بناء الزوجية لا يقل فى أهميته عن بناء صرح كبير ولابد وأن يكون قائماً على أساس سليم حتى لا يتصدع هذا البناء. شروط اختيار الزوج السليمة بالنسبة للرجل فيجب أن يكون على خلق ودين لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم "إذا جاءكم من ترضون دينه فزوجوه إن لم تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير" والمقصود بالدين هو المعاملة والخلق الحسن وصدق النية والكرم وليس الشكل من ثوب قصير أو لحية لأن الدين المعاملة كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فالإنسان لا يغتر بالشكل وكذلك القدرة على المعاشرة الزوجية والانفاق على الأسرة والشخصية العاقلة الرشيدة وأنه أهلاً للزواج حتى يستطيع أن يقود سفينة الحياة وبذلك تصل إلى شاطئ الآمان إن شاء الله وأن يكون الهدف من الزواج قائم على أساس من المودة والرحمة والحفاظ على النسل وتربية أطفال قادرين فيما بعد على تحمل المسئولية. أما بالنسبة للزوجة فلقد اشار إلى ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فى حديثه الشريف "تنكح المرأة لأربع لمالها وجمالها وحسبها ونسبها ودينها فأظفر بذات الدين تربت يداك" فلا يكون الجمال وحده ولا المال وحده ولا الحسب وحده وإنما يجب أن يكون الخلق والدين مصاحباً لكل هذه الصفات لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم "إياكم وخضراء الدمن! قالوا وما خضراء الدمن يا رسول الله؟ فقال المرأة الحسناء في المنبت السوء" وإذا كان هذا الحديث فيه شيء من السند لكنه يطبق واقع نلمسه ونلحظه فى حياتنا فقد يكون الجمال بلا خلق وسيلة إلى الرذيلة. ويجب أن تكون أهلاً للمعاشرة الزوجية والعشرة الطيبة وإذا أردت المزيد لذلك فأرجع إلى وصية أمامة بن الحارث وهى ما تسمى بالوصايا العشر عندما أوصت ابنتها عندما أرادت أن تزوجها من أمير كلدا فأرجع إليها إن شئت. ويجب على كلاً من الزوجين أن يلتمس عذراً للآخر وإذا حدث ما يعكر صفو الحياة الزوجية فاليتذكرا الميثاق الذى بينهما، قال تعالى: "وأخذنا منكم ميثاقاً غليظاً" هذا الميثاق الغليظ هو عهد أخذه كلاً من الزوج والزوجة على نفسه أمام الله عز وجل فاليتق الله فى هذا الميثاق حتى ترفرف السعادة على الحياة الزوجية ويسعد الجميع بالذرية الصالحة والله الموفق.