«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تفجيرات‮ "‬القديسين‮" خطة إسرائيلية لإعلان دولة الأقباط في مصر
نشر في الوفد يوم 19 - 01 - 2011



»‬نحن اليهود لسنا إلا سادة العالم ومفسديه،‮ ومحركي الفتن فيه وجلاديه‮« مقولة شهيرة للدكتور اليهودي أوسكار ليفي وهو شعار ورد ضمن كتاب‮ »‬بروتوكولات حكماء صهيون‮«‬،‮
‬ويتم تحقيقه الآن علي أرض الواقع فما نراه الآن مجرد تحقيق وتنفيذ لمخطط استعماري صاغته وأعلنته الصهيونية والصليبية العالمية لتفتيت العالم الإسلامي وعلي رأسه مصر وتجزئته وتحويله الي دويلات ورقية تكون فيها إسرائيل هي السيد المطاع‮.‬
مؤخرا تناقلت الصحف ومواقع الانترنت تصريحات خطيرة أدلي بها اللواء عاموس يادلين الرئيس السابق للاستخبارات الحربية الإسرائيلية‮ »‬أمان‮« حيث ذكر خلال مراسم تسليم مهامه للجنرال‮ »‬أفيف كوخافي‮« أن مصر هي الملعب الأكبر لنشادات جهاز المخابرات الحربية الإسرائيلية وأن العمل في مصر تطور حسب الخطط المرسومة منذ عام‮ 1979‮ مؤكدا أن مصر تقع في القلب من أنشطة هذا الجهاز ولا تزال تشكل أحد أهم مسارح عملياته وقال‮: أحدثنا اختراقات سياسية وأمنية واقتصادية في‮ أكثر من موقع ونجحنا في‮ تصعيد التوتر والاحتقان الطائفي‮ والاجتماعي‮ لتوليد بيئة متصارعة متوترة دائما ومنقسمة الي‮ أكثر من شطر،‮ لتعميق حالة الاهتراء داخل البنية والمجتمع والدولة المصرية ولكي‮ يعجز أي‮ نظام‮ يأتي‮ بعد حسني‮ مبارك عن معالجة مظاهر الانقسام والتخلف والوهن المتفشي‮ في‮ هذا البلد‮.‬
كما اعترف اللواء‮ يادلين بدور إسرائيلي‮ واسع في‮ مساعدة الحركات الانفصالية في‮ الجنوب السوداني‮ مضيفا‮: أنجزنا عملا عظيما للغاية في‮ السودان،‮ نظمنا خط إيصال السلاح للقوي‮ الانفصالية في‮ جنوبه ودربنا العديد منها وقمنا أكثر من مرة بأعمال لوجستيه لمساعدتهم،‮ ونشرنا هناك في‮ الجنوب ودارفور شبكات رائعة وقادرة علي‮ الاستمرار في‮ العمل إلي‮ ما لا نهاية ونشرف حاليا علي‮ تنظيم‮ »‬الحركة الشعبية‮« هناك،‮ وشكلنا لهم جهازا أمنيا استخباريا‮.‬
وتؤمن تل أبيب تماما بأن أمنها لن‮ يتحقق إلا بتفكيك الدول المركزية في‮ العالم العربي‮ وفي‮ مقدمتها مصر الي‮ دويلات طائفية متصارعة تصبح هي‮ الحكم بينها والمتحكم فيها،‮ والحقيقة أن هذه التصريحات ليست الأولي‮ من نوعها فهناك مخطط صهيو أمريكي‮ في‮ المنطقة‮ يستهدف مصر في‮ المقام الأول ليس فقط منذ عام‮ 1979‮ كما قال‮ يادلين ولكن قبل ذلك بسنوات طويلة وهذا ما أكدته عميلة سابقة في‮ جهاز الموساد بكشفها عن أن المخابرات الإسرائيلية خططت لاغتيال عدد من المسئولين والقادة المصريين بالقاهرة عام‮ 1948،‮ وأنها نجحت في‮ تهريب‮ »‬شحنة حشيش‮« الي‮ مصر عبر ضابط بالجيش البريطاني‮ لتمويل هذه العملية‮.‬
ورصدت العميلة السابقة‮ »‬روث قمحي‮« في‮ كتابها‮ »‬صهيونية في‮ ظل الأهرامات‮« الذي‮ صدر في‮ إسرائيل،‮ كيفية تغلغل الحركة الصهيونية في‮ مصر اعتبارا من عام‮ 1918‮ حتي‮ 1948‮ وطبيعة العلاقات المعقدة التي‮ حكمت عمليات الاتصال بين‮ يهود مصر وقادة الاستيطان اليهودي‮ في‮ فلسطين آنذاك‮.‬
وانفردت مؤلفة الكتاب بنشر عدد كبير من الوثائق والمعلومات عن‮ يهود مصر لم‮ يتسن نشرها من قبل،‮ حصلت عليها بفضل عملها في‮ الموساد لمدة‮ 32‮ سنة متواصلة وزواجها من‮ »‬دافيد قمحي‮« نائب رئيس الموساد ومدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية الأسبق‮.‬
وأوضحت‮ »‬روث قمحي‮« في‮ كتابها الذي‮ يقع في‮ 850‮ صفحة أنه بعد أسابيع قليلة من إعلان الدولة اليهودية أرسلت إسرائيل عميلا سريا‮ يدعي‮ »‬تيد كروس‮« الي‮ مصر لاغتيال عدد من المسئولين والقيادات والشخصيات العامة بهدف نشر الفتنة وعدم الاستقرار في‮ المجتمع المصري‮. كما أن هناك عدة مخططات صهيوأمريكية تكشف أن مصر مستهدفة نظرا لكونها أكبر وأكثر الدول تأثيرا في‮ المنطقة العربية تتمثل في‮ الآتي‮:‬
مذكرة الأمن القومي‮ 200
قدم مستشار الأمن القومي‮ السابق الصهيوني‮ »‬هنري‮ كيسنجر‮« في‮ عهد الرئيس ريتشارد نيكسون دراسة تم اعتمادها عام‮ 1974م من قبل الإدارة الأمريكية بعنوان‮ »‬مذكرة الأمن القومي‮ 200‮«. ومن أهم افتراضاتها وتوصياتها أن النمو السكاني‮ خاصة في‮ دول العالم الثالث،‮ يعتبر تهديدا للأمن القومي‮ للولايات المتحدة وحلفائها الغربيين،‮ لأن تزايد أعداد السكان في‮ تلك البلاد سيؤدي‮ الي‮ استهلاك الثروات المعدنية هناك من قبل تلك الشعوب‮.‬
وعقد اجتماعهم برعاية إحدي‮ أكثر الجماعات الصليبية المحافظة الجديدة تطرفا وهي‮ »‬لجنة الخطر الداهم‮« التي‮ ذكرت صراحة أن‮ »‬الإسلام‮« هو العدو العالمي‮ الجديد،‮ الذي‮ يجب أن تتم هزيمته من خلال ما‮ يسمي‮ الحرب العالمية الرابعة وكان المتحدث الرئيسي‮ في‮ اجتماع‮ »‬لجنة الخطر الداهم‮« هو‮ »‬نورمان بودهو ريتز‮«‬،‮ الشيوعي‮ السابق،‮ الذي‮ انقلب الي‮ محارب امبريالي‮ وهو مؤسس مجموعة المحافظين الجدد ويشغل صهر ريتز وهو إليوت أبرامز منصب مستشار الأمن القومي‮ لشئون الشرق الأوسط في‮ إدارة بوش ويعتبر جورج شولتز أحد أعضاء‮ »‬لجنة الخطر الداهم‮« الذراع والأداة للمؤسسات المالية والمصرفية في‮ وول ستريت،‮ ومن خلالها تم التخطيط لغزو العراق،‮ والتخطيط لانقلابات ضد سوريا وإيران وفي‮ النهاية المملكة العربية السعودية ومصر‮.‬
شيمون بيريز وتفكيك مصر
بعد الهجوم الإسرائيلي‮ علي‮ لبنان في‮ الحرب الأخيرة أعلنت وزيرة الخارجية الأمريكية وقتها أن الشرق الأوسط الجديد سيولد من رحم هذه الحرب قد‮ غرست إسرائيل في‮ قلب هذه المنطقة لتحقيق هذا الهدف‮.‬
فعالم عربي‮ يتسم بقدر من الترابط وبشكل من أشكال الوحدة‮ يعني‮ أنه سيصبح ذا ثقل استراتيجي‮ واقتصادي‮ وعسكري‮ ويشكل عائقاً‮ أمام الأطماع الاستعمارية الغربية،‮ واعتبر شيمون بيريز أن أول خطة لتفكيك العالم العربي‮ تبدأ من مصر وقال‮: لقد جرب العرب قيادة مصر للمنطقة لمدة نصف قرن فليجربوا قيادة إسرائيل إذن‮.‬
أما جيورا آيلاند رئيس شعبة العمليات بالجيش الإسرائيلي‮ سابقاً‮ والرئيس السابق لمجلس الأمن الوطني‮ فقد طرح خطته لإعادة تنظيم الشرق الأوسط في‮ حديث مع صحيفة هاآرتس مقترحاً‮ ضم‮ 12٪‮ من الضفة الغربية‮ »‬600‮ كيلو متر مربع‮« الي‮ الدولة الصهيونية و600‮ كيلو متر مربع من مصر تضم الي‮ قطاع‮ غزة ويوطن فيها مليون نسمة‮ »‬لإقامة ميناء بحري‮ ومطار دولي‮« علي‮ أن تعطي‮ مصر‮ 150‮ كيلو مترا مربعا في‮ النقب تعويضاً‮ لها‮.‬
فيما قام جاي‮ بخور بدوره بتقديم خطته لإعادة صياغة الشرق الأوسط والتي‮ تقضي‮ بأن تصبح مصر مسئولة عن قطاع‮ غزة،‮ ميضفاً‮ أن مصر تدرك اليوم أن‮ غزة الفائزة تعني‮ سيناء الخطرة بما‮ يهدد السياحة والاستقرار السياسي‮ والاجتماعي‮ كله‮.‬
واختتم قائلا‮: هل‮ يمكن لخمسة ملايين إسرائيلي‮ حتي‮ مع دعم الولايات المتحدة لهم أن‮ ينجحوا الي‮ الأبد في‮ إذلال ملايين المسلمين الذين‮ يغلون‮ غضبا بسبب هذا الإذلال الذي‮ لحق بهم‮.‬
وعلي‮ نفس الخط قال المؤرخ الصهيوني‮ برنارد لويس في‮ مقابلة مع صحيفة‮ »‬وول ستريت جورنال‮«: »‬إن العرب والمسلمين قوم فاسدون،‮ مفسدون،‮ فوضويون،‮ لا‮ يمكن تحضيرهم وإذا تركوا لأنفسهم فسوف‮ يفاجئون العالم المتحضر بموجات بشرية إرهابية تدمر الحضارات وتقوض المجتمعات،‮ ولذلك فإن الحل السليم للتعامل معهم هو إعادة احتلالهم واستعمارهم وتدمير ثقافتهم الدينية وتطبيقاتها الاجتماعية وفي‮ حال قيام أمريكا بهذا الدور فإن عليها أن تستفيد من التجربة البريطانية والفرنسية في‮ استعمار المنطقة لتجنب الأخطاء والمواقف السلبية التي‮ اقترفتها الدولتان‮«.‬
وأضاف‮: من الضروري‮ إعادة تقسيم الأقطار العربية والإسلامية الي‮ وحدات عشائرية وطائفية ولا داعي‮ لمراعاة خواطهم أو التأثر بانفعالاتهم وردود الأفعال عندهم ويجب أن‮ يكون شعار أمريكا في‮ ذلك‮ »‬إما أن نضعهم تحت سيادتنا أو ندعهم ليدمروا حضارتنا‮« ولا مانع عند إعادة احتلالهم أن تكون مهمتنا المعلنة هي‮ تدريب شعوب المنطقة علي‮ الحياة الديمقراطية،‮ ومن خلال هذا الاستعمار الجديد لا مانع أن تقوم أمريكا بالضغط علي‮ قيادتهم الإسلامية دون مجاملة ولا لين ولا هوادة ليخلصوا شعوبهم من المعتقدات الإسلامية الفاسدة،‮ ولذلك‮ يجب تضييق الخناق علي‮ هذه الشعوب ومحاصرتها واستثمار التناقضات العرقية والعصبيات القبلية والطائفية فيها قبل أن تغزو أمريكا وأوروبا لتدمر الحضارة فيها‮.‬
وقدم لويس مخططا لتقسيم الدول العربية والإسلامية اعتمدته الولايات المتحدة لسياستها المستقبلية،‮ فبتكليف من وزارة الدفاع الأمريكية‮ »‬البنتاجون‮« بدأ المؤرخ الصهيوني‮ المتأمرك بوضع مشروعه الشهير الخاص بتفكيك الوحدة الدستورية لمجموعة الدول العربية والإسلامية جميعا كلا علي‮ حدة،‮ ومنها العراق وسوريا ولبنان ومصر والسودان وإيران وتركيا وأفغانستان وباكستان والسعودية ودول الخليج ودول الشمال الأفريقي‮.... الخ‮.‬
وتعتمد الخطة علي‮ تفتيت كل دولة الي‮ مجموعة من الدويلات العرقية والدينية والمذهبية والطائفية وقد أرفق بمشروعه المفصل مجموعة من الخرائط المرسومة تحت إشرافه تشمل جميع الدول العربية والإسلامية المرشحة للتفتيت بوحي‮ من مضمون تصريح‮ »‬بريجنسكي‮« مستشار الأمن القومي‮ في‮ عهد الرئيس‮ »‬جيمي‮ كارتر‮«.‬
وفي‮ عام‮ 1983‮ وافق الكونجرس الأمركي‮ بالإجماع في‮ جلسة سرية علي‮ مشروع الدكتور‮ »‬برنارد لويس‮« وبذلك تم تقنين هذا المشروع واعتماده وإدراجه في‮ ملفات السياسة الأمريكية الاستراتيجية لسنوات مقبلة‮.‬
وقسم برنارد لويس مصر الي‮ أربع دويلات هي‮:‬
1‮ - سيناء وشرق الدلتا‮: تحت النفوذ اليهودي‮ »‬ليتحقق حلم اليهود من النيل الي‮ الفرات‮«.‬
2‮ - الدولة النصرانية‮: عاصمتها الإسكندرية وتمتد من جنوب بني‮ سويف حتي‮ جنوب أسيوط واتسعت‮ غربا لتضم الفيوم وتمتد في‮ خط صحراوي‮ عبروادي‮ النطرون ليربط هذه المنطقة بالإسكندرية‮. كما اتسعت لتضم أيضا جزءا من المنطقة الساحلية الممتدة حتي‮ مرسي‮ مطروح،‮ وهذا الأمر‮ يبرر الاتهامات الموجهة لإسرائيل بالوقوف وراء حادث كنيسة القديسين بالإسكندرية‮.‬
3‮ - دولة النوبة‮: تتكامل مع الأراضي‮ الشمالية السودانية وعاصمتها أسوان وتربط الجزء الجنوبي‮ الممتد من صعيد مصر حتي‮ شمال السودان باسم بلاد النوبة بمنطقة الصحراء الكبري‮ لتلتحم مع دولة البربر التي‮ ستمتد من جنوب المغرب حتي‮ البحر الأحمر‮.‬
4‮ - مصر الإسلامية‮: عاصمتها القاهرة وتضم الجزء المتبقي‮ من مصر ويراد لها أن تكون أيضا تحت النفوذ الإسرائيلي‮ حيث تدخل في‮ نطاق إسرائيل الكبري‮ التي‮ يطمع اليهود في‮ إنشائها‮.‬
ويبدو أن الأزمة المثارة حاليا بين دول حوض النيل العشر‮ غير بعيدة عن تسارع مخططات حكومة نتنياهو المتطرفة لإعلان إسرائيل‮ »‬دولة‮ يهودية‮« وفشل فكرة تحويل جزء من مياه النيل الي‮ صحراء النقب عبر سيناء التي‮ تقدم بها الزعيم الصهيوني‮ تيودور هرتزل عام‮ 1903‮ الي‮ الحكومة البريطانية‮.‬
وكشف كتاب أصدره مركز دايان لأبحاث الشرق الأوسط وأفريقيا التابع لجامعة تل أبيب حول‮ »‬إسرائيل والحركة الشعبية لتحرير السودان‮« من إعداد ضابط الموساد السابق العميد المتقاعد موشي‮ فرجي‮ عما فعلته إسرائيل لكي‮ تحقق مرادها في‮ إضعاف مصروتهديدها من الظهر وكيف أنها انتشرت في‮ قلب أفريقيا في‮ الفترة من عام‮ 56‮ الي‮ 77‮ وأقامت علاقات مع‮ 32‮ دولة أفريقية لكي‮ تحيط بالسودان وتخترق جنوبه وكيف وسعت علاقاتها مع دول حوض النيل للضغط علي‮ مصر‮.‬
واستطرد‮: أثيوبيا تعتبر من وجهة نظر علماء الجغرافيا نافورة مياه افريقيا وعلي‮ الرغم من أن معظم زراعتها تقوم علي‮ المطر أي‮ أنها لا تحتاج بدرجة كبيرة الي‮ مياه النيل،‮ إلا أن علاقتا الوطيدة بإسرائيل هي‮ التي‮ تدفعها دائما للتذمر حول قيمة حصتها وحصة مصر من مياه النيل‮.‬
واختتم‮ »‬فرجي‮« قائلا‮: إن دور إسرائيل بعد‮ »‬انفصال الجنوب‮« وتحويل جيشه الي‮ جيش نظامي‮ سيكون رئيسيا وكبيرا ويكاد‮ يكون تكوينه وتدريبه صناعة كاملة من قبل الإسرائيليين وسيكون التأثير الإسرائيلي‮ عليه ممتدا حتي‮ الخرطوم ولن‮ يكون مقصورا علي‮ مناطق الجنوب بل سيمتد الي‮ شمال السودان ليتحقق الحلم الاستراتيجي‮ الاسرائيلي‮ في‮ تطويق مصر‮.‬
وهناك دراسات إسرائيلية أخري‮ أشارت الي‮ أن السياسة الإسرائيلية تستهدف تهديد الأمن المصري‮ بمحاولة زيادة نفوذ إسرائيل في‮ الدول المتحكمة في‮ مياه النيل من منابعه من التركيز علي‮ إقامة مشروعات زراعية تعتمد علي‮ سحب المياه من بحيرة فيكتوريا وهي‮ تعتمد في‮ تحقيق ذلك علي‮ خلق المشاكل والتوترات بين الأقطار العربية والأفريقية بما‮ يشغل مصر عن القضية الفلسطينية كما تستهدف السياسة الإسرائيلية الحصول علي‮ تسهيلات عسكرية في‮ دول منابع النيل واستخدام القواعد الجوية والبحرية مثل ما حدث من مساعدات لإسرائيل من قواعد اثيوبيا في‮ عدوان‮ 1967‮ واستخدام الدول الافريقية كقاعدة للتجسس علي‮ الأقطار العربية اضافة الي‮ تصريف منتجات الصناعة العسكرية الإسرائيلية وخلق كوادر عسكرية افريقية تدين لها بالولاء‮.‬


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.