لم تكن حياة السباح الأوليمبي صاحب لقب أفضل رياضي في العالم "مايكل فيلبس" بحصوله على 23 ميدالية ذهبية مفروشة بالورود، ولم ينعم ابن أمريكا بحياة مرفهة خالية من المشاكل ليسطر تاريخ في رياضة السباحة يصعب على الكثيرين تحقيقه. فقد واجه فيلبس العديد من المشاكل والصعوبات التي كانت كفيلة أن تخرجه إلى الدنيا شخص بائس وغير متحمل للمسئولية، ولكن فيلبس كان أقوي من تلك العقبات فحولها إلى محفزات تدفعه نحو الأمام. ووفقا لموقع whatwomenwant، عندما كان في التاسعة من عمره، انفصل والده عن والدته، فعاني نفسيا، وبعدها بفترة قصيرة تم تشخيص حالته التي أثبت الأطباء أنه يُعاني من اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه المرض النفسي الذي يصيب الأطفال، فواجه مشاكل في تحصيله الدراسي، وذلك لأن مصابي هذا الاضطراب يعانون من نقص شديد في مستويات التركيز، فكان موضع انتقاد من زملائه، فقد عاش طفولة بائسة، التي كانت كافية لتحطيم احترام الذات لديه وتعزيز اصابته بالصدمة العاطفية، ولكن بتشجيع والدته ديبورا فيلبس تغيرت حياة مايكل عندما عُرض على السباحة ليحطم الأرقام القياسية العالمية، فنجح في حصد ميدالياته في 4 أولمبياد وهي أثينا 2004 بالحصول على 8 ميداليات بواقع 6 ذهبيات وبرونزيتان، فيما كانت الانطلاقة الكبرى في بكين وحصد 8 ذهبيات دفعة واحدة، أما لندن 2012 فتوج ب4 ذهبيات وفضيتان، ومؤخرا حصل على الذهبية مع المنتخب الأمريكي في أولمبياد ريو 2016. وفي العام 2014، القي القبض على فيلبس بتهمة قيادة السيارة وهو في حالة سُكر، الأمر الذي أوضع بسببه في السجن لمدة عام، ومنعه من المشاركة في بطولة الاتحاد الدولي للسباحة في العام 2015 بروسيا، وأعرب حينها عن اعتزاله اللعب دوليًا، قبل أن يتدخل زملائه بالمنتخب ليعدل عن قراره، وبالفعل نجحوا في إثنائه عن القرار، وعاد البطل الأمريكي ليحمل العلم الأمريكي في طابور العرض بافتتاح أولمبياد ريو دي جانيرو، ليصبح أيقونة للتحدي والنجاح والنضال. بات فيلبس مصدر الهام للعديد من الرياضيين، ورمزا للأمل لجميع أولئك الذين يسعون إلى النجاح ، فالنجاح يحتاج فقط مزيد من المثابرة والعصامية والاصرار بغض النظر عما تواجهه في الحياة. كما نجح فيلبس أن يحول النظرة السلبية أو الدونية التي ينظرها البعض لمصابي فرط النشاط ونقص الانتباه ADHD إلى نظرة ايجابية بعد أن بزغ اسمه في سماء نجوم السباحة.