الطلاق أبغض الحلال عند الله سبحانه وتعالي, وجعله الاسلام عندما تستحيل الحياة بين الزوجين, وليس معني وجود خلافات بين الزوجين أن يكون الطلاق حلا لتلك المشكلات. لأن الإسلام عندما تكلم عن الخلافات الزوجية لم يذكر الطلاق مباشرة ولكن حمل توجيهات لكل من الزوج والزوجة, كما حدد الإسلام شروطا لاختيار الزوج والزوجة. الدكتور حامد أبوطالب الأستاذ بجامعة الأزهر يقول: وضع الإسلام أنظمة راقية لتنظيم العلاقة بين الناس, منها ما ينظم العلاقة بين الفتي والفتاة في فترة الخطوبة لأن علي أساسها تبني العلاقة الزوجية فيما بعد, وفرضت الأحكام علي الشاب أن يخطب الفتاة من أهلها حتي تبني العلاقات علي أسس واضحة, ولا بأس بعرض والد الفتاة ابنته علي أهل الصلاح والفضل للزواج, كما عرض الرجل الصالح إحدي ابنتيه علي سيدنا موسي, كما جاء في قول الله تعالي: قال إني أريد أن أنكحك إحدي ابنتي هاتين علي أن تأجرني ثماني حجج وكذلك فعل سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما عرض ابنته حفصه رضي الله عنها علي سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه ثم علي سيدنا أبي بكر الصديق رضي الله عنه كما أن الإسلام حرم الخطبة علي الخطبة فلا يجوز لشاب أن يخطب فتاة خطبها شاب آخر ومازال الأمر في مرحلة التفكير بين الأسرتين, وقد اتفق الفقهاء علي جواز نظر الخاطب للمخطوبة والعكس وإن اختلفوا في مقدار ما ينظر إليه, لكن ليس للخاطب أو المخطوبة لمس ما ينظر إليه أو أن يختليا لأنهما أجنبيان. والإسلام في هذا يدعو للعفة والالتزام وتحديد المسئوليات التي لو التزم بها كل طرف لساد الاستقرار في المجتمع وعاشت الأسر في سعادة, كما أن الإسلام أوجب علي الفتاة أن تتزين بالحلي وأن تظهر بما يجعلها في صورة جميلة, ومن خطب فتاة ولم تعجبه فعليه أن يصمت ولا يقول مالايعجبها لأن هذا يؤذيها, أيضا من يسأل عن خاطب أو مخطوبة يجب عليه شرعا أن يبين المساوئ والفضائل وهذه الأحكام وضعها الإسلام حتي تبني العلاقة الزوجية بطرق تحصنها من الانهيار عند مواجهة المشكلات بعد الزواج فلابد من الالتزام بها حتي تعيش الأسرة المسلمة في سلام واستقرار. أما الدكتورة آمنة نصير الأستاذة بجامعة الأزهر فتقول: حرص الإسلام علي أن تقوم الأسرة المسلمة علي قواعد راسخة ومتينة قائمة علي المودة والرحمة, كما أن الإسلام يؤكد أن استقرار الأسرة ينبع من حسن اختيار كل من الزوجين للآخر منذ البداية, وأن يكون هذا الاختيار قائما علي الدين لأن أهم مقومات الأسرة المسلمة الصالحة أن يكون لديها مفهوم ومنهج التربية الإسلامية, والرسول الكريم صلي الله عليه وسلم قال في الحديث الشريف, تنكح المرأة لأربع: لمالها وجمالها وحسبها ودينا فاظفر بذات الدين تربت يداك وهذا يوضح أن الاختيار القائم علي الدين هو الأساس الأول لبناء الأسرة المسلمة فمن غير دين أو خلق تنهار البيوت وتتراجع القيم والمبادئ السليمة التي يحرص عليها الإسلام, والرسول الكريم صلي الله عليه وسلم قال في الحديث الشريف فيما يخص اختيار الزوج إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه وإلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير, فالمؤكد أن الحياة ليست كلها وردية والخلافات الزوجية أمر وارد في الكثير من الحالات لكن التعامل مع تلك الخلافات وكيفية التغلب عليها يحتاج للتمسك بالقيم والمبادئ والضوابط التي حملتها لنا الشريعة الإسلامية.