شهدت تركيا خلال الساعات الأخيرة انقلاباً جديداً، يقوده هذه المرة الرئيس التركى رجب طيب أردوغان ضد الديمقراطية. وواصلت حكومة أردوغان، أمس، اعتقال مئات العسكريين والقضاة لليوم الثانى على التوالي. وأعلن بكير بوزداج، وزير العدل التركى، اعتقال ستة آلاف شخص بتهمة التورط فى المحاولة الانقلابية. ولم يستبعد اعتقال المزيد. وقال فى تصريح لمحطة تليفزيون تركية: «ستستمر العملية القضائية بشأن ذلك». وأكدت صحيفة «حريات» التركية اعتقال 426 قاضياً، حتى ظهر أمس، من بين 2745 قاضياً صدرت بحقهم قرارات اعتقال عقب عزلهم من مناصبهم، فى مختلف أنحاء تركيا. وشملت عمليات الاعتقال قاضيين بالمحكمة الدستورية، هما ألب أرسلان ألطان، وإردال تيرجان وتفتيش منزليهما، وفق وكالة الأناضول التركية. كما جرى اعتقال 58 قاضياً بمجلس الدولة و11 قاضياً بالمحكمة العليا الاستئنافية من بين 140 قاضياً من نفس المحكمة، صدرت بحقهم قرارات اعتقال. ويواجه القضاة المعتقلون تهماً عدة، من بينها الانضمام لجماعة إرهابية، والسعى لقلب نظام الحكم. واستمرت، أمس، عمليات اعتقال القادة العسكريين الأتراك بتهمة التورط فى المحاولة الانقلابية. وشملت عملية الاعتقال 60 عسكرياً برتب مختلفة، من بينهم قائد قاعدة إنجرليك العسكرية التى يستخدمها التحالف الدولى لشن غارات جوية على تنظيم «داعش» وقائد لواء قوات خاصة. وأكد جان مارك آيرولت، وزير الخارجية الفرنسى، أن محاولة الانقلاب فى تركيا لا تعنى «شيكاً على بياض» ل«أردوغان». وقال: «نريد أن تعمل دولة القانون بصورة تامة فى تركيا، ومحاولة الانقلاب لا تعطى أردوغان (شيكاً على بياض) لتنفيذ عمليات تطهير». وتوقعت الصحف البريطانية، أمس، سعى أردوغان لاستغلال المحاولة الانقلابية لتعزيز سلطاته، وتضييق الخناق على معارضيه. ووصفت صحيفة «صنداى تلجراف» أردوغان بأنه شخص «انتقامى ومتسلط وسريع الغضب وعنيد». وأضافت أنه بعد المحاولة الانقلابية الفاشلة، فإنه «ستنطلق أسوأ غرائزه بشكل مضاعف كما تؤشر أول ردود فعله». وحذرت صحيفة «إندبندنت» البريطانية، من أن أردوغان سيستخدم القوة لتعزيز سلطته بعد محاولة الانقلاب، مشيرة إلى أن تركيا فى طريقها إلى «اختزال السلطة القضائية إلى أداة فى يد الحزب الحاكم». وعادت الحياة شبه الطبيعية، أمس، إلى شوارع العاصمة التركية أنقرة وإسطنبول، كبرى المدن التركية، مع إزالة آثار الانقلاب العسكرى من الشوارع. وحضر «أردوغان»، ظهر أمس، صلاة الجنازة على ضحايا العنف خلال المحاولة الانقلابية. ودعا «أردوغان» أنصاره إلى استمرار البقاء والاحتشاد فى الشوارع، مجدداً تعهده بتطهير مؤسسات الدولة من وصفهم ب«الإرهابيين». تفاصيل أخرى ص «5»