أكد عدد من خبراء علم النفس، أن السبب وراء انتشار حوادث اغتصاب الأطفال والشذوذ الجنسى فى الآونة الأخيرة هو التنشئة غير السوية فضلا عن الابتعاد عن دور العبادة والتأثير السلبى لوسائل الإعلام، مشيرين إلى ضرورة إخضاع الطفل المغتصب للعلاج النفسى من أجل الحفاظ على صحته النفسية وإعادة تأهيله للانخراط فى المجتمع مرة أخرى. أكدت ميرفت جودة، استشارى الطب النفسى أن واقعة الإغتصاب التى تعرض لها طفل لا يتجاوز عمره 5 سنوات بمنطقة أكتوبر من قبل أحد رجال الأمن ليست الحادثة الأولى من نوعها ،لافتة إلى أن كافة المجتمعات فى مختلف دول العالم يحدث بها مثل هذة الجرائم فلا يوجد مجتمع خالى من الفساد. وأرجعت جودة فى تصريحات خاصة لبوابة الوفد السبب وراء إنتشار حوادث الإغتصاب فى الأونة الأخيرة وحالات الشذوذ الجنسى المتفشية فى المجتمع الأن إلى نقص الوعى ،فضلا عن التأثير السلبى للإعلام والتربية الغير سوية. وأوضحت جودة أن الشذوذ الجنسى هو نوع من الانحراف الأخلاقى ناتج عن عدم شعور الشخص القائم به باللذة الجنسية فى العلاقات السوية، مشيرة إلى أن رغبته فى السيطرة والشعور بذاته هى التى تدفعة لاغتصاب طفل. وأضافت الاستشارى النفسى أن هناك أساليب معينة يجب إتباعها مع الطفل المتعرض لحوادث الإغتصاب من أجل الحفاظ على سلامة صحته النفسية وتلافى الأثار السلبية التى تسببت بها الحادثة له وأولها ،عدم إجبار الطفل على رواية ما مر به ومحاولة مساعدته على نسيان كل ما تعرض له. وتابعت الإستشارى النفسى أنه يجب على أسرة الطفل وكافة المحيطين به الإطراء عليه وتعظيم كل شئ يفعله من أجل إعادة ثقتة بنفسة مره أخرى ،مشيرة إلى أهمية ترسيخ فكرة أن العلاقة الطبيعية تكون بين الرجل والمرأة وليس العكس بالإضافة إلى إجراء الفحوصات الطبية والتدخل السيكلوجى من أجل محو أثار الحادث من ذاكراته . ومن جانبها أشارت هبة عيسوى إستشارى نفسى إلى أن الشخص الذى يقبل على إغتصاب الأطفال لديه إعوجاج فى رغبته الجنسية ،لافتة إلى أن الإضطرابات النفسية هى التى تجعل بعض الأشخاص يشتهون ممارسة الجنس مع الحيوانات والأطفال أو الرجال. وأوضحت عيسوى أن هناك ثلاث دوافع للشخص الذى يقبل على إغتصاب الأطفال يأتى على رأسها رغبتة فى السيطرة على الأخرين فضلا عن شعورة بالنقص الشديد فى إقامة العلاقات السوية ،بالإضافة إلى تعرضة للتحرش الجنسى فى طفولته. وأكدت عيسوى أن التقبل والدعم والمساندة هما أهم ما يجب أن تقوم به الأسرة مع الطفل الذى تعرض لواقعة الإغتصاب ،موضحة أنه يجب على الأسرة أن تتقبل ما حدث له عن طريق إستماعهم له دون توبيخه ناهيك عن دعمه من خلال الثناء عليه. وتابعت الإستشارى النفسى أن هناك بعض الأعراض التى يعانى منها الطفل بعد الإغتصاب منها التبول الاإرادى التهتهة و المغص والإنعزال و تأخر المستوى الدراسى و فقدان الشهية أو كثرتها والكوابيس والأرق، لذلك يجب مساندته للتخلص من هذه الأعراض من خلال عرضه على طبيب نفسى. وشدد شاهين رسلان أستاذ الصحة النفسية أن المخدرات هى السبب الرئيسي وراء قيام الأشخاص بالتصرفات المنحرفة ،موضحا أن الشخص الذى يقبل على إغتصاب طفل هو شخص غير واعى وفاقد لقواه العقلية. عبر رسلان عن إستياءه من إنتشار حوادث إغتصاب الأطفال فى الأونة الأخيرة ،مؤكدا أن التنشئة الغير سوية هى أحدى الأسباب الرئيسية فى الإنحراف الأخلاقى فضلا عن إبتعاد الناس عن دور العبادة بالإضافة إلى التأثير السلبى للإعلام. ناشد رسلان الأسرة بضرورة عدم القيام بالأفعال الخاطئة أمام أطفالهم وأن يكونوا قدوة حسنة لهم ،مشيرا إلى ضرورة عدم قيام الأب بتعاطى المخدارات أمام أبناءة.