أوصانا الحبيب المصطفى صلوات الله عليه وسلامه بأن نتحرى الدقة عند اختيار الزوج، و أن يكون عماد الإختيار وقوامه هو التدين الحق الذى جوهره الخلق الكريم الرفيع حيث قال صلى الله عليه وسلم : "إذا جاءكم من ترضون دينه وأمانته فزوجوه إلا تفعلوه تكن فتنة فى الأرض وفساد كبير" ، وقال عليه السلام أيضا : "من زوج ابنته إلى فاسق فقد قطع رحمها". وحينما استشار رجل سيدنا الحسن البصرى قائلا له: إن لى بنتا فمن ترى أن أزوجها له قال له : زوجها من ذى الدين فإن أحبها أكرمها وإن كرهها لم يظلمها . ومن هنا يؤكد د. مدحت عبد الهادى مدير المركز المصرى للإستشارات والتنمية الإجتماعية أن مرحلة الخطبة كثيرا ما تتمحور حول أمور هلامية بعيدة كل البعد عن جوهر الحياة الزوجية كما ينبغى لها أن تكون ، وقد قال المولى عز وجل : "ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون" . أى أن السكينة و المودة والرحمة هى أضلاع مثلث الحب الحقيقي البناء الذى يمكن من خلاله بذر بذور لبنة متينة لأسرة صالحة، تمثل اللبنة الرئيسية لبناء مجتمع قوى ثابت الخطى نحو التقدم والإعمار والحضارة . ومن أجل تكوين هذه الأسرة المرجوة يتوجه الدكتور مدحت عبد الهادى بنصيحة خالصة إلى كل فتاة تبغى تكوين مثل هذه الأسرة بأن تتعمق فى فهم شخصية الخطيب ومعرفة صفاته وسجاياه وخصاله الحقيقية غير المصطنعة . ومن أجل أن تتحرى كل فتاة وأهلها الخصال السجايا الحقيقية للخاطب يوجه الدكتور مدحت عبد الهادى نصيحته إلى كل فتاة بأن تحذر الإنفراد مع الخاطب قبل العقد لسكب نظرات الغرام، وملء الآذان بكلمات الحب والوجد والعشق والهيام. وإنما عليها أن تكون على دراية فعلية بمحيطه المجتمعى والمتمثل فى عائلته وأقربائه وزملاء العمل وعشيرته المقربين. وبمعنى آخرأن تضع الفتاة يدها على حقيقة تعاملاته فى بيت عائلته.. وفى عمله.. فى جيئته وذهابه.. مع من يتعامل؟! كيف يتعامل؟! بأى المفردات يتخاطب؟! بأى الوسائل يتحاور؟! أم أنه من الأصل يرفض مبدأ الحوارولا يدرى كيفية ادراة حوار بناء على أسس سليمة ومنطقية؟! عشرات الأسئلة التى ينبغى على كل فتاة مقبلة على هذه المرحلة الفاصلة فى تاريخ حياتها أن تبحث عن اجابات شافية لها . على سبيل المثال عليها أن تتأكد من معرفة هل هو شخص اجتماعى عطاء لمن حوله عطاءا على الصعيدين المعنوي والمادي أم أنه شخصية متقوقعة الذات تميل إلى التملك والأنانية والإستئثار بالأشياء والأشخاص معا؟؟ ومن هنا يكرر الدكتور مدحت عبد الهادى أن الخلوة بين الطرفين لن يتأتى وقتها إلا بعد أن توقع عقود السكينة والمودة والرحمة ، أى بعد أن أن توضع الأمور فى نصابها الصحيح ويستقر الرأى على أن هذا الشريك هو الأليف الحقيقى وصنو الروح المنتظر كفارس قد اعتلى صهوة جواد الرجولة بحق وليس فارس وهمى فى عالم صنعه عالم من الأحلام والخيالات. وتحسبا لتساؤلات الرجال عن استئثار الفتيات بهذه النصائح فإن الدكتور مدحت يوضح لكلا الطرفين أن نصائحه موجهة للطرفين معا ، وليس هناك استئثار بالنصيحة لفريق دون الآخر بل يتساوى فبيها الطرفان مساواة كاملة ليس بها ثمة نقص أو زيادة . ويختتم الدكتور مدحت حديثه بتذكرة كلا الطرفين أن الكثير من الحالات حديثة العهد بالزواج سرعان ما نجد فيها سرعة الشكوى من الملل والتذمر وانطفاء جذوة العشق المتوهج مبكرا ، ويعلل الدكتور مدحت مبررات هذا الخبو السريع فى المشاعر والعواطف والأحاسيس والتى كان لها اليد العليا والكلمة الأولى فى اسدال الستارعلى العقل والبصيرة والمنطق ، أنه بذلك فقد استنفدت النسبة الكبرى من تلك الأحاسيس الجميلة والتى لم تتح لها الفرصة أن تومض اشعاعتها الأولى فى الوقت المناسب لها، وبالتالى فلم يعد هناك ما يقال وما ينتظر أن يقال.