدا أنه يعرف جزارا يقوم الجزارون بإعطاء الحيوانات له فيقوم بذبحها وختمها ثم يسلمها لصاحبه وأختامه مزورة؟ مضيفا: أن أغلب المجازر أختامها مسروقة، ولا نستطيع أن نقضى على ظاهرة الأختام، ولكن الأهم هو وجود أطباء بيطريين ينزلوا في الأسواق ليفتشوا على اللحوم وذبحها لدى الجزارين، متابعًا أن هناك بعض الجزارين يختمون بختم مزور وهو عبارة عن تجميع أغطية المياه الغازية "الكازوزة"، ثم يقومون بالختم بها وتشبه الأختام الأصلية والمستهلك لا يفهم شيئًا، مضيفًا أنه لا بد أن يكون الختم دائريا حتى يأتى بالذبيحة مرة واحدة، ولكن الأهم ليس تغيير الأختام، والأهم هو عمل حملات شديدة من هيئة الطب البيطرى بالتعاون مع الداخلية ومراقبة ذبح اللحوم في الشوارع والتفتيش عليها. وقال الدكتور شعبان درويش، مدير عام الطب البيطرى السابق بالجيزة، أن هيئة الطب البيطرى كانت اتخذت قرارًا بتغيير الأختام نظرًا للتلاعب الذي حدث في الأختام كما أن هناك بعض الجزارين يسرقون الأختام ويكون لديهم الختم ثم يختم اللحوم ولا يكون لديه صعوبة لأنه لا يقوم أحد بالبحث عن العلامة السرية في الختم على اللحوم، ولذلك اتخذت الهيئة قرارًا بتغيير الختم الشريطى إلى أختام مربعة للحوم الصغيرة ومثلثة للحوم الكبيرة، متابعًا أن العالم كله والدول المتطورة ليس لديها شرائط وأختام على اللحوم لأن لديهم ثقة في اللحوم لكن نحن لدينا تلاعب وغش في اللحوم وغياب في الضمير، مؤكدًا أن الأختام الجديدة لابد من تجريبها أولا في محافظة ما ثم تعمم على بقية المحافظات في حال نجاح التجربة لأن أغلب من يغشوا اللحوم منتشرين في القاهرة والجيزة، ولا أرى أن تغيير الأختام فيها مشكلة كما أنها صعبة التزوير. وتابع أننى ذهبت إلى تنزانيا فهم يقومون بالذبح ولكن لا يختموا اللحوم ويتم الكشف على اللحوم فعرضت عليهم عمل ختم مصغر عريض ويمر منعا للتزوير وتم تغيير ذلك بالفعل وتسبب في فرحة لدى الشعب، لكننا هنا في مصر نذبح 300 ألف عجل بتلوا في العام و300 ألف عجل كندوز وهى معرضة للغش. قال الدكتور سمير عبدالقادر، الخبير بالطب البيطرى، أن تغيير الأختام لضبط عميلت الغش التجارى ووصول اللحوم للمستهلك بصورة جيدة دون تلاعب وهى فكرة جيدة وسيكون لها قبول لدى المستهلك.