تخوف الكثير من المواطنين من عودة بقايا النظام السابق إلي الساحة السياسية.. بعد صدور حكم المحكمة الإدارية العليا بالسماح (لفلول) الحزب الوطني بالترشح في الانتخابات البرلمانية القادمة 2011. وفي رأيي.. لا مبرر هذا التخوف .. فالعبرة بالنتيجة. وعلينا ان نفرق بين السماح لهم بالترشح.. وبين ما ستسفر عنه الانتخابات .. فالمواطن الذي عاني ما عاناه علي يد أسوأ نظام حكم مر علي مصر في تاريخها الحديث.. لن يعطي صوته لعودة أذنابه. ولكن ما يثير الدهشة والتعجب بالفعل.. بعد أن ألغي وجود الحزب الوطني بحكم المحكمة الإدارية العليا في بدايات الثورة بحيثيات أنه أفسد الحياة السياسية وحتي كل ما تملكه من غير حق ووضع يده عليه من ممتلكات عادت إلي الدولة. فمازال من قياداته وأعضائه.. من يصارع بشراسة للعودة مرة ثانية إلي الحياة السياسية من أجل الدفاع عن مصالحهم ومصالح النظام الفاسد الذي أسقطه الشعب في ثورته والتي كان هدفها الأول التخلص من النظام برمته من حكومة وحزب وطني.. وذلك النظام الذي أوصل البلاد إلي حد أصبح تساؤلاً فرض نفسه بين كل من علي علم ومعرفة بما كانت عليه مصر.. ماذا حدث لمصر؟؟؟ وكيف تراجعت بهذه الصورة محليا، وإقليميا، ودوليا؟؟ وكيف تمكن منها نظام حكم استبدادي باطش قواته من الجهلاء والمرتزقة؟؟ فما حدث لمصر كان يقع تحت سمع وبصر فلول الحزب الوطني.. وبعضهم تنقل بين أنظمة الحكم الثلاث من نظام الرئيس جمال عبدالناصر والرئيس السادات ونظام الرئيس المخلوع.. وكانوا دائما المطيعين والمنفذين للتعليمات والرغبات.. وساعدوا علي قهر الشعب والاستيلاء علي مقدراته!! ولذلك فعندما يخرج الآن البعض من الفلول ليزيح عن كتفيه ما ارتكب من آثام العهد البائد ويستميتون في تقديم مبررات غير مقبولة ولا يمكن التسامح فيها.. فيكفي (للفلول) خطيئة انهم سكتوا عن الحق.. وسكتوا عن سرقة البلاد ونهبها وتفكك مؤسساتها.. في سبيل الإعداد.. لتوريث البلاد ومن عليها من بشر!!! فبقايا النظام من الأفراد الذين يسعون الآن للعودة إلي الحياة السياسية مرة أخري.. لم يكن لأحدهم موقف جادا وصلب للوقوف أمام ما ارتكب من جرائم غير إنسانية من تعذيب وقتل لأبناء الشعب. وألم يكف (الفلول) ثلاثين عاما متصلة من الحكم.. لم يجن فيها إلا الفشل الذريع.. فليس هناك إلا تفسير واحد لعودتهم إلي الحياة السياسية إلا أحداث فتنة يشوهون بها ثورة (25 يناير) التي وقفت دول العالم أمامها منبهرة.. وطالبوا شبابهم بالتمثل بها وبشباب المصريين. وبالفعل تمثل بها في عدد من الدول واستخدموا نفس الأساليب التي اتبعتها ثورة 25 يناير المصرية.. وهذا حدث في الولاياتالمتحدةالأمريكية وبريطانيا.. حتي إسرائيل خرج الشباب الإسرائيلي منقلبا علي حكومته والضغط عليها باستخدام أسلوب ثورة مصر كنموذج يحتذي به!!! الكلمة الأخيرة محاولة فلول النظام الفاسد السابق للعودة إلي الحياة السياسية.. يجب ألا يقلقنا فعودتهم مرهونة (بالإرادة الشعبية).. التي لم ولن تتنازل عن حق شهداء الثورة الذين بذلوا دماءهم وأرواحهم في سبيل ان يعيش الوطن وأبناؤه في حرية .. وكرامة.. وعدالة!!