شهد التاريخ عبر سنوات طوال تقرب من قرن من الزمان أن الوفد هو الحزب الذي يمثل الشعب المصري أصدق تمثيل.. وهو الحريص كل الحرص على المصلحة الوطنية العليا، ومن أجل ذلك خاض المعارك تلو المعارك.. سواء مع المحتل الأجنبي، أو سلطان القصر الملكي في ذلك الوقت، كما قاتل من أجل الدستور وحماية الدستور واحترام أحكامه وعدم تعطيله، كما قاد معارك الشعب المصري باعتباره حزب الأغلبية الحقيقية من أجل اسقاط دستور سنة 1930 واعادة العمل بدستور سنة 1923 فكان له ما أراد وانتصرت ارادة الشعب المصري وبقى دستور 1923 قائما مطبقاً حتي ألغته حركة يوليو سنة 1952 أو انقلاب يوليو سنة 1952 إن شئت الدقة.. ثم قامت تلك الحركة بإلغاء النظام الملكي وإعلان النظام الجمهوري بعد حل الأحزاب السياسية على وعد باعداد دستور جديد واعادة الحياة النيابية وتحقيق حلم الشعب في تطبيق الديمقراطية الكاملة، ولكن تبخرت تلك الآمال وذهبت الوعود مع الرياح بعد أزمة مارس سنة 1954 واستبد عبد الناصر بالسلطة وزرع الديكتاتورية في مصر مقابل الضحك على الذقون سواء بالوعود البراقة.. أو الحيل الفاشلة والوسائل الفاشية مثل الاستعانة بهيئة التحرير ثم الاتحاد القومي ثم الاتحاد الاشتراكي..!! حتى وصلنا في عهد خليفته أنور السادات الى حزب الوسط.. ثم حزب مصر.. ثم الحزب الوطني الذي سقط أخيراً بحكم القضاء الاداري بعد نجاح ثورة الشعب المصري العظيمة في 25 يناير 2011 وإذا كانت الثورة قد أسقطت النظام الديكتاتوري الفاسد.. فذهب الى غير رجعة ولايزال قادته ورموزه المفسدون جميعاً في السجون.. انتظاراً لحكم القضاء العادل فإننا هنا نفخر ونسجل بكل تقدير واحترام بقاء الوفد كحزب سياسي له تاريخه وجذوره الضاربة في أرض مصر ليعود بعد سنوات القهر والفساد والديكتاتورية المقيتة البغيضة ليتصدر المشهد السياسي كحزب الأغلبية الحقيقية.. لا حزب الأغلبية الزائفة والمصنوعة بالتزوير - كما كان من أمر الحزب الوطني الذي باتت مقاره محترقة يعلوها السواد والخراب. ولعلي أذكر رئيس الوزراء السابق أحمد نظيف عندما قال بعد آخر انتخابات مزورة في نوفمبر وديسمبر سنة 2010 أن حزبه حصل على 99٪ وهذا دليل حب الشعب للحكومة وحزبها الآثم..!! فماذا ستكون اجابته الآن بعد أن زحفت جماهير الشعب المصري الثائر لتحرق مقار هذا الكيان المزيف والمبنى على الغش والتزوير والفساد والذي أتى على الأخضر واليابس وترك الشعب المصري بعد نهب الأموال والاراضي غارقاً في الديون.. والله المستعان على مواجهة تلك الآثار المتخلفة عن تلك الجرائم.. لتبقى بعض ذيوله او مخلفات انقاضه الذين يقول عنهم الكتاب والصحفيون اليوم بأنهم فلول الحزب الخائن.. وهذه تسمية غير صحيحة.. لأن الفلول تطلق على بقايا جيش انهزم أو هرب من الساحة والمواجهة الى الصحراء ليعيد تجميع بقاياه وذيوله في محاولة للعودة الى الوقوف.. ولكن هيهات.. هيهات، فأرجوك يا أخي المواطن أن تطلق عليهم «نفايات أو مخلفات الحزب الوثني الآثم» ويكفيهم فخراً أن جميع مقراتهم باتت محترقة ومتخربة تحزن على نفسها وعلى من بناها زوراً وبهتاناً. وأرجو أن أسجل هنا بحق أن حزب الوفد الذي أعلن رئيسه الحالي الدكتور السيد البدوي يوم 28 يناير أن الشعب أسقط الشرعية عن النظام وأن على الرئيس أن يرحل فوراً.. فكان أول صوت ينطلق مبشراً بنجاح الثورة واسترداد الشعب المصري لحريته وكرامته وحقوقه السليبة عبر أربعين عاما من الطغيان والفساد.. وها نحن أمام أول مراحل الفترة الانتقالية وأمام الانتخابات البرلمانية التي تبدأ مرحلتها الاولى في اواخر نوفمبر الحالي.. لنرى الوفد يتصدر زحف الشعب المصري وهو حزب الاغلبية الحقيقية القادر على قيادة المسيرة والوصول بالسفينة الى بر الأمان، وهو قادر - بعون الله وتوفيقه - رغم سوء حال التركة وعظم المسئولية وسيرى الشعب المصري الخير.. كل الخير.. على أيدي الوفد، وسوف يكون المستقبل ان شاء الله زاهراً مليئاً بالخيرات جزاء ما صبر عليه الشعب.. والله الموفق والمستعان على ما تصفون. ------ عضو الهيئة العليا للوفد