«العالم ليس مُستعدًا بالشكل الكافي لمنع الحروب البيولوجية».. كلمات تحذيرية وجهها «بان كي مون» أمين عام الأممالمتحدة، أمس الثلاثاء إلى دول العالم، في كلمة له ألقاها خلال جلسة نقاش عقدها مجلس الأمن الدولي، تحدث فيها عن مخاطر الأسلحة البيولوجية التي باتت قريبة من تدمير العالم، وأصبحت بلدان كثيرة على أعتابها. تناولت الجلسة نقاش التحديات التي تواجه عملية التصدي لانتشار أسلحة الدمار الشامل ووسائل إيصالها وما يتصل بها من مواد. وقال «كي مون» إن القضاء على أسلحة الدمار الشامل هو أحد المبادئ المؤسسة للأمم المتحدة، مُشيرًا إلى المقترح الذي قدمه في عام 2008، والمكون من خمس نقاط للوصول إلى عالم خال من الأسلحة النووية. ونوه «بان» أيضًا إلى تنامي التحديات الماثلة أمام نزع السلاح وجهود منع الانتشار، مُضيفًا أن التقدم التكنولوجي جعل سبل إنتاج وتوصيل المواد الكيميائية والبيولوجية والإشعاعية والنووية، أرخص وأسهل وأكثر توفرًا. وتحدث الأمين العام عن الأسلحة البيولوجية، مؤكدًا أن المجتمع الدولي ليس مستعدًا بالشكل الكافي لمنع هجوم أو حروب بيولوجية أو الاستجابة له محذرًا إن آثار وعواقب الحروب البيولوجية قد تتعدى عواقب الهجوم الكيميائي أو الإشعاعي. وترصد «الوفد» في التقرير التالي 10 معلومات عن الحروب البيولوجية التي أضحت في الوقت الحالي أشد دمارًا ووطأة من الحروب العسكرية. - تعرف الحروب البيولوجية بإنها الاستخدام المتعمد للجراثيم أو الفيروسات أو غيرها من الكائنات الحية وسمومها التي تؤدي إلى نشر الأوبئة بين البشر والحيوانات والنباتات، والتي يتم بثها داخل دول بعينها. - يطلق البعض على هذا النوع من الحروب اسم الحرب البكتيرية، أو الحرب الجرثومية، غير أن تعبير الحرب البيولوجية أكثر دقة لشموليته. - الاستخدام المتعمد للعوامل البيولوجية في الحروب بدء منذ سنوات، إذ كثيرًا ما لجأ المحاربون القدماء إلى تسميم مياه الشرب والنبيذ والمأكولات، وإلقاء جثث المصابين بالأوبئة في معسكرات أعدائهم. - استمر اللجوء إلى هذه العوامل حتى القرن العشرين، حيث استخدمها البريطانيون والأمريكان في جنوب شرقي آسيا لتدمير المحاصيل والغابات التي توفر ملجأ لقوات العصابات. - تصنف العوامل البيولوجية التي يمكن استخدامها في الحروب البيولوجية إلى خمس مجموعات، هي: «الكائنات الدقيقة مثل البكتيريا والفيروسات والفطريات، السموم الجرثومية الحيوانية والنباتية، ناقلات العدوى مثل الحيوانات المعضلية، الحشرات والنباتات المؤذية، المركبات الكيماوية المضادة للمزووعات». - وفي الحروب هناك ثلاث طرق أساسية لإيصال العدوى بالعوامل البيولوجية، وهي العدوى من خلال الجلد، والعدوى بواسطة المأكولات والمشروبات الملوثة، والعدوى بواسطة الهواء، ويمكن استخدام الطائرات والسفن والقنابل والمدافع والصواريخ كوسائط لنشر هذه العوامل في البلاد. - وللحرب البيولوجية صعوبات عدة، فمن الصعب ضبطها وتحديد مناطق تأثيرها عند اللجوء إليها، ولذا فإنها تعتبر أكثر خطورة من الأسلحة الكيماوية من ضمن أسلحة الدمار الشامل. - بذلت جهود مضنية طيلة القرن العشرين للحد من إمكانيات استخدامها وتطوير الأسلحة الخاصة بها. - وقعت الدول الكبرى في عام 1925 إتفاقية «جنيف» التي تمنع اللجوء إلى الأسلحة البكتريولوجية في الحروب، وذلك بالإضافة إلى منع الغازات السامة وغيرها، ولقد أقرت 29 دولة هذه الاتفاقية، كانت الولاياتالمتحدة وإسرائيل أبرز الممتنعين عن الانضمام إليها. - واتخذت الجمعية العمومية للأمم المتحدة قرارًا في ديسمبر 1966، يقضي بضرورة الالتزام بالبروتوكول المذكور، وبذلت بريطانيا خلال الستينات جهودًا باتجاه نزع السلاح البيولوجي، ولاقت تلك الجهود دعمًا واسعًا، لا سيما من الاتحاد السوفييتي. - وقام الرئيس الأمريكي السابق «ريتشارد نيكسون» في عام 1969 بإعلان استنكار الولاياتالمتحدة لاستخدام الأسلحة البيولوجية، وأمر بتدمير مخزون بلاده منها.