اعتبرت مجلة " تايم" الأمريكية أن نتائج الاختبار الديمقراطى الذى خاضه الناخب المصري أظهر قوة التيارات السياسية المتعددة فى مصر على نحو يمكن أن يغير بشكل كبير من معايير الحراك السياسى في فترة ما بعد الرئيس السابق حسنى مبارك خلال الأشهر المقبلة. وألقت المجلة الامريكية - فى معرض تعليقها اليوم الجمعة على آخر تطورات أحداث الانتخابات البرلمانية فى مصر - الضوء على تزايد شعبية الإخوان المسلمين فى الشارع المصري وتراجع القوى الليبرالية . وأشارت المجلة الامريكية - فى سياق تحليل إخبارى اوردته على موقعها الالكترونى اليوم - " إلى أن الاخوان المسلمين أضحوا التيار السياسي صاحب الأغلبية في الشارع المصرى الآن ، ورجحت ان أهم منافس لهم على الساحة هم الإسلاميون التابعون للحركة السلفية، حيث تراجعت شعبية القوى العلمانية الليبرالية التي تسيطر على الاحتجاجات المتواصلة التي يشهدها ميدان التحرير" . وأضافت المجلة الامريكية الى انه وفقا للتقارير الواردة فإن هذه الاغلبية التى اكتسبتها جماعة الاخوان لم تكن مفاجئة للناخبين المصريين وذلك عقب انقضاء المرحلة الاولى من التصويت في الانتخابات البرلمانية المصرية التي اتسمت بالديموقراطية على نحو مخالف لما شهدته الثلاثون عاما الأخيرة من الممارسات القمعية والديكتاتورية من قبل النظام السابق ، لافتة الى المؤشرات الاولية التى افادت أن حزب الحرية والعدالة حصد نحو 40% من اجمالى الاصوات الانتخابية ويليه حزب النور السلفى الذي حصل على قرابة 25% من الاصوات. وتابعت مجلة" تايم" الامريكية في تعليقها على تلك المؤشرات قائلة "انه على الرغم من الشعبية التى اكتسبها حزب الحرية والعدالة فإن قادة الإخوان اسرعوا لطمأنة المصريين بأنه ليس لديهم أية نية للسعي إلى تشكيل حكومة ائتلافية مع السلفيين ، حيث انهم يعتبروا الأحزاب العلمانية الحليف المطلوب الذي يعزز رؤيتهم لارساء الديمقراطية فى مصر" . وأشارت المجلة إلى " انه على الرغم من الأحداث الأخيرة التى شهدها ميدان التحرير، فإن شرعية الانتخابات البرلمانية طغت على مطالب الناشطين الليبراليين والاشتراكيين الذين قادوا حركة الاحتجاجات فى ميدان التحرير فى الفترة الاخيرة، حيث ان تلك التيارات لم تعد تتصدر المشهد السياسي المصري بعد المرحلة الأولى من الإنتخابات" . واعتبرت المجلة ان نتائج الاختبار الديمقراطى الذى خاضه الناخب المصري اظهر قوة التيارات السياسية المتعددة فى مصر على نحو يمكن ان يغير بشكل كبير من معايير الصراع السياسى في فترة ما بعد مبارك خلال الأشهر المقبلة.