في ظل غياب كامل للرقابة انتشرت بالأحياء الشعبية شوادر لبيع اللحوم مجهولة المصدر دون أي تصاريح أو حتي سجل تجاري يبيعون اللحوم بأسعار رخيصة لجذب الزبائن حيث يتراوح سعر الكيلو ما بين 30 و35 جنيها الأمر الذي يغري فئة كبيرة للأقبال علي الشراء دون السؤال عن مصدر هذه اللحوم أو حتي رؤية اختام السلخانة. مصطفي محمد - موظف - يقول تنتشر هذه الشوادر بالمناطق الشعبية مثل ناهيا وبولاق الدكرور وفيصل وساعد علي انتشارها غياب الهيئات الرقابية كوزارة الصحة والتموين والطب البيطري فمن أول نظرة لهذه اللحوم تعرف انها غير صالحة للاستخدام الآدمي فتظهر الألياف بلون ابيض واضح ورائحتها تكون مختلفة عن الطبيعة علاوة علي عدم وجود ثلاجات داخل تلك الشوادر لحفظ اللحوم. أسماء أبوزيد موجهة بوزارة التربية والتعليم تشير إلي انتشار هذه الظاهرة في الآونة الأخيرة بشكل كبير فهناك أكثر من شادر لبيع اللحوم أمام محطة مترو حلوان وبأسعار تتراوح ما بين 35 إلي 40 جنيها ولكنني اخشي من شرائها فرائحة اللحوم تكفي أن تجعلني ابتعد عنها. حيوانات مريضة شكري حسن - موظف - تنتشر شوادر اللحوم بمنطقة شبين القناطر بشكل كبير ويقبل عليها الأهالي لرخص ثمنها عن اللحوم التي تباع بالمحلات ولدي تجربة في شراء هذه اللحوم فذات مرة توجهت لأحد هذه الشوادر كان يوجد لديه مواش حية فرأيت الجزار وهو يقوم بذبح جاموسة لا تقوي علي الوقوف علي قدميها ويظهر عليها انها مريضة بشدة فابتعدت مسرعا وحذرت جيراني وأقاربي من شراء تلك اللحوم. أما أحمد علام - بائع يقول: اشتريت كيلو لحمة من 5 أشهر من أحد الشوادر بالشارع وعندما قامت والدتي بوضعها بالماء ظل يخرج منها الدم وتغير لونها بشكل غريب فاكتشفت انها انها فاسدة فقمت باعادتها للجزار والغريب انه لم يعترض أو يناقشني بل اخذها دون أن يتفوه بكلمة. عمرو سليمان - موظف يؤكد ان اصحاب تلك الشوادر يستغلون حاجة الفقراء ويقومون بذبح حيوانات مريضة والتي يقوم ببيعها اصحاب المزارع قبل نفوقها بأيام لتباع بأسعار متدنية تتراوح بين 25 و37 جنيها. محمود سيد بالمعاش يضيف انه لا يفكر مطلقا في شراء هذه النوعية من اللحوم المجهولة المصدر فهي غير مضمونة بالمرة ولا استطيع المجازفة بصحة ابنائي لمجرد ان سعرها اقل فعائلتي تتعامل مع جزار منذ سنوات نثق به وتري الختم واضحا علي الذبيحة ولونها ورائحتها سليمة. كلها أمراض الدكتور أحمد هشام طبيب بيطري بجامعة القاهرة يقول ان المجازر هي المسئول الوحيد والاساسي للاشراف علي اللحوم والتأكد من سلامتها وخلوها من أي أمراض تضر بالإنسان مثل الديان الشريطية والأمراض الطفيلية فعلي المواطن التأكد من وجود الاختام علي اللحوم قبل الشراء حيث يختلف شكل الختم ولونه حسب نوع الذبيحة من أغنام أو مواش سنها وإذا كانت مستوردة أم بلدي. دكتور ممدوح عبدالفتاح طبيب بيطري يشير إلي توقيع الكشف علي الحيوان قبل ذبحه بالمجزر الآلي ولابد أن تكون أعضاؤه جميعها موجودة وسليمة وغير ذلك لا يجوز ذبحه ويطلق علي اللحوم غير المختومة لحوم بيضاء فهي خطر علي الصحة العامة وتنقل الأمراض للإنسان فيوجد هناك أكثر من 200 مرض كالسل والبروستاتا وجنون البقر وحوالي 60 مرضا عند تناول لحم غير مطهي ويمكن للمواطن التمييز بين اللحوم الطازجة والفاسدة فالطازجة يكون لونه ورديا أما التي يظهر لونها باللون الأحمر الداكن فهي من حيوان مصاب. محمود حسني وكيل أول بوزارة التموين يؤكد ان الوزارة تعمل علي مراقبة الاسعار أما حملات التفتيش فتشمل عدة جهات التموين والطب البيطري الذي يراقب نوع الحيوان والصحة لأخذ عينة من اللحوم وتحليلها ويتم عمل محاضر مخالفة ومصادرة اللحوم الفاسدة وغير المختومة ويتعرض صاحب الشادر للغرامة وقد تصل للسجن في بعض الأحيان. حملات مستمرة أما دكتورة سعاد الخولي مديرة مديرية الطب البيطري بالقاهرة فتقول هناك شركات تتقدم للمديرية والمحافظة لاقامة شوادر لبيع اللحوم المستوردة لمحدودي الدخل ويتم الرجوع للطب البيطري للتأكد من الشركات التي تستورد اللحوم أو الجزارين تم تشكيل لجان من وزارة الزراعة لمعرفة اللحوم ونوعها وطاقة الشركة وقدرتها المالية وبعد ذلك نخاطب الأحياء لتوفير أماكن مناسبة لا تعوق حركة المرور خاصة في المناسبات مثل شهر رمضان وعيد الأضحي.