ربما لم يستطع أحد فك لغز اختفاء30 ختما للحوم من المجازر في6 محافظات حتي الآن, ولم تتمكن الأجهزة المسئولة من ضبط الجناة, ولا تحديد هويتهم, بالرغم من مرور عدة أيام علي سرقة هذه الأختام لكن من المؤكد, أن الهدف من وراء عملية السرقة, هو استخدام هذه الأختام في إضفاء المشروعية علي ذبائح ميتة أو مريضة, أو حيوانات محظورة الذبح كالحمير, لم يكن ممكنا ذبحها تحت الرقابة البيطرية في المجازر, إذ يهدف لصوص الأختام إلي تحقيق أكبر قدر من الأرباح, بغض النظر عن المخاطر الصحية التي قد يتعرض لها الإنسان, أو الثروة الحيوانية في مصر, جراء ذبح هذه الحيوانات, وبيعها للمواطنين في الأسواق. وقد أثارت واقعة سرقة الأختام, حالة من الرعب بين مستهلكي اللحوم في المحافظات الست, وهي سوهاج, والمنيا, والإسكندرية, وقنا, ومطروح, والبحيرة, و التي تمت سرقة الأختام من مجازرها, خشية تسرب لحوم فاسدة أو مغشوشة إلي محال الجزارة, فتؤدي إلي إصابتهم بالأمراض.. غير أن الهيئة العامة للخدمات البيطرية برئاسة اللواء اسامه سليم, قد بعثت برسالة تطمينية للمستهلكين, حين أعلنت أنها قررت تغيير جميع الأختام المعدنية لمجازراللحوم, والمادة الملونة لها, بالتنسيق مع مصلحتي سك العملة والكيمياء, مع مراعاة أن اختلاف الأختام الجديدة من حيث الشكل كليا عن نظيرتها المسروقة, بالإضافة إلي تعميم نشرات داخلية بمديريات الخدمات البيطرية, بتوخي الحذر بعد فقدان الأختام, فضلا عن اتخاذ جميع الإجراءات الرقابية في المحافظات المذكورة, وإبلاغ جهات سيادية للتحقيق في واقعة السرقة, كما تقرر تشديد الرقابة علي أسواق اللحوم لمصادرة أي كميات يثبت عدم ذبحها وختمها في المجازر المعتمدة, وتحويل الجزار للنيابة, وكذلك غلق المنشأة, إلي جانب مخاطبة وزارة الداخلية لتأمين المجازر, وحمايةالأطباء البيطريين, لاسيما أنه تقرر احتفاظ الأطباء البيطريين بأختام اللحوم, وعدم تركها بالمجازر نهائيا, تجنبا لعمليات السرقة. الذبح خارج المجزر وبشكل عام, يقدر عدد المجازر في مصر- والكلام للدكتور حسن شفيق رئيس الإدارة المركزية للصحة العامة والمجازر بالهيئة العامة للخدمات البيطرية- بنحو470 مجزرا, ولكن الذبح لا يقتصر علي هذه المجازر, إذ يقوم البعض بالذبح في أماكن سرية, أو داخل المنازل دون المرور علي الطب البيطري, مشيرا إلي أن عملية سرقة أختام اللحوم التي تعرضت لها المجازر اخيرا, تهدف إلي ترويج لحوم حيوانات ميتة أو مريضة أو لحوم حمير, ولأن هذه الحيوانات لم يتم فحصها والكشف عليها بيطريا قبل الذبح, فإنها تكون مصدرا للكثير من الأمراض التي تنتقل من الحيوان المصاب إلي الإنسان, مشيرا إلي أن بعض الجزارين يقومون بوضع علامات حمراء, لإيهام الناس بجودة وسلامة اللحوم المعروضة للبيع, برغم خطورتها علي الصحة العامة, وهو ما تتصدي له الحملات التفتيشية البيطرية علي محال الجزارة, وتقوم باستمرار بتحرير مخالفات لمستخدمي الأختام المزورة, وفي بعض الإحيان تضبط الحملات لحوما بدون أختام, أي تم ذبحها خارج المجزر, وقد انتشرت هذه الظاهرة اخيرا بسبب الانفلات الأمني, والهجوم علي المجازر لسرقة أختام اللحوم. علامات فساد اللحوم وعلي ذلك, فإنه يجب علي المواطنين التعامل مع جزارين موثوق بهم, ومقاطعة لحوم الأرصفة التي يجري ذبحها خارج المجازر دون توقيع الكشف البيطري عليها, كما يجب علي المستهلك فحص اللحوم بالعين المجردة, للتأكد من أنها صالحة أو فاسدة, وللتأكد من ذلك فإن اللحوم الصالحة للاستهلاك الآدمي تكون وردية اللون, متماسكة النسيج, ومختومة بختم المجزر, فإذا كانت داكنة, أو وجد عليها مادة لزجة أوغير مختومة فعليه أن يتركها.. وفي الغالب لا يستطيع المستهلك التمييز بين الأختام الأصلية والأختام المزورة, ولذلك, فإننا نؤكد أن أختام اللحوم في المجازر تنقسم إلي3 أنواع: الأولي أختام مستطيلة الشكل, وهي تختص بذبائح الحيوانات الصغيرة( الكندوز), والنوع الثاني من الأختام مثلث الشكل, ويتم به ختم الذبيحة كبيرة السن من(5 إلي6 سنوات), يكون لون الختم في هذين النوعين أحمر ورديا, وأما النوع الثالث فهوالأختام سداسية الشكل, ويتم استخدامها في ختم اللحوم المستوردة, ويكون لون الختم بنفسجيا لتمييزها عن اللحوم البلدية. أما السبب وراء انتشار الذبح خارج المجازر, فيرجع, كما يقول رئيس الإدارة المركزية للصحة العامة والمجازر- إلي العقوبات غير الرادعة المقررة قانونا, والتي تصل إلي15 جنيها والحبس لمدة لا تتجاوز شهرا, ولذلك تقدمنا بمذكرة إلي وزير العدل المستشارأحمد مكي, لتعديل بعض مواد القانون رقم53 لسنة1966, وتغليط العقوبات في مجال اللحوم النافقة والمريضة, بحيث تصل الغرامة إلي10 آلاف جنيه, وزيادة مدة الحبس لتتراوح بين3 أشهر و6 أشهر حسبما يتراءي للقاضي. أمراض مشتركة }} والسؤال الذي يطرح نفسه: ما الأمراض التي قد تنتقل من الحيوان المصاب إلي الإنسان؟ الإجابة تأتي علي لسان الدكتور فتحي النواوي أستاذ الرقابة علي اللحوم ومنتجاتها بكلية الطب البيطري جامعة القاهرة- والذي يؤكد أن هناك الكثير من الأمراض, التي يمكن أن تنتقل من الحيوان المصاب إلي الإنسان مثل حويصلات الديدان الشريطية, والتي يمكن أن تنتقل من الحيوان المصاب في حالة عدم طهوها بشكل جيد, إلي جانب مرض السل. ولمن لا يعرف- والكلام مازال للدكتور النواوي- فإن الحيوان الذي يتم ذبحه بعد موته, فإن أنسجة اللحم تكتسب اللون الداكن, بعكس اللحوم المذبوحة وهي حية, والتي تكتسب اللون الأحمر, كما يجري التأكد داخل المجزر من الفترة الزمنية التي مرت علي عملية الذبح, حيث يجب ألا تزيد الفترة بين ذبح الحيوان, ووصوله إلي المجزر, علي ساعة في الصيف, وساعتين في الشتاء, لأنه إذا كان الحيوان مصابا ببعض الميكروبات والفيروسات, فإنها تنتقل بعد فترة الأمان المقررة بيطريا عند الذبح( ساعة في الصيف, وساعتين في الشتاء) عن طريق الأمعاء أو الجزء العلوي من الجهاز التنفسي إلي بقية أجزاء الجسم, وهنا مكمن الخطورة, فإذا كان جسم الحيوان مازال ساخنا فهذا يعني أنه لم يمر علي ذبحه سوي ساعة أو ساعتين, أما لو كان باردا أو أن جسمه في درجة حرارة الجو أو تميل أنسجة البطن إلي اللون الأخضر, فهذا يعني أنه تم ذبحه منذ عدة ساعات, مما يجعله مصدرا للعدوي بالكثير من الأمراض التي تنتقل بعد الذبح من عضو داخل الحيوان, إلي بقية الأعضاء, مما قد يجعل لحوما غير صالحة للاستهلاك الآدمي, وقد يتم إعدامها كليا حسب نوع الاصابة الموجودة بها, مطالبا بتفعيل قرار حظر تداول اللحوم بين المحافظات, في الظروف التي تستدعي ذلك, لإحكام الرقابة علي الأسوأ. احتياطات واجبة وبشكل عام, ينصح الدكتور سامي طه نقيب البيطريين, بشراء اللحوم من مكان موثوق به, والامتناع عن شراء اللحوم المعروضة للبيع في الطرق السريعة, وفي كل الأحوال يجب التأكد من ختم المجزر, أما بالنسبة للحوم الحمير, فإنه من الصعب- بيعها في صورة قطع, كما تباع اللحوم البقرية أو الضأن أو غيرها من الحيوانات المسموح بذبحها شرعا وقانونا, وإنما من الممكن بيعها بعد فرمها لمحو هويتها, ويمكن أن تدخل في اللحوم المصنعة أيضا, ويجري ذبح الحمير بعيدا عن المجازر الرسمية.. هكذا قال لي الدكتور نبيل عبد الجابر يس أستاذ اللحوم بكلية الطب البيطري جامعة القاهرة, محذرا من التعامل مع اللحوم المذبوحة خارج السلخانة أو المجزر لأنها يمكن أن تكون مصدرا للأمراض التي تنتقل من الحيوان إلي الإنسان, لأنه لا يتم توقيع الكشف البيطري عليها قبل الذبح وبعده كما يحدث في المجازر الرسمية. }} سألته: كيف يستطيع المستهلك التعرف علي لحوم الحمير؟ - يجيب: في لحوم الفصيلة الخيلية ومنها الحمير, تكون نسبة الجيلكوجين مرتفعة, ولذلك فهي تعطي مذاقا حلوا, وعند طهوها تكون بقعا زيتية فوق الشوربة, أما لون لحوم هذه الفصيلة فهو أحمر داكن وعندما تذبح وتتعرض للهواء يتحول لونها الي اللون البني الداكن, ويمكن التعرف عليها معمليا خلال ساعة واحدة بعد إجراء اختبار الجيلكوجين, والترسيب. http://[email protected]