عند استجابة الرئيس السيسى لنداء الشعب، وقبوله تفويض الملايين من المصريين فى إدارة شئون البلاد، خرج البعض واعترض، ليس على شخص الرئيس دائمًا ولكن تخوفًا من الفكر العسكرى، أو كما كانوا يقولون «حكم العسكر». وبمرور الأيام ثبت لهؤلاء وغيرهم انهم كانوا مخطئين، وأن من يلقبونهم بالعسكر هم الأقدر على إعادة بناء دولة، كادت أن تسقط وتنهار لولا تدخل القوات المسلحة ومساندتها للشعب فى 30 يونية، فبهذه المساندة وكما أكد خبراء استراتيجيون ل«الوفد» أوقف الجيش قطار الدهس «الصهيوأمريكى» وحمت قواتنا المسلحة الباسلة الإرادة الشعبية، وتلاحمت مع الجماهير وكانت مواقفها المشرفة من ثورة يونية السبب الرئيسى لنجاحها. قال خبراء عسكريون إن مصر قبل ثورة 30 يونية كانت تقف على حافة «الدولة الفاشلة».. لكن بعد الثورة وخلال عامين من حكم الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى اختار الطريق الصعب، تجاوزت مصر الفشل، إذ لم يستعمل الرئيس المسكنات واقتحم المشكلات الكبرى، وأقام المشروعات العملاقة التى تحقق التنمية الشاملة المستدامة. وأجمع الخبراء على أن ثورة 30 يونية كانت ثورة تصحيح، مشيرين إلى انها كانت إرادة شعب صاحبها دور وطنى للقوات المسلحة أوقف مطار الدهس الصهيو- أمريكى. بداية، قال اللواء جمال عبدالبارى مدير مباحث وزارة الداخلية، إن ثورة 30 يونية نقلت مصر نقلة أمنية وسط مجرمين الإرهاب ووفرت قدرة غير عادية وغير مسبوق من الأمن والأمان لأبناء الشعب المصرى، وسط كل ما يجرى فى سوريا وليبيا والعراق وأضاف: «يكفى أن الشعب ينام أبناؤه وهم مطمئنين على أولادهم». وأكد عبدالبارى أن نجاح الثورة كان بأبناء مصر البواسل المخلصين، رغم بحور البلطجية والخلايا الإرهابية «القذرة» التى كانت تسيطر على البلد، والتى كانت تحدث وقيعة بين الشعب ومؤسساته الأمنية من جيش وشرطة، لكن ما حدث كان «حلم» إذ اتحد الجيش والشعب والشرطة.. وكانت ثورة 30 يونية هذه الثورة الشعبية العظيمة التى لجأت بتخطيط استراتيجى محكم، تحقق الحلم بمعجزة. وأشار إلى أن الإنجازات التى تحققت بعد ثورة 30 يونية تفوق الخيال.. وما تحقق من إنجازات على مدار ثلاثة أعوام مضت لم يكن ليتحقق على مدار 30 عاماً مضت، فهذا حلم وإنجاز غير مسبوق تحقق بعزيمة الشعب وتعاون الجيش والشرطة وبقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى القائد العظيم والأب لكل المصريين. أضاف اللواء عبدالبارى، أن مصر خلال الثلاث أعوام المقبلة ستكون جنة الله فى الأرض الخبير الاستراتيجى اللواء سمير بدوى مستشارا أكاديمية ناصر العسكرى العليا.. فقال ان وضع مصر قبل 30 يونية، كان قد وصل إلى حد الخطورة يهدد الأمن القومى المصرى، فكانت هناك جماعة تحكم مستأثرة بالحكم ومسيطرة على جميع مفاصل الدولة، وتمكن أفرادها ممن ليست لديهم أى خبرة فى إدارة شئون الدولة من السيطرة على الحكم.. وبالتالى البلد كانت تسير فى طريق شديد الخطورة. يضاف لذلك التهديدات سواء من الداخل أو الخارج.. فكلها كانت تهديدات لهدم الدولة، لذا كان لابد من أن تكون للدولة وقفة أمام هذه الهجمة الشرسة، وبالفعل كانت الوقفة هى قيام الشعب بثورة 30 يونية من أجل إنجاز مستقبل البلد وإخراجها من الأخطار التى كانت تحدق بها.. لذا كان لابد من تحرك شعب للتخلص من هذه الجماعة الإرهابية، وبالفعل ساند هذا التحرك الشعب القوات المسلحة من نسيج هذا الوطن. وأضاف اللواء بدوى بعد 30 يونية بدأت الأمور ترجع إلى المسار الصحيح، لافتاً، إلى التلاحم الشعبى خلق القيادة السياسية والقيادة العسكرية، وهو يتجلى فى أعظم صورة، وبالتالى ينعكس ذلك فى دور القوات المسلحة تجاه المطالب الشعبية، والمشاركة فى معظم مشروعات التنمية أو التخفيف عن معاناة الشعب سواء بتوفير المواد الغذائية، ودعم المطالب الشعبية فى جميع الاتجاهات. وأضاف لابد أن يكون مدركا للأخطار التى تحيط به، ويدرك أن نجاحنا فى 30 يونية وما بعد 30 يونية، كان تدميرا للمخططات التى تحاك ضد مصر.. والثورة لم تفض إلى هذه المخططات جميعها، ولكنها أجهضتها ولاتزال تكافح ضد المخططات التى تستهدف التأثير بالسلب على مستقبل هذه الدولة.. ويقظة الشعب وتلاحمه مع قواته المسلحة والوقوف خلف القيادة السياسية مهم جداً لإجهاض أى مخططات تؤثر على هذه الأمة. وكشف اللواء بدوى، أن مخطط إجهاض وإسقاط المؤسسة الأمنية لايزال مستمراً وليس فقط فى المؤسسة الأمنية بل فى جميع مؤسسات الدولة، خصوصاً مخطط إجهاض وإسقاط المؤسسة العسكرية الذى لايزال مستمرا لكن هيهات لتنفيذه طبعاً. وقال اللواء محمد شوشة محافظ شمال وجنوب سيناء الأسبق ان ثورة 30 يونية غيرت المسار الذى كانت تتجه إليه مصر من متاهات.. وما حدث كان تفتيتا ربانيا، أرادة الله لأن المولى عز وجل لا يريد تمزيق الشعب المصرى.. وبالتالى، ما حدث فى 30 يونية هو إنقاذ من الله للشعب المصرى. وأضاف أن ثورة 30 يونية كانت برؤية استراتيجية وليست برؤية عسكرية.. ففى بداية الأحداث كانت هناك آراء مختلفة دولية وإقليمية.. ونسبة التأييد لم تكن لتتعدى ال20٪. وبعد ذلك عندما أثبتت الأيام أنها ثورة حقيقية، بدأت تدريجياً على المستوى الدولى والإقليمى، خصوصاً أن القارة الأفريقية أخذت موقفاً. ومجلس الأمن أن ذاك اتخذا أيضا موقفا من مصر، وأشار شوشة إلى أن الشرطة تواصل جهودها.. والشرطة بعد 30 يونية ليست هى الشرطة قبل 25 يناير فهى جزء من المجتمع. الخبير الاستراتيجى اللواء طلعت موسى مستشار أكاديمية ناصر العسكرية العليا يؤكد أن ثورة 30 يونية قام بها الشعب من أجل أن تغير نظام الحكم القائم، وإرادة الشعب تمثلت فى المظاهرات التى اندلعت فى جميع حافظات ومدن وقرى مصر من أسوان إلى الإسكندرية ومرسى مطروح، إذ تظاهرت هذه الجماهير لتعبر عن إرادتها ومطالبها وآمالها وطموحها بالنسبة للمستقبل.. وهذا الشعب العظيم يمتلك قوات مسلحة طبقاً لما جاء فى الدستور.. والقوات المسلحة ملك للشعب تحمى إرادته وتنفذ مطالبه وليست لتحمى نظاماً بعينه. ويتابع موسى قائلاً: 30 يونية كانت وقفة ومحطة رئيسية فى تاريخ مصر لأنها طلبت تغيير نظام الحكم الذى انحرف عن المسار الذى كان مقرراً له. ولفت موسى، إلى أن الشعب أيضاً هو الذى أتى بالإخوان و«مرسى» إلى سدة الحكم فى يونية 2012، والشعب هو الذى أزال حكم الإخوان فى 30 يونية 2013، ثم فتح باب الترشح لرئاسة الجمهورية لمن يريد أن يتقدم، مؤكدا أن خطوات الديمقراطية والانتقال السلمى للسلطة كانت هى مسار الدولة بعد 30 يونية التى تمثل نقلة تاريخية. وأشار موسى، إلى ما تحقق منذ اندلاع ثورة 30 يونية حتى الآن.. واصفا ذلك بأنه «معجزات». وبعد أن كانت مصر تقف على حافة «الدولة الفاشلة» قبل الثورة أصبحت تسير على الطريق الصحيح. وأوضح أن الدولة الفاشلة هى التى لا تستطيع أن تعنى بالتزامتها وعلاقتها الدولية مع الدول الأخرى، ويصدر البنك الدولى تعليماته فى تقاريره الدولية بأن مصر دولة غير قادرة على الوفاء بالتزامتها. لكن بعد عامين أصبحت مصر على قمة النظام العالمى، وعضو غير دائم فى مجلس الأمن لمدة عامين. الرئيس زار 33 دولة فى العالم خلال العامين، ونجح فى جذب المستثمرين. وتقدمت مصر اقتصاديا بشكل غير مسبوق فنجد مشروع محور القناة، وقناة السويس الجديدة، وهى إنجاز عالمى كان مخططا لها أن تتحقق فى أربع سنوات لكن مصر نجحت فى حفرها فى عام واحد. أيضاً نجد مشروع شرق التفريعة الذى يضم مجمعات صناعية وسكنية ومزارع سمكية، ويجرى حاليا شق نفقين تحت القناة أحدهما للسيارات والآخر للسكة الحديد، ومدينة القنطرة الجديدة ومدينة الإسماعيلية الجديدة.. وكل هذا شرق القناة. ويواصل قائلاً: والقوات المسلحة نفسها، حققت قفزات هائلة وأصبحت رقم 10 على مستوى العالم، لتصبح مصر أقوى قوة ضاربة فى الشرق الأوسط. أيضا نرى حاملة الطائرات الدجيدة «مسترال جمال عبدالناصر وأنور السادات، و24 طائرة رافال تم التعاقد عليها، مع فرانسا، بجانب تصنيع أول سفينة حربية فى ورش مينا الإسكندرية، وغير ذلك الكثير. نذكر أيضا زيادة الرئيس الفرنسى ثلاث مرات لمصر فى عام واحد وأيضاً تسلمنا غواصة من ألمانيا.. وأكد موسى أن مصر قفزت قفزة كبيرة جدا.. اقتصادياً وعسكرياً وأمنياً. من جانبه، قال اللواء عبدالحكيم حمودة المدير التنفيذى لتنمية الأسرة والمجتمع ان ثورة 30 يونية كانت ثورة تصحيح للأوضاع التى كانت موجودة قبل 25 يناير، وفى ظل حكم الإخوان وخال عام كانت المؤسسات قد بدأت فى الانهيار، وبالتالى كان لابد من حركة تصحيح، وتكاتف الشعب بالاعتراض على هذا الحكم فى 30 يونية.. وكان استفتاء بطلب رسمى بالتغيير.. وحمداً لله أن تم التغيير، وأضاف: «نحن الآن دولة مؤسسات وتوجد استقلالية كاملة للسلطات مشيراً إلى ان الإنجاز اليوم يجب أن يكون الحفاظ على الدولة، ومن يرد أن يعرف أين نحن الآن، فعليه أن يشاهد باقى الدول أين هى الآن..؟؟ علينا ان نرى ما يحدث فى ليبيا وسوريا واليمن وفى العراق، وبعد ذلك نتحدث عن مصر لندرك أين نحن؟.. ونحمد ربنا على ما نحن فيه من استقرار وأمن وأمان. وأكد حمودة، أننا دولة مؤسسات ومشروعات قومية تؤسس ل 30 و50 سنة قادمة فلدينا مشروع قومى لاستصلاح أراض زراعية، وتنمية القناة، وقناة السويس الجديدة ومشروع إسكان اجتماعى يؤسس لفترة قادمة لخدمة الشباب، وخطة لمشروعات قومية عملاقة بقوة جبارة. وأضاف: «خلال عامين ستؤتى هذه المشروعات القومية ثمارها بالكامل وسنشهد نقلة مختلفة تماماً» لمصر بتحقيق أكبر قدرة من الإنجازات على مستوى العالم. الخبير الاستراتيجى الدكتور سعد الزنط أكد أن ما تحقق فى عهد الرئيس السيسى فى 24 شهراً، على المستوى الاستراتيجى يعد إنجازاً غير مسبوق، بينما على المستوى العام وعلى مستوى صناعة الدولة نجد أن مصر مدت بمحطتين رئيسيتين فى تاريخها الحديث، ويقيننا المحطة الثالثة يصنعها الرئيس السيسى. وأوضح أن المحطة الأولى صنعت 1805م، والمحطة الثانية كانت فى النصف الثانى من القرن ال 19 مع الخديوى إسماعيل، والآن المحطة الثالثة والأهم فى تاريخ مصر الحديث التى يصنعها «السيسى» لافتا إلى أننا الآن بصدد بناء دولة حديثة، بشكل فعلى وليست مجرد كلام.. بل بالفعل الواعى القادر على بناء دولة حديثة. وأشار الزنط إلى أن الشعب فى 30 يونية شاهد قيادة لديها القدرة على صناعة القرار وجرأة إصداره، وهذا أهم شىء يجب أن يتوافر فى القيادة الناجحة وهو الرؤية والقدرة على صناعة وإصدار القرار، مؤكداً أن ما تم فى ثورة 30 يونية كان دوراً وطنياً للقوات المسلحة وليس دوراً سياسياً أوقف قطار الدهس الصهيو- أمريكى القادم نحو مصر، ويكفى هذه اللحظة، ثم ما ترتب عليها فى أشكال الخارطة السياسية بدستور جيد، وطريقة ديمقراطية واضحة وشفافة لاختيار الرئيس. ويراهن الزنط على أن البرلمان المصرى مع مرور الوقت سيكون من أفضل البرلمانات المصرية. وأضاف: «للمرة الأولى وبالبرلمان تكتمل الخريطة السياسية بشكل كامل فى مصر، وعلى مستوى الأمن القومى يرى الزنط أن مصر الآن تعيد هندسة علاقتها الخارجية بما يخدم مصلحة الأمن القومى المصرى».