خمس مرات ليست متتالية.. تحدث فيها الرئيس عبدالفتاح السيسي، عن جماعة الإخوان الإرهابية، وفترة حكم الرئيس المعزول محمد مرسي، كاشفًا خلالها حقائق وكواليس عديدة وقعت خلال ثورة 30 يونيو، وبيان 3 يوليو الذي بمقتضاه تم عزل مرسي. واعتاد الرئيس السيسي منذ توليه الحكم وحتى الآن، استغلال المناسبات واللقاءات التي يتحدث فيها إلى المصريين، كي يتطرق حديثه إلى جماعة الإخوان، وكيفية إدارتها للدولة قبل ثورة 30 يونيو. وخلال حديثه أمس الجمعة، مع الإعلامي أسامة كمال، على شاشة التلفزيون المصري، تكلم الرئيس عن جماعة الإخوان، بأنهم دخلوا في صراع كبير مع مؤسسات الدولة والرأي العام، ووضعوا الدولة في مشكلة كبرى. وأضاف: "بذلنا كل الجهود للإصلاح بين القائمين علي الدولة، والمجتمع في 30 يونيو، وكنت قلقًا من حدوث صراع بين الدولة قبل 30 يونيو والشعب، كما أن مصر دفعت ثمنًا كبيرًا خلال السنوات الثلاث الماضية والمصريون تحملوه". وأكد الرئيس أن حكم الإخوان فشل في إرضاء كل المصريين، ودخل في صراع مع المؤسسات والرأي العام، وأن أزمة الجماعة باتت مع الشعب وليس الدولة. وتابع: "أننا قدمنا النصح للإخوان لتلبية طلبات الشعب المصري، وحاولنا الإصلاح وإيجاد صيغة للتفاهم قبل 30 يونيو، وما قمنا به قبل 30 يونيو كان انطلاقًا من القسم لحماية المصريين". واستطرد: "استدعينا نفسنا (قاصدًا الجيش)؛ لأننا حاسين بالمسؤولية تجاه أهلنا، وشعبنا اللي إحنا جينا منه، كنا ممكن نقول ملناش دعوة، لكن كنا خايفين على الشعب، وخوف تاني من سقوط الدولة في حرب أهلية". -في مارس 2015، صرح الرئيس خلال حواره مع صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية بأن جماعة الإخوان تلجأ إلى استخدام العنف في مواجهة الدولة، ولا تريد المشاركة بشكل بناء في مسيرة الديمقراطية، وأنها التنظيم الأم للفكر المتطرف والمنظمات الإرهابية حول العالم. - سبتمبر من العام نفسه، أكد السيسي خلال حواره مع وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية، أن أزمة الإخوان ليست مع الحكومة المصرية، بل إن الإشكالية بينهم وبين الشعب المصري نفسه، قائلًا: "الجماعة قدمت خلال العامين الماضيين انطباعًا للشعب من الصعب نسيانه لما قاموا به من أعمال شغب وعنف وقتل". - 4 نوفمبر 2015، قال السيسي خلال لقاء له مع هيئة الإذاعة البريطانية: "جماعة الإخوان المسلمين جزء تتجزأ منه دولة مصر الديموقراطية، والشعب المصري وحده يرجع له القرار في أن يجعلهم يلعبون دور أخر في مستقبل البلاد". - 13 إبريل 2016.. أوضح السيسي خلال لقائه مع مُمثلي الشعب المصري في قصر الاتحادية، أنه ينتمي إلى مؤسسة الجيش التى تحافظ على كل ذرة رمل في الوطن، مشيرًا إلى أن ما تم تقديمه في بيان 3 يوليو كان فرصة لإعادة الدورة السياسية لكل المصريين، ولكنهم تمسكوا بموقفهم في عزل محمد مرسي. وفي هذا الصدد،أرجع هشام النجار، الباحث في الشؤون الإسلامية، حديث الرئيس المتكرر عن الإخوان وحكم الجماعة، إلى محاولات الأخيرة المتكررة مد جسور المصالحة، وتدشينهم للعديد من المبادرات ورسائل الصلح مع الدولة، وهو ما دفع الرئيس توضيح أن مشكلتهم باتت مع الشعب. وأضاف، أن معظم الخطوات التي تقوم بها جماعة تدعو للمصالحة مع الدولة، سواء بتغييرهم خطابهم الإعلامية، وإيقاف بعض القنواتهم المحرضة الخاصة بهم، وتوسط كثير من أقطاب الجماعة لقيادة تلك المصالحة، والترويج لها. وأوضح، أن الرئيس يتحدث عن الجماعة بشكل مكشوف، ويحدد أن المصالحة يجب أن تكون مع الشعب وليس القيادة السياسية بالدولة؛ لأن ما فعلته الجماعة خلال الفترة الأخيرة من عمليات إرهابية واغتيالات لشخصيات هامة بالدولة أمر لا يغتفر. وتابع، أن هذه الأفعال الإرهابية جعلت قرار المصالحة ليس في يد الرئاسة بل هو قرار الشعب سواء من خلال مجلس النواب أو من القضاء؛ لأنه ليس قرارًا سياسيًا بل شعبي ومجتمعي. وأكد سامح عيد، عضو حزب المحافظين، والباحث في الشؤون الإسلامية، أن مشكلة جماعة الإخوان بالفعل باتت مع الشعب وليس الدولة؛ لأن الشعب هو المتضرر الأول منهم، وأي حديث عن المصالحة يجب أن يأخذ بمقدرات الشعب. وأوضح أن الدولة ليست لديها مشاكل خاصة مع الإخوان، والدليل على أن القضاء ليس مسيس وحكم بخروج بعض قيادات الجماعة بلا أحكام.