من قال تكلم حتي أراك فقد صدق، وهذا أهم ما أفرزته انتفاضة يناير أن الكل تكلم وأفصح وعبر عن نفسه وأحلامه وما تخفي الصدور فإذا بنا أمام لحظة كاشفة بامتياز. واصفاً بعض أحوال «أهوال» يوم القيامة يقول الحق سبحانه «يوم تُبلى السرائر» وها نحن وكأننا في مشهد فاضح لسريرة بعض من تكلم وأفصح. يقول أحدهم تصريحاً فجاً محرضاً اليوم ثم ينقضه في اليوم التالي ويتنصل منه، وهذا سخف وضحك على أصحاب الذقون الحليقة من أصحاب الذقون الطويلة، (وهل يكب الناس على وجوههم في النار إلا من حصائد ألسنتهم). يقد يحسب البعض أنهم مثل أهل الكهف (إنهم فتية آمنوا بربهم) وهذا جميل فإذا كانوا حقيقة كذلك فالنتيجة لا ريب فيها (وزدناهم هدى) ثم يحذرهم ربهم فابعثوا أحدكم بورقكم هذا إلي المدينة فلينظر أيها أزكى طعاما فليأتكم برزق منه وليتلطف ولا يشعرن بكم أحداً) هذا هو التوجيه الرباني لخاصته باللطف مع الآخر تجنبا لمن بيده السلطة حتى لا يبطش بهم (إنهم إن يظهروا عليكم يرجموكم أو يعيدوكم في ملتهم ولن تفلحوا إذا أبدا)، هذا هو الدرس الرباني، وأحيلكم إلى عنوان هذا المقال. ما أكتبه ليس نصحاً أو ارشاداً لأنه لا أحد يقبل نصحاً ولا ارشاداً إلا من رحم ربي ولكنه تذكير بقراءة التاريخ واستقراء أحداثه واستخلاص عبره وعظاته وكذلك محاولة استيعاب روح الرسالات السماوية وما هو مطلوب رب العباد من العباد. من فرط تواضعه وسعة أفقه وعلمه أبي الشيخ متولي الشعراوي أن يطلق على سياحته القرآنية أنها تفسير لآيات القرآن الكريم ولكنه التزم بكونها خواطر قرآنية، فهذا من شيم العلماء التي نفتقدها بشدة حينما تتكاثر سحب الجهل وتنطلق الخفافيش في سماء الوطن وينعق البوم إيذاناً بدنو الخراب والعياذ بالله. أما أسيادنا وأسيادكم من الرسل فقد أمروا باللطف واللين والبشاشة. - لو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك. - اذهبا إلى فرعون.. فقولا له قولا لينا. - من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر. - لكم دينكم ولي دين. - لست عليهم بمسيطر. - إنك لن تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء. - ليس على من الأمر شيئا. - أفأنت تكره الناس أن يكونوا مؤمنين. - ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة. - «ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم» صدق الله العظيم. ومرة ثانية نرجو مراجعة عنوان المقال. ونأتي لموضوع التهكم على دور عبادة اخواننا وشركائنا المسيحيين، فهل الاسلام يأمركم بهذا يا من تدعون انتسابكم لهذا الدين القيم، أم هو غرور القوة مع غياب الأمن يا من اعجبتكم كثرتكم. هذه الدعوات الهمجية يجب وأدها ومحاكمة الفاعل والمحرض دون تردد أو حسابات وكأنكم تستدعون مباحث أمن الدولة مرة اخرى.. «راجعوا عنوان المقال» فهل يقبل مسلم مهما كان جهله واجرام من يحرضه أن يحرق كنيسة تحمل اسم مريم العذراء عليها السلام..! تحرقون اسم ستنا وستكم والله هذا فعل فاجر يخجل منه هولاكو أو حتى أي صهيوني متعصب. إذا كانت الهوية الإسلامية ترفض الأهرامات والتماثيل وأبو الهول والآثار في رأي البعض فهذا شأنه ولكن هناك هويات اخرى في المجتمع وهناك من هويتهم الاسلامية تقبل وجود الأهرامات وما شابه ولهم في عمرو بن العاص مرجع مرجح. للحديث بقية ------- بقلم : م.شريف سيد عفت