بسبب عدم التزامهم .. وزارة التموين تتوعد أصحاب المخابز السياحية المتلاعبة في أسعار الخبز السياحى والفينو    بالصور.. كنيسة رؤساء الملائكة تحتفل بأحد الشعانين    نشرة «المصري اليوم» الصباحية.. أسرة محمد صلاح ترفض التدخل لحل أزمته مع حسام حسن    اعتقال عشرات المؤيدين لفلسطين في عدد من الجامعات الأمريكية    الزمالك يسعى لخطف بطاقة التأهل أمام دريمز بالكونفيدرالية    عاجل.. مدحت شلبي يفجر مفاجأة عن انتقال صلاح لهذا الفريق    الفرح تحول لجنازة.. تشييع جثامين عروسين ومصور في قنا    حالة الطقس اليوم الأحد ودرجات الحرارة    الأزهر: دخول المواقع الإلكترونية المعنية بصناعة الجريمة مُحرَّم شرعاً    الأهرام: أولويات رئيسية تحكم مواقف وتحركات مصر بشأن حرب غزة    60 دقيقة متوسط تأخيرات القطارات بمحافظات الصعيد.. الأحد 28 أبريل    عيار 21 بكام.. انخفاض سعر الذهب الأحد 28 أبريل 2024    بطلوا تريندات وهمية.. مها الصغير ترد على شائعات انفصالها عن أحمد السقا    لا بديل آخر.. الصحة تبرر إنفاق 35 مليار جنيه على مشروع التأمين الصحي بالمرحلة الأولى    كينيا: مصرع 76 شخصًا وتشريد 17 ألف أسرة بسبب الفيضانات    محاكمة المتهمين بقضية «طالبة العريش».. اليوم    موعد مباراة إنتر ميلان وتورينو اليوم في الدوري الإيطالي والقناة الناقلة    تصفح هذه المواقع آثم.. أول تعليق من الأزهر على جريمة الDark Web    الأطباء تبحث مع منظمة الصحة العالمية مشاركة القطاع الخاص في التأمين الصحي    سيد رجب: بدأت حياتى الفنية من مسرح الشارع.. ولا أحب لقب نجم    السكك الحديد تعلن عن رحلة اليوم الواحد لقضاء شم النسيم بالإسكندرية    لتضامنهم مع غزة.. اعتقال 69 محتجاً داخل جامعة أريزونا بأمريكا    زلزال بقوة 6.1 درجة يضرب جزيرة جاوة الإندونيسية    التصريح بدفن جثة شاب صدمه قطار أثناء عبوره المزلقان بقليوب    ماكرون يعتبر الأسلحة النووية الفرنسية ضمان لبناء العلاقات مع روسيا    أتلتيكو مدريد يفوز على أتلتيك بلباو 3-1 في الدوري الإسباني    اشتباكات بين الفلسطينيين والاحتلال الإسرائيلي غرب رام الله    تسليم أوراق امتحانات الثانوية والقراءات بمنطقة الإسكندرية الأزهرية    فضل الصلاة على النبي.. أفضل الصيغ لها    غدا.. محاكمة عاطل متهم بإنهاء حياة عامل في الحوامدية    عضو اتحاد الصناعات يطالب بخفض أسعار السيارات بعد تراجع الدولار    حسام البدري: أنا أفضل من كولر وموسيماني.. ولم أحصل على فرصتي مع منتخب مصر    بالأسماء.. مصرع 5 أشخاص وإصابة 8 في حادث تصادم بالدقهلية    هيئة كبار العلماء السعودية تحذر الحجاج من ارتكاب هذا الفعل: فاعله مذنب (تفاصيل)    بعد التراجع الأخير.. أسعار الحديد والأسمنت اليوم الأحد 28 أبريل 2024 بالأسواق    هل مرض الكبد وراثي؟.. اتخذ الاحتياطات اللازمة    حسام غالي: كوبر كان يقول لنا "الأهلي يفوز بالحكام ولو دربت ضدكم (هقطعكم)"    إصابة 8 أشخاص في حادث انقلاب سيارة ربع نقل بالمنيا    نصف تتويج.. عودة باريس بالتعادل لا تكفي لحسم اللقب ولكن    اليوم، أولى جلسات دعوى إلغاء ترخيص مدرسة ران الألمانية بسبب تدريس المثلية الجنسية    عمرو أديب: مصر تستفيد من وجود اللاجئين الأجانب على أرضها    غادة إبراهيم بعد توقفها 7 سنوات عن العمل: «عايشة من خير والدي» (خاص)    نيكول سابا تحيي حفلا غنائيا بنادي وادي دجلة بهذا الموعد    الآن.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري للبيع والشراء اليوم الأحد 28 إبريل 2024 (آخر تحديث)    تحولات الطاقة: نحو مستقبل أكثر استدامة وفاعلية    متحدث الكنيسة: الصلاة في أسبوع الآلام لها خصوصية شديدة ونتخلى عن أمور دنيوية    ما حكم سجود التلاوة في أوقات النهي؟.. دار الإفتاء تجيب    الأردن تصدر طوابعًا عن أحداث محاكمة وصلب السيد المسيح    تشيلسي يفرض التعادل على أستون فيلا في البريميرليج    هل يمكن لجسمك أن يقول «لا مزيد من الحديد»؟    23 أكتوبر.. انطلاق مهرجان مالمو الدولي للعود والأغنية العربية    دهاء أنور السادات واستراتيجية التعالي.. ماذا قال عنه كيسنجر؟    السيسي لا يرحم الموتى ولا الأحياء..مشروع قانون الجبانات الجديد استنزاف ونهب للمصريين    أناقة وجمال.. إيمان عز الدين تخطف قلوب متابعيها    ما هي أبرز علامات وأعراض ضربة الشمس؟    دراسة: تناول الأسبرين بشكل يومي يحد من الإصابة بهذا المرض    " يكلموني" لرامي جمال تتخطى النصف مليون مشاهدة    هيئة كبار العلماء بالسعودية: لا يجوز أداء الحج دون الحصول على تصريح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بعد انتشار حالات الشذوذ الجنسى فى المجتمع.. خبراء يحللون الظاهرة.. طبيب نفسى: "مرض" وليس انحرافا سلوكيا.. أستاذ تاريخ: الثورة الجنسية غيرت واقع الشواذ فى الأمم الغربية.. خبير أمنى: إدمان مثل المخدرات

طفت إلى السطح فى الآونة الأخيرة ظاهرة خطيرة فى مجتمعنا لها آثار مدمرة على الفرد والمجتمع والأمة.. هذه الظاهرة هى جرائم الشذوذ الجنسى.
وفى ظل المناداة بالحرية الشخصية الذى لا يستطيع مجتمعنا تطبيقها بطريقة صحيحة، لأنها لا تعنى أن الفرد مطلق الحرية فى تصرفاته فى ما يتعلق بشؤونه الشخصية وتلبية حاجاته الجسدية، وإنما ينبغى أن تكون هناك حدود شرعية وقانونية تضبطها، بحيث لا يتعارض مع قوانين الطبيعة أو تنتهك الكرامة الإنسانية، بل يعتبر "الشذوذ الجنسى" إهانة للبشرية جمعاء.
"الشذوذ الجنسى" من الملفات المسكوت عنها الذى يجب علينا أن نفتحها مهما كانت ردود الأفعال، فهو من الظواهر التى اجتاحت مصر بعد ثورة 25 يناير، وإن كانت موجودة من قبل إلا أنها طفت على سطح الأحداث، فيجب أن نرصد أسبابها ومدى تأثيرها فى المجتمع، خاصة أنها فى مجتمعاتنا تمثل "كارثة" لأنه شىء مخالف للأديان السماوية، ومخالف لعاداتنا وتقاليدنا المصرية والعربية، ومن المتوقع أن تزداد الظواهر الغريبة فى مصر الأيام القادمة فى ظل مجتمع يتنفس الحرية لأول مرة وللأسف البعض يسىء استخدامها ويجدها فرصة لفعل كل ما هو شاذ.
وقد واجهنا فى تحقيقنا لهذا الملف الشائك بعض الصعوبات منها.. صعوبة الحصول على الأرقام الصحيحة حول مدى انتشار هذه الظاهرة، والسبب فى ذلك يعود إما لغياب الإحصاءات الرسمية، أو بسبب تضخيم الجهات الداعمة للشذوذ الجنسى لبعض الأرقام، وذلك من أجل التعظيم من شأن الشواذ ومدى انتشارهم، وأخيرا بسبب التكتم الذى يحيط بمثل هذه الانحرافات فى بعض المجتمعات.
وقد ظهرت فى الفترة الأخيرة تورط بعض الأمراء العرب فى ممارسة "الشذوذ الجنسى" منها ما ظهر على الساحة الإعلامية ومنها ما تمكنت الدول من تكتيمها إعلاميا.
كما أن الشذوذ الجنسى ليس فقط بين الرجال مع بعضهم البعض ولكن أيضا بين النساء مع بعضهن وهو ما يسمى ب"السحاق" بين الفتيات، ويرجع العلماء أن سبب انتشار هذه الظاهرة لأسباب عدة منها، "الإنترنت، والإعلام، وسوء التربية، والمخدرات، والاقتصاد" ونحن خضنا فى هذا الموضوع باستفاضة للوصول إلى أسباب هذه الظاهرة وكيف يتم حلها.
الشذوذ الجنسى عبر التاريخ
قالت الدكتورة نادية حسنى أستاذة التاريخ والحضارة الإسلامية، عُرف الشذوذ الجنسى فى مختلف الأزمنة والعصور، وأول من جاهر به هم قوم لوط، لذلك أصبح هذا الفعل يُسمى باسمهم "اللواط"، وقد اختلف العلماء فى أول من قام ب"السحاق" فقيل إنهم أهل الرس، وقد عرفه بعد ذلك كثير من الأمم مثل الآشوريين، والبابليين والمصريين، والهنود، واليونانيين، والفرس.
فعند اليونانيين كان هذا الفعل موجودا عندهم فى الأوساط العلمية والفكرية خاصة، وقد نقلوا هذه الآفة إلى الفرس الذى كان كتابهم الأفستا يحرمها ويراها "شذوذاً وجريمة شنعاء لا يجوز، بأى حال من الأحوال، الصفح عنها"، والهنود كانوا مثلا يخصون الغلمان ليتمتعوا بما فى صباهم من سحر وفتنة وينعموا بأصواتهم.
وقد عرف "الشذوذ الجنسى" عند العرب أيضا، سواء بين الرجال بعضهم ببعض، أم بين الرجال والغلمان، أم بين النساء بعضهن ببعض، وكانت تألف كتب تذكر فيها أفعال وآداب فى ممارسة الشذوذ الجنسى.
وقد استمر الشذوذ عبر العصور، وعرفته كثير من الأمم، ومن بينها الأمم الغربية.
وقد تغير واقع الشاذين جنسياً فى الأمم الغربية بعد الفترة التى عرفت بالثورة الجنسية، وبدأ ظهور هؤلاء يأخذ طابعا علنيا، ومن مظاهر هذه العلنية اجتماعهم فى عام 1968م، فى فندق ستون وول فى نيويورك، والذى نتج عنه اندلاع أعمال الشغب ل3 أيام متواصلة، نادى فيها الشاذون بسقوط الرجعية الجنسية، ومنذ ذلك التاريخ إلى الآن يتزايد سعى هؤلاء إلى تشريع وجودهم شيئا فشيئا، لدرجة أن بعض العقلاء من أبناء الغرب بدأوا يدقون ناقوس الخطر، ومن هؤلاء الرئيس الأمريكى الأسبق "نيكسون" الذى اعتبر أن هؤلاء الشاذين يضيعون أركان المجتمع، وإن الذى أضاع الإمبراطورية الإغريقية هو الشذوذ الجنسى، فأرسطو كان شاذا وكذلك سقراط، وأن الذى هدم الإمبراطورية الرومانية هو انحلال الأباطرة، ومضاجعة البابوات للراهبات، ويخلص نيكسون فى النهاية إلى أن أمريكا تتجه إلى المصير ذاته.
ولقد كان من نتائج تكاثر الشاذين جنسياً فى العالم الغربى أنهم أصبحوا يشكلون قوة ضاغطة على أرض الواقع، مما دفع بكثير من الدول إلى تعديل قوانينها التى تجرم الشذوذ الجنسى حتى تتماشى مع رغبات الشواذ فى بلادها، ومن بينها القانون البريطانى الذى لم يعد يعتبر منذ سنة 1967م. الشذوذ الجنسى فعلا جرمياً ما دام قائماً بين اثنين راشدين، بالغين، ومتفقين على ممارسة هذا الفعل. وكذلك فعلت كل من اسكتلندا، وشمال أيرلندا، وكندا، ونيوزلندا، وأكثر من نصف الولايات المتحدة الأمريكية.
هذا وقد تم إقرار زواج الشواذ جنسياً فى 6 بلدان فى العالم وهى النرويج، هولندا، بلجيكا، إسبانيا، كندا، وولاية ماساتشوستس الأمريكية.
الشذوذ الجنسى فى نظر الأطباء النفسيين
قال الدكتور إبراهيم عيد أستاذ الطب النفسى بجامعة عين شمس، إن الشذوذ الجنسى "مرض" وليس انحرافا سلوكيا ويدخل ضمن الانحرافات الجنسية التى يبلغ عددها 14 انحرافا، ويمكن علاجه فى حالات معينة إذا توافرت الإرادة التامة والاستعداد النفسى والعقلى لدى المريض نفسه، ويكون العلاج نفسيا.
وأضاف "عيد" أحيانا يقولون إن هناك خللا هرمونيا قد يؤدى إلى تحول الشخص وخصوصا إلى negative "سالب" ولكن فى معظم الأحيان لا تكون الأسباب راجعة إلى وجود خلل هرمونى ولكنها لأسباب ترتبط بالنشأة والتربية، ولا سيما فى سنوات الطفولة المبكرة، مشيراً إلى أن العامل الوراثى ليس له دور على الإطلاق فى الشذوذ.
وأضاف "عيد" أن معظم الشواذ أصبحوا شواذ لأنهم تعرضوا للاغتصاب فى الصغر ولم يتولى المسئولون عليه علاجه والإشراف عليه وتدعيمه نفسيا ليتخطى هذه المشكلة، وأن هناك أيضا أسبابا أخرى تؤدى إلى الانحراف الجنسى منها.. مداعبة الأم لابنها فى الصغر وتركيزها على منطقة من المناطق الحساسة فى جسده التى يترتب عليها تحويل تلك المنطقة إلى منطقة جذب له للاستلذاذ، وأضاف "عيد" إننى يأتينى فى العيادة الكثير من المرضى الشواذ الذين تم اغتصابهم وهم أطفال من عمه أو أخيه أو ابن خاله عن طريق المداعبة له فى منطقه معينة فى جسده.
وعن سبب ارتباط الشذوذ الجنسى بالجريمة.. يقول "عيد" إن الشاذ جنسيا تتسم مكونات شخصيته بالعنف، فهناك الشخص السلبى الذى لديه قدر عالٍ من التلذذ واستمراء تعذيب الآخرين ويبتهج بالقسوة وهو ما يسمى ب"السادية"، وهناك الشخص الإيجابى الذى لديه رغبه فى تعذيب الذات أى يحب أن يوجه له الضرب والقهر والإهانة ويستلذ بشكل الدم ويعيش اللذة بإحساسه بعذاب وتعب الآخر وتسمى ب"الماسوشية"، فغالباً عندما يتقابل النوعان تنتهى بوقوع جريمة، لذلك ترتبط تلك العلاقات غالبا بالجرائم، ومن الممكن أيضا أن ترتبط تلك الجرائم من أجل عائد مادى لديه، وهناك أناس أصبحوا محترفين فى هذا.
وعن العوامل النفسية التى يتعرض لها الشواذ.. يشير"عيد" أن الشواذ جنسيا نوعان أحدهما، من لديهم مشاعر وإحساس بالذنب عالٍ وأنه على الضد من كل الناس ومشاعر بتعذيب الذات وكراهيتها تبلغ إلى حد احتقار النفس وهذا النوع لديه رغبة دائما فى العلاج، والنوع الآخر الذى يتطابق مع هذا الانحراف ويعتبره جزءا من مكوناته النفسية، وقدر من الأقدار أنه شاذ، لذلك تجد لديه قناعة تامة بأنه ليس مريضا.
وعن أسباب انتشاره فى مصر.. يؤكد "عيد" أن الانهيار فى البناء الاجتماعى داخل مصر سبب انتشاره، فهناك شىء يسمى ب"اللا معيارية" وهى التغيرات الاجتماعية الكاسحة والمقصود بها هو البعد عن البناء القيمى والثقافى والتقاليد، وأضاف "عيد" أن هذه التغيرات تؤدى إلى هذه السلوكيات بالإضافة إلى ثقافة الإنترنت وعدم مراقبة الصغار بدخولهم لمواقع منافية، وبرأ "عيد" تعسر الزواج فى أن يكون سببا فى انتشار الشذوذ الجنسى فى مصر، بقوله: إن تعسر الزواج ليس له علاقة بالشذوذ، لأن الشاذ جنسيا من الممكن أن يكون متزوجاً ولديه أطفال ويملك أن يتزوج أكثر من امرأة ولكنه يفضل أن يجد ما يهتم به جنسيا وسلوكيا بعيدا عن الزواج بالشكل التقليدى.
من جانبها ترى الدكتورة "نهله ناجى" أستاذ الطب النفسى كلية الطب جامعة عين شمس، أن الشذوذ الجنسى ليس وراء الجريمة، ولكن الانحراف فى السلوكيات (اغتراب سيكولجى) التى يتبناها الشاذ منذ الطفولة، كالعنف والاعتداء على الآخرين والسرقة وتعاطى المخدرات هى السبب وراء الجريمة، فعندما يتعاطى الشاذ ذو الشخصية العدوانية والمنحرف فى سلوكياته للمخدرات يفقد قدرته على التحكم فى الأمور، ويمكن أن يمارس العدوان أيضا مع شريكه على شخص آخر.
وتقول ناجى: إن 90% من حالات اغتصاب الأطفال تكون من داخل منزله وإذا كان سن المغتصب أقل من 5 سنوات ينجح علاجه نفسياً بنسبة 100% لدرجة أنه لا يتذكر ما حدث له إلا إذا كانت الأسرة تتكلم كثيراً أمام الطفل عن هذا الأمر، أما فى حالة الطفل الأكبر من 5 سنوات فنسبة النجاح فيها تكون متوسطة بسبب وعيه لما حدث له فمن الصعب أن نحذفه من ذاكرته، وإذا كان الطفل لديه سلوكا عدائيا يتوافق معه الاغتصاب، فيتحول إلى شاذ جنسياً.
وأضافت أن الشواذ يمكن علاجهم إذا توافرت الإرادة بداخله وهذه بتكون نسبة ضعيفة جداً لأن معظم الشواذ لا يحاولون العلاج.
الشذوذ الجنسى فى نظر الخبراء الأمنيين وعلاقته بالجريمة
قال اللواء إيهاب يوسف الخبير الأمنى، إن الشذوذ الجنسى أصبح إدماناً مثله مثل المخدرات، فيجعل المريض به يفتعل أشياء غير سوية مما يجعله يرتكب أى جريمة.
وأضاف يوسف أن سبب ارتباط "الشذوذ الجنسى" بالجريمة أنه من الممكن أن يحدث ابتزاز من قبل أحدهما كالتصوير مثلاً أو امتناع أحدهما فى توقيت رغبة الآخر هذا فضلا على أنه بالتأكيد إنسان غير سوى فتحدث الجريمة.
وأرجع يوسف أسباب انتشار جرائم الشذوذ الجنسى فى الفترة الأخيرة، إلى حالة الفوضى الأمنية والاضطراب الذى تشهده البلاد، فضلاً عن انشغال الأسرة بالحالة الاقتصادية وتحملها عبء المعيشة والابتعاد عن التربية السليمة، مشيراً إلى أن الشذوذ الجنسى كان منتشراً فى العشوائيات ولكن فى الفترة الأخيرة نرى أنه انتشر وسط الطبقة الثرية من الأغنياء أو أبنائهم.
وقال اللواء أحمد عبد الفتاح الخبير الأمنى، إن سبب انتشار جرائم الشذوذ الجنسى فى الفترة الأخيرة له عدة عوامل أهمها حالة الانفتاح الإعلامى التى تشهدها البلاد الذى هو مسرح لاستيراد كل العادات الغربية إلى مجتمعاتنا، بالإضافة إلى انتشار الانترنت فى معظم المنازل إن لم تكن كلها، وأضاف عبد الفتاح أن تدنى الأخلاق وعملية التجرد الأخلاقى وانهيار القيم والحالة الاقتصادية وراء انتشار الجريمة فى الفترة الأخيرة.
رأى الدين فى الشذوذ الجنسى
موقف الشريعة الإسلامية من الشذوذ الجنسى..
يقول الدكتور أحمد كريمة المفكر الإسلامى والأستاذ بجامعة الأزهر، إن الشريعة الإسلامية كانت صريحة فى حكمها عن "فعل قوم لوط" و"السحاق"، قبل أن نبدأ أريد أن أوضح معلومة أنه من الخطأ الذى يقع فيه الكثير هو لفظ "اللواط"، فإننا بهذا ننسب هذا الفعل لسيدنا لوط عليه السلام، وهذا محال، ولكن يجب أن نقول "فعل قوم لوط" مشيراً إلى أنه لم ترد لفظة "لواط" فى القرآن الكريم بشكل مباشر، إنما ورد ذكر حكم قوم لوط عليه السلام الذين اجتمعوا على ارتكاب هذه الفاحشة، وقد ورد أيضاً وصف لحالتهم وسوء فعلتهم بقول الله عز وجل: "ولوطاً إِذ قال لقومه أتأتون الفَاحشةَ ما سبقَكم بِها من أَحدٍ من العالمين * إنَكُم لتأتون الرِجال شهوة من دون النساء بل أنتم قوم مُسرِفون"، كما جعل سبحانه عملهم من الخبائث بقوله: "ولوطاً آتيناه حكماً وعلماً ونجيناهُ من القَرية الَّتى كانت تعمل الخبائثَ إنّهم كانواْ قوم سؤ ٍ فاسقين"، وبيّن أيضا أنّ ما يعملونه عملا منكرا، ووصفهم بالإفساد والفساد، قال تعالى: "أَئنّكم لَتأتون الرجال وتقطعون السبيل وتأتون فى ناديكم المنكر فَما كان جوَاب قَومه إلا أَن قَالوا ائتنا بعذاب اللَّه إن كنت من الصادقين * قَال رب انصرنى على القَوم المفسدين"، ووصفهم الله تعالى بالظلم بقوله: "ولَما جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى قالوا إِنّا مهلكُو أَهل هذه القَرية إن أَهلها كانوا ظالمين".
إضافة إلى ذلك بيّن الله سبحانه وتعالى أن أول عقاب وقع على قوم لوط هو طمس العيون، يقول تعالى: "ولقَد راودوه عن ضيفه فَطَمسنا أَعينهم فذوقُوا عذابى ونذرِ"، والعقاب الثانى هو الفيضانات، فقال تعالى: "وأَمطَرنا عليهم مطَراً فَانظُر كيف كان عاقبةُ المجرِمين ".
هذا فى القرآن الكريم.. أما فى السنة النبوية الشريفة، فإن الأحاديث التى وردت فى اللواط عديدة، منها قوله صلى الله عليه وسلم "ملعون من عمل عمل قوم لوط "، وقوله صلى الله عليه وسلم "لعن الله من عمل عمل قوم لوط، لعن الله من عمل عمل قوم لوط، لعن الله من عمل عمل قوم لوط ".
أما أصحاب رسول الله فقد اتفقوا على أن من يعمل عمل قوم لوط فإن جزاءه القتل، وحجتهم فى ذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم "من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول به"، وجاء الخلاف بين أصحاب رسول الله فى كيفية قتله، فقال عمر بن الخطاب رضى الله عنه وجماعة من الصحابة والتابعين: يرمى بالحجارة حتى يموت أحصن أو لم يحصن، وقام 4 من الخلفاء، أبو بكر الصديق، وعلى بن أبى طالب، وعبد الله بن الزبير وهشام بن عبد الملك، بحرق من فعل هذا الفعل، وقال عبد الله بن عباس: "ينظر إلى أعلى ما فى القرية فيرمى منها منكساً، ثم يتبع بالحجارة، وأخذ ابن عباس هذا الحد من عقوبة الله لقوم لوط".
وموقف الشريعة الإسلامية من السحاق، فلم ينص القرآن الكريم صراحة عن حكم "السحاق"، أما فى السنة النبوية الشريفة فهناك أحاديث كثيرة تحرمه وتنهى وتحذر من عواقبه، فقال صلى الله عليه وسلم "السحاق بين النساء زنا بينهن" رواه الطبرانى.. وقال صلى الله عليه وسلم "إذا استحلت أمتى ستاً فعليهم الدمار.. إذا ظهر فيهم التلاعن، وشربوا الخمور، ولبسوا الحرير، واتخذوا القيان، واكتفى النساء بالنساء والرجال بالرجال" رواه الطبرانى فى الأوسط.
هذا وقد استند فقهاء الإسلام على هذه الأحاديث من أجل تحريم السحاق واعتباره من الكبائر، وأوجبوا عليه التعزير، واعتباره معصية لا حد فيها ولا كفارة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.