عندما أمر رسول الله صلي الله عليه وسلم الشباب أن يبحث عن المرأة المتدينة.. لم يقصد إهمال الجمال أو المال أو الحسب والنسب.. وانما أراد عليه أفضل الصلاة والسلام أن يؤكد أن في الحياة ما هو أجمل وأكمل من المال والجمال والحسب والنسب وهو الدين الذي به يعلو البناء ويعيش الزوجان حياة آمنة مطمئنة. ولذلك وجدنا أن أما عربية أوصت ابنتها ليلة الزفاف فقالت لها: أرض زوجك طوال حياتكما. حتي يرضي عنك يوم انتقالك إلي الدار الآخرة. واذا حدث وكان موتك قبله. فابحثي عن رضاه. عيشي مع زوجك بأدب. ولا تدخليه في غضب. واذا تفوه مغاضبا.. فلا تردي عليه.. واجتهدي في أن تصمتي.. ذلك بأن علامة السوط تزول. لكن آثار الشتائم لاتزول!! ان السلف الصالح رضوان الله عليهم كانوا يضعون نصب أعينهم حديث النبي صلي الله عليه وسلم "تخيروا لنطفكم فإن العرق دساس" وقوله عليه السلام: "خير النساء من إذا نظرت اليها سرتك. واذا أمرتها أطاعتك. واذا غبت عنها حفظتك في مالك وفي عرضها". ولذلك وجدنا الإمام الأعظم أبا حنيفة النعمان رضي الله عنه عندما أراد ان يتزوج قال لخالته: أريد أن أتزوج من بيت فلان. واذهبي وانظري ما فيه من فتيات وابحثي عن فتاة مناسبة. فعادت إليه قائلة: هناك فتاتان: احداهما جميلة بيضاء. والثانية سمراء بعين واحدة فأيهما تختار؟ وهنا نجد ان أبا حنيفة رضي الله عنه يسأل خالته قائلا: يا أماه ايهما أكمل عقلا؟ فقالت له: السمراء ذات العين الواحدة؟ فقال أبوحنيفة: علي بركة الله سأتزوجها فتعجبت خالته وقالت له ياولدي تترك الجميلة البيضاء وتتزوج من فتاة سمراء بعين واحدة!! فقال أبوحنيفة: يا أماه ان حقيقة المرأة في كل امرأة ولكن الأخلاق ليست لدي كل امرأة. وبذلك يضع أبوحنيفة رضي الله عنه قاعدة مهمة في في اختيار الزوجة وهو المهم ان تكون ذات دين لأن الجمال عرض زائل. والمال يذهب ويجئ وتبقي الاخلاق والتدين هما الأساس المهم عند اختيار الزوجة. ان النبي صلي الله عليه وسلم يقول في الحديث الصحيح "اذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير". وها هو رجل يأتي للإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ويقول له: "يا إمام ان لدي بنتا فمن تري أن أزوجها له؟! فقال له زوجها بمن يتقي الله فإن أحبها أكرمها واذا أبغضها لم يظلمها". نسأل الله عز وجل العفو والعافية. وأن يسترنا بستره الجميل الذي ستر به نفسه فلا عين تراه".