الوفد: الاستقطاب الدينى يهدد الديمقراطية

ناقشت الهيئة العليا لحزب الوفد مساء أمس الجمعة في اجتماعها الطارئ نتائج المرحلة الأولى لانتخابات مجلس الشعب و ما شهدته من إيجابيات وسلبيات والاستعدادات الخاصة بالحزب في المراحل القادمة .
وقالت الهيئة العليا في بيان لها: إنه بغض النظر عن أي نتائج وحسابات سياسية، لابد من أن نحيي و نعظم هذا الشعب الذي مازال يملك إرادته وقدرته على إدهاش العالم، و كل النخبة التي تابعت هذا الشعب المصري العظيم الذي خرج ليشارك و يثبت أنه صاحب وعى وتاريخ وحضارة وأن الشعب قرر قيادة الحياة السياسية المصرية .
واضاف البيان، أن الهيئة العليا لا تملك إلا الانحناء احترامًا لرأى الشارع المصري كما ظهر في صناديق الاقتراع حتى إن كان الاتجاه لتيار غير الوفد، لكننا في المقابل لدينا الإصرار ونمتلك العزيمة على أن نصل برسالتنا للشارع، وأن نعبر كل ما بدأ من صعوبات و سلبيات كي نصل لكل ناخب، و ان يكون الجوهر والأساس هو صالح المجموع من برامج ومعايير سياسية وقدرات فعلية لا انفعالية ترتبط بتعصب للدين الإسلامي أو الدين المسيحي.
وأوضح البيان، أن مصر تحتاج السواعد والأفكار التي تنهض بوطن و لا تصنفه، فإذا احتاجت مصر استثمارا فهو لكل المصريين دون تمييز، و إذا احتاجت لمزيد من النمو في مجال السياحة، فهم يأتون الى مصر واحدة ذات الوجه الواحد المشرق و الآمن.. التعصب الديني لا يقدم استقرارا مهما بدا عكس ذلك، و لا يقدم نموا الا بناء على تصنيف أو تفضيل، و هو ما نرفضه و لا نقبل به أو حتى نكون جزءا منه.
وتابع: كان هدف الثورة المصرية في 25 يناير هو تأسيس دولة ديمقراطية وطنية عادلة ترعى حقوق الوطن وتضمن حقوق المواطن الذي عانى كثيرا من الفساد والديكتاتورية والاستبداد .
وأشار إلى أن الاستقطاب الديني الحاد الذي تشهده الانتخابات يزعزع هذه الآمال ويهددها .. وهذه الآمال كانت وستظل جزءا راسخا من ثوابت الوفد ومبادئه التي ينادى بها وسوف يظل يدافع عنها بشكل أقوى وعلني ومباشر وسط الأحداث التي تشهدها الانتخابات .
وأكد البيان، أنه تم رصد عدد من السلبيات سواء من داخل الوفد أو خارجه .. ففي داخل الوفد ظن العديد من مرشحي المرحلة الأولى أن اسم الوفد وتراثه قد ضمن لهم النجاح فقصروا إعلانياً لضعف الإمكانات المالية في مواجهة التيارات المنافسة وأيضا تنظيمياً خاصة يوم الانتخابات حيث احترموا القانون والتزموا الصمت الانتخابي أمام اللجان بينما خرق المنافسون القانون وتواجدوا بشكل مكثف يفوق كل توقع .
وتابع: قاموا بالتأثير على الناخبين البسطاء بتوزيع دعاية وهدايا وكما هو معلوم فإن يوم الانتخابات يتوقف عليه 50% من النتائج .. تلك نقاط سلبية واضحة لنا فى إدارة العملية الانتخابية داخل الحزب وهذا أمر سنبدأ علاجه فورًا وسيتم التحرك بأسلوب مختلف فى الأيام القادمة لنشر برنامج الوفد ورؤيته الوسطية التي تعتمد على خبرة سياسية طويلة ولا تفرق بين المصريين والذي يحمل رؤية للخروج بمصر من المرحلة الحالية إلى طريق بناء مستقبلي واضح الملامح ليكون برنامج الوفد هو هذه المساحة الوسطية التي يبحث عنها المصريون الآن وسط تيارات تسعى لإحداث انقسام مجتمعي غير محمود العواقب.
ويحذر الوفد من خطورة استمرار سوء إدارة اللجنة العليا للانتخابات للعملية الانتخابية خاصة في تنظيم عمل اللجان باختيار الموظفين المعاونين للقاضي من ذات الدائرة الانتخابية والمعلومين مسبقاً حيث تم التأثير عليهم بوسائل كثيرة لا نريد أن نخوض فيها فكانوا يوجهون الناخب البسيط الذي جاء ليصوت خوفاً من الغرامة وأيضاً فرز الأصوات الذي شابه الكثير من الفوضى مع استمرار التواجد الأمني الذي كان على مستوى المسئولية في المرحلة الأولى، و نتمناه مستمرا مع المرحلتين الثانية و الثالثة.
وتدعو الهيئة العليا لحزب الوفد الشعب المصري إلى الاستمرار في مشاركته الرائعة لاختيار نوابه فى مراحل الانتخابات القادمة وأن يكون الاختيار بعيدا عن التعصب الديني الذي زرعه البعض فى أرض مصر وأصبح يهدد بتقسيمها لمناطق نفوذ سياسي بعد أن أوشك على النجاح في تقسيمها اجتماعيا و ثقافيا.
وطالبت الهيئة العليا للوفد، كل الأطراف السياسية بالحرص على مصلحة هذا الوطن أولاً قبل السعي بأي وسيلة للحصول على مقاعد البرلمان لقد كانت مصر دائمًا وستظل دولة وسطية متدينة تحترم وتحتضن كل أبنائها ولقد دافع الوفد عن هذه الهوية المصرية الواضحة عبر التاريخ وسيتمسك بالحفاظ والدفاع عنها وعن تماسك المجتمع المصري مهما كانت الحسابات او النتائج التي ستبقى مؤقتة، و الوطن خالد و مستمر.