سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
اللواء دكتور طلعت موسى مستشار أكاديمية ناصر العسكرية ل"الوفد": قناة السويس الجديدة قاطرة التنمية وقواتنا المسلحة تصنع المعجزات
«السيسي» يسعى إلى تحرير القرار الوطنى والحفاظ على سيادة الدولة
بصدور القرار الرئاسى بتدشين المشروع القومى لتنمية قناة السويس عادت مصر مرة أخرى إلى المشاريع القومية وأصبح لخطط التنمية فى مصر تاريخ للبدء وبإشراك القوات المسلحة فى هذا المشروع تأكد للجميع أن المؤسسة العسكرية حاضرة وبقوة فى المشروع الكبير الذى يتبناه الرئيس السيسى والذى يهدف للدفع بمصر نحو الصدارة. التقت «الوفد» باللواء دكتور «طلعت موسى»، الخبير العسكرى والاستراتيجى ومستشار أكاديمية ناصر العسكرية، والذى أكد فى حواره ل«الوفد» أن قناة السويسوسيناء لهما أهمية ومكانة كبرى فى الاستراتيجية المصرية والعالمية، واعتبر توقف مشروع تنمية سيناء وتحويله إلى الجنوب بمثابة الخطأ الاستراتيجى الكبير الذى صححه «السيسي» بقراره فى (5) أغسطس بمشروع تنمية قناة السويس الذى يراه تحريراً للقرار المصرى الذى بدأت سيادته فى 3 يوليو 2013 بإعلان خارطة المستقبل بعد أن هدم المصريون مشروع الأمريكان والإخوان بتحويل سيناء إلى دولة إسلامية وإعلانها فى (5) يوليو 2013 واتفاقهم مع (112) دولة للاعتراف بالدولة الوليدة فور إعلانه، هذا باعتراف «هيلارى كلينتون» بفشلهم بفضل تلاحم الشعب المصرى مع جيشه بقيادة «السيسى» الذى ظهر كشخصية قيادية تعتز بمصريتها ووطنيتها واستغلال الكرامة المصرية ورفض التبعية، مؤكداً أن نجاح مشروع تنمية قناة السويس تحد صارخ لكل من يهدد مصر ويحاول النيل منها. كيف ترى مشروع تنمية قناة السويس؟ ولماذا يعتبر مشروعاً قومياً؟ - هو بالفعل مشروع عملاق ويعتبر قاطرة رئيسية لتنمية الدولة طبقاً للإمكانيات المتاحة والخطة الاستراتيجية الشاملة لقناة السويس، وتحويله إلى مركز «لوجستى» عالمى يمثل نقلة حضارية بعد (3) سنوات عجاف مرت على مصر، ويعتبر إشراقة تطل بها مصر على المستقبل وستحقق بواسطته مشروعات اقتصادية تنقل مصر إلى مستوى أفضل ويشمل عدة مشروعات قومية منها تحويل قناة السويس من قناة فرعية لمرور السفن إلى قناة ازدواجية المرور. وإنشاء (6) أنفاق جديدة والاتجاه إلى مشروعات شرق التفريعة وتفريعات شرق بورسعيد، بالإضافة إلى إنشاء (3200) كم طرق واستصلاح مليون فدان، وأصبح لخطط التنمية تاريخ بدء وانتهاء وكان هذا التزام أمام الشعب، وعندما عرض الفريق «إيهاب مميش» خطة تطوير المحور أشار إليه الرئيس بأن الموعد سنة واحدة حتى يتم التنفيذ معتمداً على إرادة الشعب وعزيمته فى إنجاز هذا المشروع. وما المغزى من إشراف القوات المسلحة على هذا المشروع؟ - للحفاظ على الأمن القومى المصرى لأن قناة السويس تمثل موقعاً استراتيجياً مهماً على مستوى العالم كله وهى تمتد بطول (162.5) كم من بورسعيد شمالاً حتى السويسجنوباً وشرق القناة وغربها، وتشرف القناة على سيناء بالكامل، وهى الاتجاه الاستراتيجى الشمالى الشرقى لمصر والتى جاءت منها الغزوات الاستعمارية على مر التاريخ، وبالتالى سيناء وقناة السويس لهما مكانة كبيرة فى الاستراتيجية المصرية والعالمية.. وأيضاً وجود إشراف للقوات المسلحة على المشروعات التى تتم فى سيناء حتى لا يتم بناء مشروعات فى بعض الأماكن التى يمكن أن تعوق عمليات فتح استراتيجى للقوات المسلحة وهذا فى منتهى الخطورة، مثلاً: لو احتاجت القوات المسلحة تبة عالية لوضع «رادار» عليها من الممكن أن تجد مكانها منطقة سكنية أو صناعية مما يعيق استخدامه ولهذا لابد أن يوجد تنسيق بين القوات المسلحة وبين الجهات التى تقوم بعمليات التنمية فى سيناء حتى لا تعوق سبل تحقيق الأمن القومى المصرى. نقاط القوة والضعف وماذا عن البعد القومى لهذا المشروع؟ - الأمن القومى له عدة عناصر تتعلق به مثل العناصر السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والإعلامية والتكنولوجية والبيئية وهذه العناصر لها نقاط قوة ونقاط ضعف تصل عند خط معين للسلبية وتبدأ بالتأثير على العناصر المترابطة الأخرى.. ولهذا فالمشروعات التنموية الاقتصادية الناجحة تبدأ فى تشكيل ممانعة ضد أى عدائيات تكون بدأت تسير فى هذا الاتجاه، لأن حينها ستكون الدولة قادرة بالإنفاق الجيد على جميع الخدمات وتلبية الطلبات اليومية والاستراتيجية للمواطن، ويجعلها قوية متماسكة فى الداخل بما يؤثر على قرارها ودورها وإبراز قوتها فى الخارج. وما أثر تأخر مثل هذه المشاريع العملاقة على سيناء وعلى الأمن القومى المصري؟ - هذا التأخير كان له أثر سيئ على سيناء وعلى مصر، لأننا أهملنا سيناء فى السنوات السابقة فأصبح بها فراغ استراتيجى وفراغ سياسى واقتصادى من جميع النواحى، وبالتالى أصبحت بؤرًا إرهابية ومطمعاً للكثيرين وبدأت أمريكا وإسرائيل التفكير فى الحصول على جزء منها يسمى «غزة الكبرى» بسبب هذا الفراغ السكانى والعمرانى، وأن الكثافة السكانية فى سيناء تصل إلى (9) أفراد فى الكيلو متر المربع، فى حين أن الكثافة السكانية فى إسرائيل تصل إلى (350) فرداً فى كل كم2، ووصلت الكثافة السكانية فى غزة إلى (36.500) فرد فى كل كم2 وهى أعلى كثافة سكانية فى العالم.. وأمريكا وإسرائيل أرادوا أن يفرغا القضية الفلسطينية بالكامل ويحلوها على حساب سيناء فطرحوا مشروع تبادل الأراضى.. ولهذا تنمية سيناء تشكل ممانعة جيدة للأمن القومى المصرى بالتنسيق العسكرى مع المشروعات التى تتنامى فى سيناء، مما يحافظ على استمرارية الأمن القومى الجيد المستقر. تحرير القرار ولهذا فرضت ضغوطاً سابقة على مصر حتى لا تتم تنمية سيناء؟ - نعم، ولكن القرار الذى صدر فى 5 أغسطس 2014 أكد تحرير القرار المصرى وسيادته التى بدأت منذ 3 يوليو 2013 بإعلان خارطة الطريق وبدء تنفيذ الخطوات الرئيسية لها من إعداد دستور جيد وإقراره ثم وجود رئيس جمهورية يقوم بدوره، ومازلنا ننتظر المرحلة الثالثة بانتخاب برلمان للتشريع وأيضاً ظهور شخصية قيادية عظيمة تعتز بمصريتها ووطنيها واستقلال الكرامة المصرية التى ظهر فى شخص «عبدالفتاح السيسي» ليختاره الشعب قائداً ينتشل مصر من المستنقع الذى غرست فيه خلال السنوات الثلاث السابقة.. وقبوله التصدى للتحديات والتهديدات الخارجية التى تواجه مصر، ومنع محاولات تفتيت الدولة المصرية إلى دويلات فتجلت الشخصية المصرية وظهرت القرارات الجادة الواضحة بعدم التبعية للولايات المتحدةالأمريكية التى تسيطر على العالم وتحاول أن تدفع نظام جماعة الإخوان مرة أخرى إلى سطح الأحداث ومجرياتها فى مصر، وهذا ضد الأمن القومى وضد الإرادة الوطنية المصرية. إذن هذه مشاريع ستضيف الكثير إلى قوة مصر الناعمة التى ستزيد من حرية القرار المصرى وقوته فى الخارج؟ - بالطبع.. لأن قوة أى دولة تشمل كل القوى الفاعلة عدا القوة العسكرية. والاقتصاد هو القاطرة التى تقوم بإنفاق العائد الاقتصادى على باقى القوى الشاملة وبالتالى يكون لها أثر إيجابى على باقى عناصر القوى الشاملة ووجود إمكانيات لتطويرها وتحديثها لمواكبة القوى العالمية ومواجهة المستجدات الخارجية، وبالتالى مصر لن تشيد إلا من خلال هذه المشروعات القومية العملاقة وهذا له آثار جيدة على إنشاء الطرق والموانئ الجديدة والمدن الجديدة، وأى دولة يتماسك اقتصادها داخلياً وبالتالى قوة تأثيرها فى محيطها الخارجى يزداد على المستويين الإقليمى والعالمى ومعناه أن يكون لها دور فى حل المشكلات الإقليمية والعالمية. ومثال على هذا بعد أن تعاقدت مصر داخلياً وأمنياً ظهرت المبادرة المصرية للتهدئة بين إسرائيل وقطاع «غزة» وسارت مصر بخطوات ثابتة وإيجابية وأثبتت أن مبادرتها كانت أفضل الحلول وفشلت قطر وتركيا فى محاولاتهما بإبعاد مصر عن حل الأزمة، وفى النهاية جاء الحل مصرياً بسبب التماسك الداخلى لمصر، فما بالنا بنهوض مصر اقتصادياً؟ هدف استراتيجى ما المغزى من اتخاذ الرئيس قراره ببدء مشروع قومى فى الشرق بدلاً من الجنوب؟ - هذا القرار له مغزى وأهمية كبرى لأن تنمية سيناء فى ذاتها هدف استراتيجى لأنها ستقف عائقاً أمام أى عدو قادم إلينا من الشرق، وهى بعد استراتيجى مهم وخطير لأن مصر على مر التاريخ جاءتها التهديدات والغزوات والفتوحات والهجمات الإسرائيلية من سيناء ومازال الخطر يتهدد مصر من هذا الاتجاه وبالتالى وقعنا فى خطأ استراتيجى بعد اتفاقية السلام 1979 واستمرينا فيه بعدم تنمية سيناء. لكن كان يوجد مشروع قومى لتنمية سيناء.. ما الذى أوقفه؟ - هذا هو الخطأ الاستراتيجى الذى كنت أقصده وهو توقف المشروع القومى لتنمية سيناء الذى بدأ عام 1994 وتضمن خطط تنمية خمسية المفترض الانتهاء منها فى 2017 القادم وعلى أن يتم توطين (3) ملايين نسمة من وادى النيل علاوة على المشروعات التى كانت ستقام هناك لأن تعمير سيناء بالسكان والمزارع والمصانع يقلل من الخطر المستمر والمتحفز بسبب وجود الفراغ السكانى والتنموى فى سيناء، ولكن لا نعرف ماذا حدث حتى تتجه الدولة إلى «توشكي» وتوقف كل مشاريع التنمية فى سيناء وتحولها فى اتجاه الجنوب وهذا كان خطأ استراتيجيًا كبيرًا لأن المفترض أن التنمية تتم فى أخطر الاتجاهات خطورة وهذا ما صححه الرئيس «السيسى» بقراره فى الاتجاه بالتنمية إلى الشرق. وكيف يكون الرد على جماعة الإخوان أنه يختلف تماماً عن مشروعهم الذى كانوا سيمنحونه لقطر وتركيا؟ - هذا بعيد كل البعد عن مشروع الإخوان لأنهم كانوا يريدون إنشاء إقليم وتم إعداد القوانين باسم الإقليم وصنعوا كلمة الجماعة فى هذه القوانين، حتى إذا قامت أزمة ولجأوا إلى تفسير القوانين يكون المقصود بالاستفادة هى جماعة الإخوان، وعملوا على أخونة هذا المشروع، ولا ننسى أن السنة التى حكم فيها «مرسي» وجماعته سعوا إلى خطة أخونة الدولة بزرع (13) ألف إخوانى أفقيًا ورأسيًا فى مؤسسات الدولة، علاوة على أن هذه المشروعات كان سيوكل إدارته فى الإقليم الذى كانوا يسمونه بالإقليم إلى قطر شركاتها التى يشارك مع الكيان الصهيونى، بل هى ستار لها، والأكثر مصيبة من هذا أنهم كانوا يريدون بيع قناة السويس التى فقدنا فى حفرها (100) ألف مصرى ولا مانع لديهم من بيع تاريخ مصر وأرضها، بل حاولوا طمس تاريخنا الذى تشرف به وأيضاً أرادوا أجزاء من سيناء تحت مسمى مشروع «غزة الكبرى» إذا لا يوجد تشابه بين المشروعين لأنهم لا يحترمون الأوطان ولا الحدود ولا إرادة الشعوب. الدناءة والعمالة وما خطورة مشروع الجماعة لو كانوا نجحوا فى تنفيذه؟ - نجاح مشروع الإخوان كانت نتيجته تفتيت مصر وبيعها بالكامل، وإلا ماذا يعنى مجيء قطر بشركاتها وأموالها لتشترى قناة السويس؟ وتستحوذ على خط دفاع من دفاعات الأمن القومى المصرى.. من هنا رأينا التاريخ يعيد نفسه بمحاولات الدناءة والعمالة والبحث عن شراك وفخاخ، لكى تقع فيها مصر كما حدث فى انطلاقة مصر عندما أرادت بناء السد العالى ومؤامرات قوى الشر مع البنك الدولى الذى رفض مساعدة مصر فى تمويل مشروع السد وأعتذر لأسباب استعمارية فأمم «عبدالناصر» قناة السويس فى 1956 ليكون عائدها خالصاً لمصر، فأصبح «عبدالناصر» شخصية استراتيجية حيوية مهمة عملوا على القضاء عليها بشتى الطرق لأنه جمع الشعوب ونادى بالتحرر الوطنى وحاول بناء مصر وهم أرادوا فرض التبعية عليها. ألا يوجد تخوفات من محاولة عرقلة «السيسي» لأنه يحاول أن يبنى مصر ويحرر إرادتها؟ - بالطبع وبدون شك يتم هذا التعويق ويجب أن نأخذ حذرنا لأن «السيسي» أصبح شخصية وطنية قومية يلتف حوله الجميع بعدما تأكدوا أنه يريد إحياء القومية المصرية بما لديه من الشجاعة والإقدام واستقلالية اتخاذ القرار وأن يحول دولته من دولة تتحرك حسب ردود الأفعال إلى دولة فاعلة ومؤثرة فى محيطها الإقليمى والدولى، ولهذا يحاربوننا ويريدون تفتيتنا، و«السيسى» فطن إلى هذا منذ 30 يونية وعمل على جمع الشمل ووحدة الصف الذى يعتبر صفة من صفات الشعب المصرى. وعندما بدأ المشروع أعلن السيسى أن المشروع لمصر وشعبها، وبالتالى «السيسى» أصبح هدفاً مطلوباً القضاء عليه بالنسبة للغرب لأنهم لا يريدون نهضة مصر والمخططات كلها تهدف لإسقاطها لأنها أثبتت أنها الدولة الوطنية القوية الوحيدة المتماسكة فى المنطقة العربية. هل يوجد دليل على ما تؤكده من مؤامرات تستهدف مصر؟ - نعم.. وسأستشهد بما قالته «هيلارى كلينتون» في كتابها (كلمة السر 360) عندما ذكرت قائلة: «دخلنا الحرب العراقية والليبية والسورية وكل شيء كان على ما يرام وجيد جداً، وفجأة قامت ثورة 30 يونية 2013 في مصر وكل شيء تغير خلال (72) ساعة وكنا علي اتفاق مع إخوان مصر علي إعلان الدولة الإسلامية في سيناء وإعطائها إلي حماس وجزء منها لإسرائيل لحمايتها وانضمام حلايب وشلاتين إلى السودان، وفتح الحدود مع ليبيا من ناحية السلوم، وتم الاتفاق على إعلان الدولة الإسلامية في 5/7/2013، وكنا ننتظر لكي نعترف نحن وأوروبا بها فوراً، وأنها زارت (112) دولة في العالم من أجل شرح الوضع الأمريكي مع مصر، وتم الاتفاق مع بعض الأصدقاء بالاعتراف بالدولة الإسلامية حال إعلانها فوراً، وفجأة تحطم كل شيء وكسر أمام أعيننا دون سابق إنذار، شىء مجهول حدث.. وفكرنا في استخدام القوة لكن مصر ليست سوريا أو ليبيا لأن جيش مصر قوى للغاية، وشعب مصر لن يترك جيشه وحده أبداً. ذئاب البحر معني هذا أن المؤامرات وصلت إلي حد التفكير في استخدام القوة المسلحة ضد مصر؟ - لا.. بل تم تحريك القوة العسكرية الأمريكية ضد مصر وأيضاً سأستشهد بما قالته «هيلارى» عندما قالت: وعندما تحركنا بعدد من قطع الأسطول الأمريكي من ناحية الإسكندرية تم رصدنا من قبل سرب غواصات حديث جداً يطلق عليها «ذئاب البحر 21» وهي مجهزة بأحدث الأجهزة والرصد والتتبع، وعندما حاولنا الاقتراب من قبالة البحر الأحمر فوجئنا بسرب طائرات ميج 21 الروسية القديمة وهذا معناه أن كفاءتنا في توظيف الأسلحة وتطويرها مازالت قائمة وعلي أعلى مستوى. وبالعودة لكلام «هيلارى» قالت مندهشة إن الأغرب أن راداراتهم لم تكتشف هذه الطائرات ولم نعرف من أين أتت أو إلى أين ذهبت بعد ذلك ففضلوا الرجوع مرة أخرى بعد أن ازداد التفاف الشعب المصرى مع جيشه وتحركت الصين وروسيا رافضين هذا الوضع وتم رجوع قطع الأسطول، وإلي الآن لم نعرف كيف نتعامل مع مصر وجيشها» انتهى كلام «هيلارى» الذى كان اعترافاً بأنه مخطط ضد مصر واعترافاً أيضاً بقوة جيش مصر وأن مصر وشعبها وجيشها في منتهي القوة والتلاحم والتحدى وقادرين علي مواجهة جميع التحديات. وهذا التلاحم هو الذي ولد الإصرار علي تمليك هذا المشروع للمصريين فقط؟ - الرئيس «السيسي» بما لديه من بعد استراتيجى وطنى وقومى أكد ضرورة أن الشركات المصرية هي التي تقوم بتنفيذ هذا المشروع، وأن تكون الأموال مصرية. ودعا المصريون إلي الاستثمار في المشروع الذى يخلق فرص عمل للشباب.. وأيضاً عندما ضغط على زر البدء في المشروع جمع الشعب حوله والاحتفال وألغى فكرة «الأنا» ليكون الشباب عنصراً فاعلاً في وطنه ويزيد من اللحمة الوطنية المصرية. ولكن ماذا عن أثر هذا المشروع علي محافظات ومدن القناة التي يقع المشروع علي تخومها؟ - هذا المشروع بلا شك سينعش محافظات القناة الثلاث بورسعيد والإسماعيلية والسويس، وكل محافظة سيكون لها نصيب من المشروعات الفرعية العملاقة التي ستتم من خلال تنمية قناة السويس بما لكل محافظة من 30 أو 40 كيلو متراً مربعاً امتداداً طبيعياً لشرق القناة حتي لا تنفصل التنمية شرق القناة عن غربها، أو لا تكون القناة خطاً فاصلاً بين محافظة أو أخرى وهذا يؤدى إلى تلاحم وقوة الشعب مع تنفيذ هذه المشاريع. التطوير العالمى وماذا عن فائدته بالنسبة للعالم؟ - أولاً: فائدته علينا أنه يدحض أي مشروع إسرائيلى التي قدمت عدة مشاريع لإنشاء قنوات متوازية لمنافسة قناة السويس، لأن هذا المشروع سيوفر (11) ساعة في الرحلة الداخلية للقناة وسيلغى الانتظار في شرق بورسعيد أو في جنوبالسويس انتظاراً للمرور الموازى في الاتجاه المعاكس لأنه سيوفر ازدواجية المرور للسفن، وهذا التوفير يساوى أموالاً للشركات الناقلة، وسرعة في اتخاذ القرار للشركات الدولية العملاقة وسيعود عليها بالمكاسب، بالإضافة إلى أن مشروع شرق التفريعة سيكون نقلة نوعية في مجالات النقل البحري لاستيعاب استقبال الحاويات العملاقة التي تتجه إليها العالم الآن وسوف يتماشى مع التطور العالمى للنقل وسوف تستوعب القناة السفن العملاقة. وماذا عن دور المصريين في نجاح مشروعاتهم القومية؟ - يجب الاشتراك فيها والعمل علي نجاحها كما فعل الرئيس بإشراك الطلبة وتحديد سعر (10) جنيهات لهم نسبة السهم حتي يشعر النشء الجديد بأنها مشاريع لهم وسيدخلون بها المستقبل الجديد حتي يستوعب المصريون بأنهم يملكون بلادهم ولهذا علي الشعب أن يلتف حول مشروعاته القومية وحول قياداته كما فعلوا مع مشروع السد العالى. والإعلام له دور كبير ووطنى في تنوير الشعب بأهمية هذه المشاريع القومية، وينمي في الشعب روح التحدى والإصرار ولم الشمل حتي تخرج مصر من عثرتها، وهذا ينعكس علي الروح الوطنية والانتماء والولاء للوطن ويساعد علي تقوية عوامل اللحمة الوطنية والهوية المصرية. ألا يمثل المشروع تحدياً جديداً للإرادة المصرية بسبب عامل الوقت؟ - الرئيس اعتمد على الشعب المصرى ويعرف أنهم قادرون علي التنفيذ بالإرادة والتحدى والصمود، وسوف يكون مثلاً وقدوة أمام العالم وتحدياً صارخاً لكل من يهدد مصر ويحاول النيل منها عندما يرون نجاح الإرادة المصرية رغم العثرة التي تقف عليها بما جعلها علي حافة الدولة الفاشلة علمياً، وبالرغم من هبوط مستوي مصر الائتمانى في تصنيف البنك الدولى (6) مرات خلال ال(3) سنوات الماضية، سيرى العالم وخلال سنة واحدة كيف ستوجد في مصر مشاريع قومية عملاقة. وسيفرض الشعب إرادته وعزيمته وسيتلاحم وسنري قيمة هذا التحدى لأن العزيمة المصرية متفردة في العالم، ولا نقول إننا سننهض مثل ماليزيا أو سنغافورة خلال 20 سنة، ولكن مصر ستكون الأسرع في نهضتها بمعدل السرعة فى التنفيذ، وعندما أعلن الفريق «مميش» أن الخطة تستلزم (3) سنوات لم يقل هذا جزافاً بل بناء علي حسابات ودراسات وتقديرات من خبراء ينتمون إلي مراكز الخبرة ولديهم رؤيتهم وخبرتهم، ولكن الرئيس وضع القوات المسلحة في الصورة لما تتمتع به من انضباط والتزام وتخطيط وعلم وفهم لمعني التوقيت في مواجهة الصعوبات والمشاكل أثناء عملية التنفيذ كل هذه الإمكانيات تتمتع بها القوات المسلحة وقدرتها علي العمل ليل نهار لإنجاز مهمتها في التوقيت المحدد، وإن شاء الله في 5 أغسطس من العام القادم ستحتفل مصر والعالم بافتتاح ازدواجية قناة السويس و32 كم2 من الطرق واستصلاح المليون فدان التي أعلن عنها الرئيس من خلال مشروع قناة السويس الجديدة.