أكد فضيلة الشيخ عبدالخالق حسن الشريف – مسئول قسم نشر الدعوة فى جماعة الإخوان – أن العبادة فى الإسلام لا تنحصر فى الصلاة والصوم والزكاة والحج ، وإنما هى تمتد لتستوعب كل أفعال المسلم اليومية من طلب للعلم وسعى للرزق وإغاثة للملهوف وإصلاح ذات البين وغير ذلك . جاء ذلك فى خطبة الجمعة التى ألقاها فضيلته اليوم بمسجد المطاوعة بقرية أويش الحجر مركز المنصورة محافظة الدقهلية ، والتى تكلم فيها عن حقيقة هذه الحياة الدنيا وأنها إلى زوال ، فالمرء بين مودع لأبيه أو أخيه أوصاحبه ، وغداً سيكون هو من يودعه غيره . وأضاف أنه يجب علي كل واحد منا بعد أن من الله على مصر بالحرية بعد عقود من الظلم والاستبداد أن يصلح ما بينه وبين الله فمن أراد الخير لمصر فليكن من أهل التقوى ، ومن أراد الخير لمصر فليكن من أهل التوبة والاستغفار ، وليكن من أهل الصلاح والفلاح وإتقان العمل ، والصدق والأمانة . مشيراً فضيلته إلى قوله سبحانه { وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ} . وأكد علي المسلم يعيش وأمامه غايتين ، غاية عظيمة وغاية جزائية ، فمن عمل لهاتين أدرك الهدى والصراط المستقيم ، ومن غفل عن الأولى فهو هالك ومن غفل عن الثانية فهو على خطر عظيم ، فأما الأولى خطيرة عظيمة وهى غاية العبودية لله ، والإقرار بوحدانيته ، وأما الغاية الثانية فهى الإقرار بالدار الآخرة التى يغفل عنها كثير من الناس ، رغم أنهم يؤمنون بحقيقتها . مشيرا إلي أن المؤمنون والكافرون يؤمنون بالموت ، لكن ما يميز المؤمن هو الاعتقاد بالعبث والحساب يوم القيامة والوقوف ين يدى الله سبحانه وتعالى . لكن كثير من المسلمين أصبح لديهم إيمان مخدر لا يؤتى بالثمار المرجوة له . وأشار فضيلته أن الناس يوم القيامة ينقسمون إلى فريقين فريق فى الجنة وفريق فى السعير . فالتفكر والتدبر والعظة والعبرة والنظر فى عواقب الأمور تؤدى بالمؤمن والمسلم أن يخشى يوم الحساب . فهل أعد كل منا للسؤال جواب ؟ وهل أعد لهذا الجواب أن يكون صواباً على مراد الله ؟ . وأضاف أن المرء سيسئل عن ماله من اكتسبه وفيما أنفقه ؟ وعن عمره فيما أفناه ؟ وعن شبابه فيما أبلاه ؟ وعن علمه فيما عمل به ؟ وعن جهاده أكان فى الله أم كان رياء ؟ سيسئل عن صلاته وزكاته ؟ و أننا اليوم نصول ونجول فى متاع زائل ، غافلين عن هذا المشهد العظيم ، فلقد كان النبى صلى الله عليه وسلم يقيم الليل حتى تتورم قدماه وهو الذى غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، ولقد أكل صلى الله عليه وسلم يوماً مع أصحابه قرصاً من شعير عليه تمرات فقال لهم " لتسئلن يومئذ عن النعيم " . وذهب صلى الله عليه وسلم يوماً إلى السيدة فاطمة رضى الله عنها يسألها " يافاطمة أما عندك من شىء يأكل ، فإن أباك منذ ثلاث ما دخل جوفه إلا ماء " . فلو كانت الدنيا علامة الرضا لأعطاه الله سبحانه وتعالى لحبيبه محمد صلى الله عليه وسلم . فليأكل من شاء أن يأكل وليتنعم من شاء أن يتنعم ولكن بشريطة أن يعد للسؤال جواب عندما يسأل عن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه ؟ . وعن حفظ اللسان أشار فضيلته هل مر على واحد منا يوم لم يتكلم فيه كلمة إلا برضوان الله ، ولم يكن فيها ما يغضب الله سبحانه وتعالى ؟ ، فلقد قال تعالى " ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد " ، و قال صلى الله عليه وسلم " وهل يكب الناس على وجوههم فى جهنم إلا حصائد ألسنتهم ؟ " ، تقول السيدة عائشة رضى الله عنها عن النبى صلى الله عليه وسلم " لو أراد العاد أن يعد كلامه لعده " ، وكان يقول عمر بن عبدالعزيز " من عد كلامه من عمله قل كلامه " . فالذكى النقى هو من يحاسب نفسه قبل أن يحاسب ، ويلجم زمام نفسه قبل أن تسوقه إلا الهلاك ، فإن النفس أمارة بالسوء . فعمر المرء فى تناقص وليس فى زيادة ، فكلما تقدم المرء فى العمر فهو قد اقترب من الموت . فالسبيل هو معرفة الله وتقواه " إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون " . فالتقوى أن تعمل بمراد الله ، على نور من الله ، ترجو ثواب الله . يذكر أن قرية أويش الحجر بها مايزيد عن سيعمائة إمام وخطيب بالأوقاف ، وتشتهر با نتشار حفظة القرآن والتعليم الأزهرى .