يبدأ حجاج بيت الله الحرام اليوم السبت في التوافد والصعود على مشعر مِنى لقضاء يوم التروية، اقتداءً بسنة النبي "صلى الله عليه وسلم". وترتفع أصوات الحجيج بالتلبية خلال رحلة تصعيدهم من مكة إلى منى "لبيك اللهم لبيك.. لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك"، وذلك قبيل توجههم لأداء الركن الأعظم للحج والوقوف على جبل عرفة غدًا الأحد. وسيعود الحجاج إلى منى صبيحة اليوم العاشر من ذي الحجة، بعد وقوفهم على صعيد عرفات يوم التاسع، ومن ثم المبيت في المزدلفة، كما سيقضي الحجاج أيام التشريق الثلاثة في منى، لرمي الجمرات الثلاث مبتدئين بالجمرة الصغرى ثم الوسطى ثم الكبرى. «فضل يوم التروية» ويوم التروية هو اليوم الثامن من شهر ذي الحجة، وهو من أفضل الأيام عند الله سبحانه في العشر الأوائل من ذي الحجة، لأنه يحتوي على أحكام أساسية تتعلق بالحج، أولها قصد منى والاستعداد ليوم عرفة. «سبب التسمية» ويرجع السبب في تسميته بهذا الاسم لأن الحجاج كانوا يرتوون فيه من الماء في مكة ويعدونه ويخرجون به إلى منى ليكفيهم حتى آخر يوم في الحج. وفي رواية أخري قيل أن تسميته بيوم التروية جاء لأن سيدنا إبراهيم عليه السلام، رأى في في منامه ذبح ابنه سيدنا اسماعيل عليه السلام في تلك الليلة فأصبح يروي في نفسه ويقول أهو أمر من الله تعالى أم حلم؟. «السُنن في يوم التروية» يُستحب التوجه إلى مِنى قبل الظهر، على أن يُصلي بها الحجاج الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر قصراً للصلاة الرباعية وبدون جمع. ومن السُنة أن يبيت الحاج في مِنى يوم التروية، وألا يخرج الحاج من منى إلا بعد بزوغ شمس اليوم التاسع من ذي الحجة، ويستحب الإكثار من الدعاء والتلبية أثناء التوجه إلى منى. «السُنن المهملة» وهناك بعض السنن التي قد تقع من بعض الحجاج في منى يوم التروية، ومنها عدم الجهر بالتلبية، حيث تمر بعض الأفواج دون تلبية وفي ذلك خلاف للسنة. والسنة في التلبية هي الجهر ورفع الصوت فيها ما لم يكن ذلك شاقًا على الحاج، لأن في ذلك ثواب عظيم، وهكذ أمر الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه، فلا شيء يسمع تلبية الحاج من حجر أو مدر، إلا شهد له يوم القيامة عند الله سبحانه وتعالى. وذهاب بعض الحجاج مباشرة إلى عرفة وعدم المبيت في منى، وإن كان ذلك جائزًا ولكن الأفضل اتباع السنة التي جاءت عن الرسول عليه الصلاة والسلام "لتأخذوا عني مناسككم". وقيام بعض الحجاج بالقصر والجمع في الصلوات في منى فيه خلاف للسنة، حيث كان الرسول صلى الله عليه وسلم لا يجمع في منى، ولكن يقصر الصلاة الرباعية إلى ركعتين.